أكاديميون وعلماء ومثقفون لـ “المسيرة”: اليمن الأبي المنتّصر لمظلومية غزة عصيٌّ على الظالمين وتحالفاتهم الفاشلة
الشيخ المطري: اليمنُ أثبت للعالم هشاشةَ أنظمة الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل
الدكتور الحاضري: الشعبُ اليمني على وتيرةٍ عالية وتنامٍ عالٍ في مواجهة الصهاينة
غالب: مناصرة فلسطين واجب مقدس لا يمكن التنازل عنه
المسيرة: محمد ناصر حتروش
يواصل شعب الحكمة والإيمان ملء الساحات التظاهرية في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات المحرّرة نصرة للمقاومة الفلسطينية في غزة وتأييداً للقوات المسلحة التي تواصل استهداف الكيان الصهيوني الغاصب في عمق فلسطين المحتلّة وكذا البحر الأحمر.
وَشهد ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة الماضية وما قبلها، خروجاً جماهيرياً مليونياً وذلك تحت شعار تحالف حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر لا يرهبنا، حَيثُ جدد المتظاهرون تفويضهم للقيادة الثورية في أي إجراء تتخذه نصرة للإخوة الفلسطينيين مهما كان الثمن.
وتطرق المتظاهرون إلى أن ما أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية من إنشاء تحالف دولي لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر لن يرهب اليمنيين وإنما سيزيدهم عزيمة في مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية حتى يتم وقف العدوان على غزة.
وفي هذا الجانب يؤكّـد الدكتور يوسف الحاضري، أن الخروج الشعبي المليوني في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية بشكل أسبوعي هو دليل على الوعي الإيماني للشعب اليمني الذي يملأ ساحات التظاهر بشكل كبير جِـدًّا وبظهور متزايد من أسبوع إلى آخر.
ويقول في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “الخروج الشعبي اليمني في تزايد عكس ما هو عليه الحال في بقية دول العالم الذين كانوا يملؤون الساحات بشكل مليوني ثم بعد ذلك هدأت وتيرة الخروج حينما رأوا أن المجازر الصهيونية تحدث بشكل مُستمرّ في قطاع غزة الأمر الذي أصاب شعوب غالبية دول العالم بحالة الروتينية إزاء ما يحدث من جرائم صهيونية رغم بشاعتها”.
ويضيف أن “الشعب اليمني ينفرد عالميًّا في الخروج المُستمرّ والمتواصل دعماً للمقاومة الفلسطينية وغزة، وفي هذا الخروج المليوني المتنامي والمتزايد من أسبوع إلى آخر له رسائل عديدة أهمها أن الشعب اليمني يولي القضية الفلسطينية أهميّة قصوى ويجعلها من أولويات اهتماماته، كما أنه يعتبر الكيان الصهيوني الغاصب عدواً أزلياً، وبالتالي فَــإنَّ شعب الحكمة والإيمان يواكب الأحداث بوتيرة عالية وبشكل متنامٍ وَالشعب اليمني يسعى دائماً إلى أن يكون أشد وأقوى كلما مرت الأيّام وليس أوهن وأضعف أَو يصل إلى مرحلة الروتينية”.
ويلفت إلى أن “من رسائل التجمهر المليوني في مختلف المحافظات اليمنية أن الشعب اليمني بمختلف توجّـهاته وأحزابه وأطيافه يقف صفاً واحداً في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب؛ باعتباره عدواً للأُمَّـة الإسلامية جمعاء باستثناء أصوات نشاز لا تنتمي لليمن ولا لشعبه الأصيل”.
ويشير إلى أن “من الرسائل الجوهرية للخروج المليوني هو التفويض المطلق والكامل للقيادة الثورية الإيمانية الصادقة والقيادة السياسية والعسكرية في إغلاق باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي أمام السفن التي تتجه إلى الكيان الصهيوني أَو السفن الصهيونية”، مؤكّـداً أن “الشعب اليمني يقف بكل شموخ وعنفوان خلف قيادته الثورية والسياسية، مؤيداً لقرارات المواجهة مع الصهاينة جملة وتفصيلاً، فهم لا يخشون ردة فعل الأعداء”.
ويوضح الحاضري أن “الشعب اليمني لا يخشى ما أعلنت عنه أمريكا من إنشاء تحالف دولي لحماية السفن الإسرائيلية، وأنه سيواصل تأكيده للقوات المسلحة استهداف السفن الإسرائيلية والمتعاملة مع الكيان الصهيوني الغاصب مهما بلغ الثمن وسيتحملون النتائج بكل صبر وصمود وإيمان، مؤكّـداً أن التهديدات الأمريكية لن يكون لها أي تأثير على الإطلاق”.
ويصف الحاضري التحالف الدولي الأمريكي في البحر الأحمر بتحالف حماية السفن الإسرائيلية بالمضحك وغير المنطقي، حيثُ إنه لا يمكن التفرج على قطاع غزة وهم يقتلون ويموتون من الحصار والجوع في حين يعيش المجرم الصهيوني حياة رفاهية دون محاسبة من أحد، لافتاً إلى أن التحالف الأمريكي استخدم الفيتو في مجلس الأمن لكي لا يدخل الماء إلى أبناء غزة ويريد أن يستخدم القوة لكي يصل الغذاء والدواء والمنتجات بشكلها الرفاهي أَو المنتجات الأَسَاسية والضرورية إلى الكيان الصهيوني، مستغرباً من ادعائهم بحماية الأمن والسلم الدوليين عبر الأمم المتحدة والذي لم نرَ لا سِلمًا ولا أمنًا في إطار هذه المنظمة وفي إطار هذه الأنظمة الاستخبارية العالمية.
