من دار الندوة وتحالف قريش ضد رسول الله إلى البيت الأبيض والتحالف الأمريكي ضد اليمن

 

هياف الهمداني

عندما رأى مشركو قريش أن الإسلام ينتشر بشكل سريع، وأن محمدًا (صلوات الله عليه وعلى آله) يزداد قوةً، وأن نفوذه يتسع في مختلف البلاد العربية يوماً بعد يوم، قرّر حينها كبار مشركي قريش أن يجتمعوا في دار الندوة – مقر الاجتماعات لزعماء قبائل قريش – لاتِّخاذ قرار صارم ضد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكان القرار الذي أجمع عليه زعماء قريش في اجتماعهم بدار الندوة هو {أن يأخذوا من كُـلّ قبيلة شاب قوي البنية، ويُعطى لكل شاب سيفٌ صارم، فيضربوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه بين القبائل حتى لا يستطيع بنو هاشم أن يأخذوا بثأره} لكن الله هو خير الماكرين، فقد فشل قرارهم وخرج رسول الله مهاجراً إلى المدينة المنورة وشكل دولة إسلامية قوية، استطاعت أن تجتث الشرك والمشركين.

وها نحن اليوم نرى هذا الحدث يتكرّر من جديد في التحالف الذي دعت اليه أمريكا ضد اليمن. فبعد أن شن العدوّ الصهيوني عدوانه على إخواننا في قطاع غزة، وقتل الآلاف من الأبرياء، معظمهم نساء وأطفال، كان من الواجب على كُـلّ الدول العربية والإسلامية أن تتحَرّك لردع هذا العدوّ الهمجي، وأن تحَرّك جيوشها لنصرة إخواننا في فلسطين، لكن الأنظمة العربية خنعت، وانبطحت، وسكتت، واكتفت بالتنديد، وإصدار البيانات الفارغة، وخذلت اهلنا في فلسطين.

لكن صوتاً ظهر على بُعد أكثر من ألفي كيلو متر، ليقول لإخواننا الفلسطينيين: (أنتم لستم وحدكم، الشعب اليمني إلى جانبكم)، قالها قائد المسيرة القرآنية السيد العلم المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتحَرّك اليمن (شعباً وجيشاً) لنصرة أهلنا في قطاع غزة، في كُـلّ الميادين وفي مختلف المجالات.

تحَرّك اليمن ليدافع عن قضية الأُمَّــة المركزية، تحَرّك اليمن ليدافع عن شرف الأُمَّــة العربية، تحَرّك اليمن بمفرده حين تخاذلت أكثر من 57 دولة عربية وإسلامية، وضرب عمق العدوّ الصهيوني بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وأغلق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل، وحاصر إسرائيل رداً على حصارها المطبق على قطاع غزة، فكسب بذلك حب الله وحب الشعب العربي والإسلامي، وأصبحت كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية تشيد بموقف اليمن، أصبحوا يتطلعون إلى اليمن، ويرون في الموقف اليمني أنه الموقف الوحيد الذي يعبر عن إرادَة الشعوب، وأنه الموقف الحق.

فعندما رأى الأمريكي والإسرائيلي أن اليمن بات يشكل حجر عثرة أمام مخطّطاتهم وتحَرّكاتهم في الشرق الأوسط، وأن الفلسطينيين لم يعودوا لوحدهم، وأن اليمن أصبحت قوة فاعلة ومؤثرة استطاعت أن تدافع عن قضية الأُمَّــة العربية والإسلامية بمفردها، وأن الرأي العام العربي والعالمي بات ينظر إلى اليمن أنه المنقذ الوحيد لفلسطين؛ لذلك تحَرّك الأمريكي والإسرائيلي لإنشاء تحالف دولي بذريعة (حماية الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر من هجمات الحوثيين)، في حين أن اليمن تُصرح بشكل دائم أن الملاحة البحرية في أمان، باستثناء السفن الإسرائيلية أَو السفن المتجهة إلى إسرائيل، فَــإنَّه لن يُسمح لها بالمرور، وأن أية سفينة تحاول العبور سيتم استهدافها، وأعلن اليمن أنه لن يفتح الحصار البحري حتى يتم فتح الحصار عن قطاع غزة، وإدخَال ما يحتاجه أهل غزة من الغذاء والدواء.

أراد الأمريكي من خلال التحالف الدولي الذي شكّله أن يضغطَ على اليمن، وأن يُضرب اليمن من قبل هذه الدول حتى لا يستطيع اليمنيون الرد واخذ الثأر. أراد الأمريكي من هذا التحالف تكرار خطة قريش التي رسمتها في دار الندوة ضد رسول الله، لكن قائد الثورة السيد العلم المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) قلب الطاولة على رؤوس الأمريكيين وحلفهم المتغطرس رأساً على عقب، ورسم خيوط المرحلة القادمة، وأوضح للأمريكي وحلفه بأن المعركة التي يريد فتحها في البحر الأحمر ستتسبب بأزمة اقتصادية عالمية، وأن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي، وسيرد على أية حماقة سيُقدم عليها، وبهذا أفشل كُـلّ مخطّطات الأعداء المتربصين باليمن نتيجة موقفه المشرف مع أهلنا في قطاع غزة. <a href=”https://www.foxporn.me”>fpn</a>

وصدق الله القائل في كتابه الحكيم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ). صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com