يمنُ الإنجاز والإعجاز

 

احترام عفيف المُشرّف

يحق لك تشمخ برأسك بالسماء من يمنعك..

من يمنعك من يردعك ما دام البارئُ معك.

حقيقة تأكّـدنا منها في اليمن إذَا صلحت نية الحاكم صلح بصلاحها الزرع والضرع، وها هو يمن الخير والإيمان بعد أن منّ الله عليه بالحاكم الصالح يعود لعزهِ التليد ومجدهِ الضارب جذوره في أعماق التاريخ، وها هم من وصفهم ربهم بـأولوا القوة والبأس الشديد يذهلون العالم ببأسهم، وها هم اليمنيون يصنعون الإنجازات التي تعد من المعجزات.

اليمن الذي خرج من تحت أكوام القصف ليقضي على من انقضوا عليه، ونفض تراب السكينة والاستسلام التي أرضخهم عليها من تولوهم من قبل رافعاً رأسه إلى عنان السماء، إلى حَيثُ يسكن نجمه سهيل اليماني.

اليمن أطلق صرخته المدوية معلناً أنه لا كبير إلا الله ولا طاعة إلا لله ولا خوف إلا من الله، وأصبح اليمن الذي لم يكن ينظر إليه قوة ضاربة يمتد بأسه إلى السماء بطائراتها وإلى البحار بسفنها وبارجاتها وإلى الرياضة بألعابها، بمعنى وكما يقال بمصطلحاتهم: اليمن هو من يتصدر الترند العالمي.

والفضل في ذلك العز يعود بعد الله الموفق إلى عاملين رئيسيين وهما: حاكم ملهم، وشعب حكيم، حاكم عرف وجهته وتوجّـهه، وشعب عرف قائده فجربه وَوثق به فسار بعده، حاكم لم تغره السلطة ولم يخف من مخلوق، ناصيته بيد خالقه، وشعب فيه من القوة والأنفة مَـا هو في حاكمه فسمع منه مَـا هو في نفسه فطاب له السمع والطاعة.

ذلك هو سر قوة اليمن في وقت دبّ فيه الوهن في أغلب بلدان المسلمين، هذه هي اليمن قائداً وشعباً، شُنت عليهم حرباً كونية ولم يكن لهم مساند وعون إلا الله؛ فتوكلوا عليه ودافعوا عن أرضهم وانتصروا على عدوهم، رغم أنهم ما زالوا تحت ويلات هذا العدوان الظالم، وما زالوا محاصرين يتربص بهم العدوّ، إلا أن ذلك لم يثنهم عن قضيتهم الأولى وعن أولى قبلاتهم ومسرى نبيهم.

وجاء السابع من أُكتوبر وجاء العدوان على غزة وسكت العالم بأسره عن مظلومية غزة فكان ليمن الإنجاز والإعجاز الكلمة، وأطلّ حاملاً راية الجهاد ووقف حَيثُ الكل راكع، وصرخ حَيثُ الكل صامت، وقال لا للعدوان على غزة، ولا للاستكبار العالمي، لا للهيمنة، لا للوصاية، لا للعبودية، وأصبح سيد المقاومة في اليمن بموقفه من غزة هو سيد العالم الخانع، وكان شعب اليمن الصابر الجريح هو المساند لغزة وأعلنوّها لهم” لستم وحدكم” وسنحاصر من حاصركم وسنضرب من ضربكم، وكما لم يخفنا تحالف الأذناب علينا سابقًا فلن يخيفنا تحالف أسيادهم حَـاليًّا.

ولن تكون صنعاء إلا مع القدس ولن نكون إلا يداً واحدة ضد عدوان المعتدين وكيدهم ومحاولتهم في طمس هُــوِيَّتنا وإركاعنا، وهيهات لهم ذلك، وأنى لهم بطمس هُــوِيَّة من جذورهم ثابتة وقوتهم ضاربة، ولن تقتلعهم العواصف العابرة ولا الزوابع الآتية، ومن تولى الله لن يهزمه من تولى الشيطان، ومن كان صاحب حق وقضية فهو الغالب المنتصر، ونحن الآن نجدد وقوفنا في يمن الحضارة والشموخ إلى جانب فلسطين العروبة والصمود حتى النصر ونحن في اليمن لا نتكلم كَثيراً ولا نعدُ فقط، نحن نحذر وننفذ، ومن كذبنا فقد جربنا، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com