المرأة بعين الإسلام مقارنة بعين الغرب
أم المختار مهدي
في اليوم العالمي للمرأة المسلمة نتحدث عن المرأة في عين الإسلام بدءً ومن ثم في عين الغرب؛ لنلاحظ الفرق في أن تكون المرأة عزيزة كريمة وأن تكون مستحقرة دنيئة.
أنقذ الله المرأة مما كانت تعيشه في الجاهلية من ظلمٍ كبيرٍ كدفنها حية، أَو بيعها كسلعة، أَو إرغامها على البغاء، وجعل الله لها دوراً فعَّالاً ورئيسياً في بناء الأسرة والمجتمع لدورها العظيم ومسؤوليتها الكبيرة في الحفاظ على نفسها وأسرتها ومجتمعها من الظلال والانحراف.
عندما نتصفَّح آيات القرآن الكريم نرى كيف عظَّم الله المرأة وأوصى بها أباها وأخاها وزوجها، وأوصى بها ألّا تتزوج رغماً عنها، وأوصى بالإحسان إليها سواءً كانت بنت أَو مزوجة أَو حتى مطلقة، وأمر بالإحسان إليها كأم بل وقرن الله تعالى طاعتها بطاعته والأب، ورفع من مقامها وشأنها وأنزل سورة بإسم النساء وأُخرى بإسم كوثر.
لم يفضل الإسلام الرجلَ على المرأةِ بأي شكل ماعدا بالميراث فقد جعل للذكر مثل حضِّ الأنثيين من باب العدالة نظراً لما يتحمله الرجل من مسؤولية الإنفاق على أسرته، بل ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة وجعل كلَّاً منهما يكمِّل الآخر وشقيق الآخر في العمل والبناء، فأوكل لكلٍّ منهما مسؤوليات تناسب جنسه.
أمر الرجل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمر المرأة بذلك أَيْـضاً، وجعل الله المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض كما قال تعالى: (وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ووعد الله الرجل بالحياة الطيبة إن عمل صالحاً كما وعد المرأة قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فالعمل والجزاء للمرأة كالرجل تماماً دونما أدنى فرقٍ.
ولعناية الله تعالى الكبيرة بالمرأة لم يدعها في هذه الحياة تعيش ضالةً دون سبيل للنجاة، لا، بل جعل لها أعظم نساء العالمين كقدوات تسير في الحياة على طريقهن؛ لتنجو من الضلال والتيه في السبل الكثيرة ولتكون كما أراد الله لها مؤمنة طاهرة، وهذه هي المرأة المسلمة.
أما عندما نأتي لنرى نظرة الغرب للمرأة سنراها نظرةً كلها احتقار واستهزاء وإهانة لقد وصل الغرب في تعاملهم مع المرأة ونظرتهم لها إلى أسوأ مما كانت عليها في الجاهلية، والمرأة الغربية أصبحت أسوأ حالاً مما كانت عليه المرأة في الجاهلية، الكثير من المسلمين يستبعدون هذا الكلام؛ نتيجة تأثرهم بالشعارات التي يطلقها الغرب من حقوق المرأة وحريتها، وأي حقوق وأي واجبات يدَّعون؟! وفي الحقيقة هم بعيدون كُـلّ البعد عن شعاراتهم المزيفة تلك بل هم على عكس ما يدَّعون فيها، وتلك الشعارات ما هي إلَّا أُكذوبة كبيرة لشدِّ المجتمعات الإسلامية للغرب ولحريتهم المزعومة.
عندما ننظر إلى المجتمع الغربي نظرة وعي نجد المرأة هناك تعاني من مظلومية كبيرة تنحرم فيها من أبسط حقوقها في العيش الكريم على عكس ما تظهر في المسلسلات أنها ذات رفاهية وحرية تتمتع معها بالحياة السعيدة التي تتمنَّها أي مرأة، بل ما هي إلا وسيلة للشهوة ولكسب المال، ولأهداف غربية في المجتمع المسلم أي إفساده وإظلاله من خلال ما يقدمنه الممثلات والمغنيات والراقصات وهذا في الحقيقة أحط درجات الإهانة والاستحقار؛ فبدلاً من أن تكون المرأة طاهرة عفيفة محافظة على عفتها وحيائها تصبح ألعوبة بيد الشياطين، وهذه هي الحرية التي يدعيها الغرب ويطمع بها للنساء المسلمات أن تكون المرأة منفلتة عاهرة، يُنزع منها الحياء والضوابط الشرعية، ولو أراد الغرب حرية المرأة فعلاً لما كان ليستهدفها بصواريخه وطائراته في اليمن والعراق وأفغانستان ونرى ما يحصل للمرأة في فلسطين من قتل وتشريد وسجن وانتهاكات.
ومع كُـلّ ما سبق نضيف أَيْـضاً نظرة سلبية للمرأة من الغرب وهي أنه يراها رمز للشر وأنَّ الشيطان يعتمد عليها في عملية الإغواء، ويعتقدون أَيْـضاً أنَّ أمَّنا حواء هي السبب في إغواء أبينا آدم في معصية الله، المرأة في نظر الغرب أُلعوبة ووسيلة لأهداف شيطانية، يستغلها حتى تصبح عجوزاً، ثم وبدون أي رحمة يرسلها لدار العجزة؛ فقد انتهت مهمتها ولن يستفيد منها بعد عجزها.
علينا الإدراك أن المرأة هي الهدف الأول من الحرب الناعمة، والنافذة التي يدخل منها الغرب إلى المجتمعات، ويركِّز عليها أكثر من تركيزه على الرجل؛ لأَنَّ المرأة إذَا فسدت فسد المجتمع بكله، ويجب علينا الحذر وتحصين أنفسنا من خلال العودة إلى قدواتنا المؤمنات اللاتي يمثِّل الاقتدَاء بهنَّ طوق نجاة من أمواج الظلال الهائجة.