إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى
عبدالسلام عبدالله الطالبي
ليس بالغريب عندما يعبر الأعداء عن انزعَـاجهم ويعلنون عن ضرورة تشكيل تحالف دولي يضم دول محور الشر لمواجهة أي تيار مناهض للباطل طرأ هنا أوهناك، وهذا هو ديدنهم في هذه الأيّام على غرار الهجمات البحرية اليمنية المفاجئة والتي لم تكن في حسبانهم ولم يكن يتوقعوها.
نعم معركة تختلف عن كُـلّ المعارك بل ستكون بإذن الله هي الحاسمة والقاصمة لمصدر الهيمنة والاستكبار، والسؤال ما الذي دفعهم لهكذا ضرورة تشكيل تحالف دولي يحمي حركة الملاحة البحرية أو حركة السفن التجارية العالمية في البحر الأحمر؟
لماذا كُـلّ هذا الخوف ولماذا الهلع! فالكلام والتصريحات التي صرح بها الناطق الرسمي ووزارة الخارجية واضحة وصريحة بأن أهداف قواتنا المسلحة تقتصر على السفن التابعة لإسرائيل أو من يتحَرّك من السفن لخدمة إسرائيل، لكنهم يبدوا وأنهم قرّروا ذلك لحتفهم بالجملة في معركة البحر التي يحشدون لها متناسين العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك!
كان لهم أن يتحالفوا لإيقاف شلالات الدماء التي سفكت بحق أبناء غزة!
ولأنهم ساندوا ووقفوا وأيدوا الإجرام الصهيوني البشع فمما لا شك فيه أن الله أراد لهم أن ينساقوا ويتجمعوا ويجازفوا بأنفسهم في معركة يغرقون فيها جراء غرورهم وكبرياءهم وصمتهم المهين.
نعم يعربون عن ضرورة تشكيل تحالف دولي ومنهم من هو ممتعض من الدخول في هذا التحالف لعلمه بوقع الضربات اليمانية المؤيدة والمسددة وخطورته المحدقة بمصالحه جراء موقعه الجغرافي الملاصق.
وليس هناك ما يخشاه شعبنا اليمني تجاه هكذا موقف يجب أن يكون ليسهم في دفع المخاطر والجرائم التي لا يخدم وقفها الصمت والتواطؤ والعمالة والاستسلام.
معركة قائمة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ليقضي الله أمراً كان مفعولاً؛ ليميز الله الخبيث من الطيب، معركة الانتصار الشامل والأكبر في المنطقة لمواجهة أعتى وأكبر وأبشع مظلومية شهدها العصر!
معركة؛ مِن أجل مظلومية غزة المحاطة بدول عربية وإسلامية عجزت للأسف عن اتِّخاذ أية مواقف تدفع عنها وعن أبنائها، ولو جزءاً مما جرى وما زال يجري من المجازر بحق الفلسطينيين!
ورغم كُـلّ ما يحيكه الأعداء من مؤامرات وتحالفات نقول لهم كيدوا كيدكم وانصبوا جهدكم؛ فما صنعكم إلا بكيد الساحر الأمريكي الذي لن يفلح لا هو ولا أنتم؛ كونكم إلى زوال محتم ونهايتكم على مشارفها في مقبرة الغزاة بإذن الله تعالى.
وهَـا هي الصورة قد بدت أمامكم جلية وتجلى لكم موقف شعبنا اليمن العظيم بعظمة قائده الذي وضع يده على الزناد مستعيناً بالله لمواجهتكم وَلضرب مشاريعكم الهدامة وكشف حقائقكم وَفضح جرائمكم الآثمة في المنطقة لينذر الزمن بخلاصكم وغروبكم وزوالكم.
ولا يفلح الساحر، حَيثُ أتى وما يوم فرعون مصر عنكم ببعيد، وما النصر إلا من عند الله، وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.