التحالفُ الأمريكي الجديدُ ضد اليمن مصيرُه الفشلُ والهزيمة

 

محمد علي الحريشي

تأكيد الحكومة اليمنية، أن التجارة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي آمنة وليس عليها خطر من اليمن، ما عدا سفن الشحن الصهيونية أَو السفن التجارية التي تتجه إلى موانئ العدوّ الصهيوني، الحصار اليمني على سفن الشحن الصهيونية مرتبط بعدوانها على الشعب الفلسطيني خَاصَّة في غزة، وفك الحضر في البحر الأحمر مرتبط بفك الحضر على قطاع غزة وإيقاف المجازر البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في أهلها، التواجد العسكري الأمريكي والغربي والصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب هو الذي يهدّد أمن سلاسل الإمدَادات التجارية وسفن الشحن ويشكل تهديداً لأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر، لماذا لجأت أمريكا إلى إعلان تحالف عسكري بحري جديد في البحر الأحمر وباب المندب؟ التحالف الأمريكي الجديد هو لحماية اقتصاد الكيان الصهيوني، تأمل الإدارة الأمريكية تحقيق جملة من الأهداف من وراء تحالفها البحري الجديد ضد اليمن، من ضمن الأهداف، رفع معنويات حكومة وجيش الكيان الصهيوني، الذي يواجه مقاومة عنيفة في شوارع قطاع غزة استنزفت عددا من ضباط وجنود النخبة في الجيش ودمّـرت عدداً كَبيراً من آلياته العسكرية، تهدف أمريكا أَيْـضاً إلى تحييد اليمن عسكريًّا حتى يحقّق الكيان الصهيوني أهدافه العسكرية في قطاع غزة؛ لأَنَّ التدخل العسكري اليمني ضد العدوّ الصهيوني أحدث آثاراً سلبية على سير العمليات العسكرية الصهيونية في غزة وأحدث هزات اقتصادية كبيرة داخل الكيان الصهيوني، المحاولات الأمريكية في تكوين تحالف دولي عسكري بحري بدعاوى حماية التجارة الدولية حقيقتها حماية العدوّ الصهيوني ومنع اليمن من ممارسة مواقفه المساندة للشعب الفلسطيني، لم يكتب للمحاولات الأمريكية النجاح، وذلك؛ بسَببِ عدم تحمس وتفاعل الدول العربية وكثير من دول العالم مع فكرة التحالف الجديد، هنا فشلت أمريكا، ومن أجل الحفاظ على ماء وجهها وتأكيد دعمها ووقوفها مع الحكومة الصهيونية لجأت إلى إعلان تحالف عسكري بحري، أطلقت عليه مسمى عملياتي وهو «حراس الرخاء» من عشر دول معظمها من الدول الأُورُوبية التحالف ولد هزيلاً، عدد من الدول التي وردت أسماؤها في القائمة نفوا تواجدهم بالتحالف الجديد مثل إسبانيا، اليمن انطلق في مواقفه المساندة للمقاومة الفلسطينية كواجب ديني وتضامن أخوي، نظراً لبشاعة الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج لكل ما يمت للحياة بصلة في قطاع غزة، إظهار اليمن قدراته العسكرية البحرية والجوية في القصف على ميناء أُمِّ الرشراش «إيلات» وحظر التجارة الصهيونية عبر البحر الأحمر، المواقف اليمنية الناجحة التي أثرت على سير الأحداث العسكرية في فلسطين وعرقلت المخطّطات الأمريكية والصهيونية، سببت انتكاسة وهزيمة لرأس الشر والعدوان أمريكا التي تدير الحرب المدمّـرة في فلسطين، لتحقّق من خلالها إزالة الخطر عن دولة الاحتلال، ولتؤثر فيها على قوى محور المقاومة، ولتحقّق فيها انتصارات عسكرية وسياسية على مستوى المنطقة والعالم، تعيد من خلالها ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية أمام روسيا «في شرق أُورُوبا»، والصين وكوريا الشمالية «في منطقة شرق آسيا وبحر الصين»، نعم المقاومة الباسلة في غزة واليمن وقوى محور المقاومة خلطوا الأوراق على أمريكا وكيانها الغاصب، الذي يتلقى الهزائم والنكسات وهذا ينعكس على الأنظمة العربية والخليجية التي ربطت مستقبلها ومصيرها بأمريكا وبالكيان الصهيوني المهزوم، باتت أمريكا أمام واقع عسكري وسياسي صعب، لجأت إلى المساومات وقدمت الوساطات إلى قيادة صنعاء مقابل وقف حصارها البحري على إسرائيل، والتهديد بقصف اليمن وتعطيل عملية السلام مع السعوديّة، لكن اليمن تمسك بفك حصار غزة مقابل فك حصار الموانئ «الإسرائيلية» مارست الديبلوماسية اليمنية حراكاً سياسيًّا مضاداً للتحَرّكات الأمريكية، اليوم هناك التفاف شعبي كبير وحالة استنفار لمواجهة كُـلّ المخطّطات الأمريكية، اليمن لن يركع ولن يخضع إلَّا لله الواحد الأحد، وقد اتخذ قراراته الدينية والوطنية والقومية نصرة لمظلومية فلسطين ولن يتراجع، ويمثل اليوم ضمير مليار ونصف مليار مسلم عاشوا ردحاً من الزمن تحت الهيمنة والطاغوت الأمريكي، الهيمنة الأمريكية تترنح اليوم صاغرة ذليلة أمام إرادَة الله وصلابة المواقف اليمنية ومواقف أبطال المقاومة الفلسطينية وسوف تنهزم وتفشل وتبوء بالخسران، والله غالب على أمره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com