وزير الدفاع: جاهزون لكل الخيارات وعلى العدوّ الاختيار بعناية لتجنب الأوجاع
وزير الدفاع في كلمة خلال تدشين المؤتمر التحليلي للقوات البحرية والوقوف عند الاستعدادات للخيارات القادمة:
أسلحتُنا الاستراتيجية الرادعة ومدياتها تصلُ إلى أبعد مما يتوقعُه الأعداء
لا خطوطَ حمراءَ أمامنا وكُلُّ الاحتمالات مفتوحةٌ وكل المسافة الزمنية مطلقة ونفَسُنا القتالي طويل
لسنا دعاة حرب ونسعى لتأمين الملاحة وفرض السلام والحقوق لإخواننا في غزة
المسيرة: صنعاء
جدّدت القواتُ المسلحة اليمنية تأكيدَها على تمسكها بخيار مناصرة الشعب الفلسطيني وتحمُّلِ كُـلّ التداعيات الناجمة عن هذا الموقف المبدئي والديني والأخلاقي والقيمي، معلنةً حالة الاستنفار والجاهزية العالية لأية خيارات تتطلبها المرحلة، حَيثُ أكّـد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، استمرار العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب والبحر العربي ضد الكيان الصهيوني حتى يوقف عدوانه على غزة.
وفي كلمة له ألقاها، أمس الاثنين، أمام المشاركين في المؤتمر التحليلي لقادة ورؤساء الأركان وضباط القوات البحرية والدفاع الساحلي للعام التدريبي والقتالي والعملياتي 2023م، وكذا المهام المنفذة في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب والجاهزية والاستعداد القتالي الكامل للإجراءات والخيارات الاستراتيجية لقائد الثورة في نصرة غزة، نوّه وزير الدفاع إلى الجاهزية العالية للقوات المسلحة اليمنية للتعامل مع كُـلّ الخيارات والفرضيات المحتملة.
اليمنُ بمعادلته الجديدة.. لاعبٌ أَسَاسي في المنطقة:
وقال في كلمته: إن “أسلحتنا الاستراتيجية الرادعة ومدياتها تصل إلى أبعد مما يتوقعه الأعداء، ولا خطوط حمراء أمامنا وكلّ الاحتمالات مفتوحة، وكلّ المسافة الزمنية مطلقة، ونفسنا القتالي طويل والموت والقتال هي توجّـهات خبرناها ومستعدون لها؛ لأَنَّها طريق تفضي إلى خلود أبدي في الجنة إن لم توصلنا إلى الحق وإلى العدل”.
وَأَضَـافَ “نحن لسنا دعاة حرب، وندرك أهميّة وحيوية المجرى الملاحي الدولي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، ونحرص على سلامة الملاحة الدولية واحترام المواثيق الدولية، وهذا لا خلاف عليه فكل سفن العالم ستكون آمنة وستحظى بالحماية عدا السفن التي حدّدتها القوات المسلحة اليمنية على لسان متحدثها الرسمي”.
وأوصل العاطفي رسالة للعالم أوحى من خلالها أن اليمن اليوم لن يقبل إلا أن يكون لاعباً أَسَاسياً بموجب موقعه الحيوي، حَيثُ أشار إلى أن اليمن سُلب من حقه الطبيعي وموقعه الجيوسياسي لسنوات طويلة وعقود متعددة من الزمن، في إشارة إلى أن المرحلة القادمة لن تكون كما قبلها، متبعاً حديثه “مؤخّراً بدأ اليمن يضع النقاط على الحروف ويمسك وبكل جدارة بحقه في الإطلالة الجيواستراتيجية على مضيق باب المندب وخليج عدن وجنوب البحر الأحمر وعلى البحر العربي”.
واستطرد “طالما أدرك ذلك العالم كله يجب أن يحترم السيادة اليمنية ويقر بحرية واستقلال القرار السيادي اليمني في بحاره ومنافذه”، مؤكّـداً أن الشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اختار أن يكون سنداً قوياً للحق ومع الحق، وعوناً للمستضعفين في غزة المحاصرة ضد العنجهية الصهيونية التي جبلت على القتل والتدمير والتخريب والفساد والإفساد في الأرض وتوحشت على أطفال ونساء وشيوخ غزة الباسلة.