ويشدّد الحاضري على أن “الشعب اليمني رغم حصاره المطبق من قبل تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي على مدى تسعة سنوات إلَّا أنه على استعداد كامل ويقين تام لتقاسم ما له أَو ما تبقى لديه من كسرة خبز مع إخوانه في فلسطين”، مبينًا أن “إنفاق الشعب اليمني وتجهيزه للقوافل المالية دعماً للمقاومة الفلسطينية وإن كانت قليلة إلَّا أن لها رسائل عظيمة جِـدًّا عند الله سبحانه وتعالى، وعند الناس بأننا نجود بما نستطيع”.
ويؤكّـد أن “مصير التحالف الدولي الأمريكي الجديد في البحر الأحمر هو الفشل كما فشل تحالفه السابق بقيادة السعوديّة والإمارات”.
الشعبُ اليمني يعرِّي أنظمة العالم:
وفي سياق متصل يعتبر الخروج المليوني بشكل أسبوعي في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات المحرّرة تفويضاً شاملاً وكاملاً وصريحاً لقائد الثورة وتأييداً لكل ما يتخذه من قرارات وتلبية لنداء وتوجيه قائد الثورة القائد العلم السيد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه ونصره وسدَّد خطاه- وذلك نصرة للشعب الفلسطيني ومظلوميته كما يؤكّـده الشيخ نجيب حسين المطري.
ويقول المطري في تصريح خاص للمسيرة: “إن الخروج الشعبي الكبير هو تعبير صادق من الشعب اليمني قيادةً وشعباً وتجسيد المعنى الحقيقي للأخوة الإيمَـانية والتلاحم العروبي الأصيل”، منوِّهًا إلى أن “الخروج المليوني لم ولن يكون إسقاط واجب بل خروج غيرة ونجدة واستشعاراً للمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية وتطبيق مفهوم ومضمون الآية الكريمة: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، وكذلك تجسيداً للحديث الشريف والذي ينص على أن “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً””.
ويلفت المطري إلى أن “الخروج المليوني المُستمرّ يوصل رساله للشعب الفلسطيني المظلوم مفادها أنكم لستم وحدكم، وما صواريخنا ومسيّراتنا التي نرسلها ضد العدوّ الإسرائيلي إلّا خير دليل، مؤكّـداً أنه مهما بعدت الجغرافيا وابتعدت الأجساد إلّا أن الصواريخ والمسيّرات كانت وما زالت وستظل بمثابة الأرواح والأجساد التي نقاتل بها جنباً إلى جنب مع إخوتنا المجاهدين في غزة وكلّ فلسطين، وأن الصواريخ والمسيّرات طوت المسافات وقربت الجغرافيا للحد الذي أصبح اليمني والفلسطيني في خندق واحد ضد العدوّ الإسرائيلي في البر والبحر والجو”.
ويؤكّـد المطري أن “التجمهر المليوني يوصل رسالة للعالم العربي والإسلامي لضرورة توحيد الصف والموقف والكلمة؛ لما فيه عزتهم ومجدهم، وأن عليهم أن يدركوا أن الشعب اليمني بخروجه إلى الساحات وإلى ميادين التحشيد إنما يعتبر خروجاً لكل الشعوب العربية والإسلامية”.
ويشدّد على أن “مواقف الشعب اليمني المشرفة والحقة والمحقة تجاه فلسطين هو موقف كُـلّ شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية”.
ويذكر المطري أن “استهدافنا المُستمرّ للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذا استهدافنا للعمق الإسرائيلي يثبت للعالم أجمع بمدى ضعف وهشاشة العدوّ الصهيوني، مؤكّـداً أن الأُمَّــة العربية والإسلامية تعي جيِّدًا أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية هي لسان حالها”، معتبرًا محور المقاومة محور الشرف والعزة لكل شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية.
ويختتم المطري حديثه للمسيرة بالقول: “خروجنا المليوني باستمرار رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي ولكل من يسانده سراً وعلانية مفادها أن الشعوب العربية والإسلامية والتي نواتها الشعب اليمني هي شعوب حاضرة وجاهزة لنصرة كُـلّ المستضعفين وجاهزة للجهاد في سبيل الله ونصرة لشعب غزة وكلّ شعب فلسطين المظلوم.
بدوره يؤكّـد الناشط الثقافي إبراهيم غالب، أن “موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية موقف مشرف وعظيم يفاخر به اليمن أمام الأمم والحضارات”.
ويوضح في حديث للمسيرة أن “الخروج المليوني في مسيرة “تحالف حماية السفن الإسرائيلية لن يرهبنا” يجسد مدى رسوخ ووعي وإيمان الشعب اليمني وارتباطه الوثيق بالقضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن التخلي عن فلسطين مهما بلغت التضحيات ومهما هدّد الأعداء”.
ويعتبر غالب مساندة الشعب اليمني للمقاومة الفلسطينية مبدأً دينياً وأخلاقياً وواجباً جهادياً لا يجوز التفريط فيه.