زمن العربدة الأمريكية ولّى:
وفي سياق التحَرّكات المشبوهة للأعداء قال اللواء العاطفي: “تعلمون أن الصهيونية الأمريكية الإمبريالية الاستعمارية تحشُدُ اليومَ عبر تحالفاتها الشيطانية متعددة الجنسيات وأذيالها المرتزِقة المزيدَ من الجحافل البحرية الانهزامية تحت مسمى حماية الملاحة الدولية ولكن الهدف الرئيسي هو إجبارُ اليمن وشعبه على التراجع عن مواقفه المساندة للشعب الفلسطيني”، فيما جدّد التأكيد على أن مثل هكذا ممارسات أمريكية لم ولن يتحقّق منها شيء مهما كانت التضحيات.
وأوصل العاطفي رسالةً تحذيرية لقوى العدوان قال فيها: “نؤكّـد لواشنطن وتل أبيب ولندن ومن معهم وعملائهم في المنطقة ومن يدور في فلكهم أن يمن اليوم غير يمن الأمس، وكلّ ما رأيتموه من أعمال ومواقف هو تمهيد وخطوات أولية؛ لأَنَّنا نوفر لكم القادم المؤلم طالما أنكم ما زلتم تتمادون في مواقفكم العدائية ضد إخواننا وأهالينا في غزة المحاصرة المعتدى عليها”، في إشارة إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد أعدت العدة لكل الخيارات التي تدرأ المؤامرات التي تحيكها واشنطن ضد اليمن، متبعاً حديثه بمخاطبة الأعداء “كونوا على يقين أننا سنحوّل جغرافية البحار من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وباب المندب إلى لعنة الجغرافية التي ستحل على رؤوسكم كالصواعق”.
وعزّز العاطفي من رسائله التحذيرية النارية بتعقيبات خاطبت الأعداء بأن “يدركوا إما أن يعُمَّ السلمُ والأمانُ الجميعَ وإما أن تحل لعنات الجغرافيا ولعنات المواقف الظالمة على رؤوس المتكبرين”، مؤكّـداً أن على قوى الشر إدراك “أن إدارة الأزمات والفوضى والحروب التي كنتم تديرونها وتشعلون حرائقها تم ضبطها بقواعد اشتباك جديدة وبمعادلة يمنية عادلة عنوانها إما أن تعم العدالة والسلم الجميع وإما اشتعال براكين الحروب والمواجهات”، في وضع اللواء العاطفي الكرة في ملعب قوى العدوان الأمريكي الصهيوني بقوله: “اعرفوا أي الطرق تختارون والمواقف تتخذون”.
وفي السياق ذاته أكّـد الوزير العاطفي “أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن دار في فلكهم لا يرون العالم إلا من زاوية الإمبريالية المتوحشة ومن منظار الاستكبار العالمي؛ ولذلك نجدهم يسارعون في إنشاء تحالفات عدوانية ضد اليمن تحت مسميات بحرية وكلما صدقت القيادة الثورية ممثلة بقائد الأُمَّــة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في نصحه لهم وتبيين الموقف اليمني لهم، يستكبرون ويبحثون عن مخالب عدوانية وأعذار واهية لغرض الهيمنة على المنطقة”.
جاهزية عالية لكل الخيارات:
فيما ألقى قائد القوات البحرية، اللواء الركن بحري محمد فضل عبدالنبي، كلمة نوّه فيها إلى أهداف المؤتمر التحليلي لمجمل المهام والأعمال القتالية لما نفذته القوات البحرية والدفاع الساحلي.
واستعرض اللواء عبدالنبي، النجاحات التي حقّقتها القوات البحرية في تنفيذ الأعمال القتالية ضد السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى “إسرائيل” تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة؛ مِن أجل نصرة ومساندة الأهل والأشقاء في غزة، مؤكّـداً أن لدى منتسبي القوات البحرية الاستعداد والجهوزية والإرادَة الكاملة في توسيع المعارك البحرية في حال صدرت الأوامر بذلك.
وأشَارَ إلى أن منتسبي القوات البحرية اكتسبوا خبرات وطوروا مهاراتهم وقدراتهم القتالية في أعماق البحار.
بدوره أكّـد قائد لواء الدفاع الساحلي، مدير الكلية البحرية، اللواء الركن بحري محمد القادري، الجهوزية الكاملة لمنتسبي الدفاع الساحلي لمواجهة وردع الكيان الصهيوني وكلّ من تسول له نفسه المساس بالمياه الإقليمية اليمنية، مجدّدًا التأكيد على أنهم ثابتون ومُستمرّون في أعمالهم الموكلة إليهم بكفاءة عالية واقتدار مهما حشدوا من تحالفات، منوِّهًا إلى أن اليمن وقواته المسلحة الباسلة لن تخذل القضية الفلسطينية حتى إيقاف العدوان وإدخَال الغذاء والدواء إلى غزة.