تحالف عبري إنجلوأمريكي للسيطرة على البحر الأحمر!
علي عبدالله الدومري
اتضحت الأهداف وبانت النوايا وانكشفت الخطط والأهداف وأصبح العالم أجمع يعرف المؤامرات الصهيونية الأمريكية على شعوب المنطقة العربية والعالم، لا سِـيَّـما بعد انطلاق معركة “طُـوفان الأقصى” التي مثلت جرس إنذار للقيادات العربية وللشعوب العربية التي كانت تتساهل بموضوع صفقة القرن وأهدافها على المدى البعيد والقريب.
فصفقةُ القرن لم تكن وليدة “طُـوفان الأقصى” بل تعدت ما قبل عام 2000 سريًّا وفي 2011ظهرت بوضوح أكثر من خلال تنفيذ الخطة (أ) وذلك بما أسموه بالربيع العربي (العبري الصهيوني الأمريكي البريطاني) ونجحت تلك الخطة في إحداث دمار واسع وشامل للبنى التحية وتراجع اقتصادي كبير ترك خلفه آثاراً خطيرة على النسيج الاجتماعي العربي بشكل عام وعلى الفرد والأسرة والمجتمع بوجه خاص راح ضحية الربيع العبري عشرات الآلاف من المواطنين العرب في اليمن وسوريا وليبيا وتونس ومصر ولبنان والعراق والبحرين والسودان.
واليوم تأتي الخطة (ب) لتبدأ بعملية التهجير الكامل والشامل لكل مَـا هو فلسطيني إلى سيناء واقناع الدولة المصرية بذَلك والا فمصيرها الفوضى الخلاقة والتلويح بفرص الأمر عسكريًّا من خلال استراتيجية التحالفات العسكرية الجديدة التي ظهرت تساند الكيان الصهيوني بعدوان سافر وتدخل مباشر ينتهك كُـلّ القوانين والأعراف واللوائح المنظمة للعمل الدولي والعدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطاني الأمريكي على غزة يوضح ذَلك.
ولم تكتف الخطة بالتهجير بل تسعى إلى فتح قناة جديدة بديلًا عن قناة السويس لتكون نقطة تحكم للقوى الغربية والأُورُوبية بالبحر الأحمر ودول المنطقة العربية وخَاصَّة المطلة على البحر الأحمر وتمكين الكيان الصهيوني من السيادة الكاملة وحرية التحكم بالبحر الأحمر.
عملية “طُـوفان الأقصى” كان لها الدور البارز في فضح النوايا الغربية وكذَلك التحَرّكات والتحالفات المشبوهة التي تستهدف المنطقة العربية وتريد التحكم والهيمنة السياسية والعسكرية بمناطقها الاستراتيجية كمضيق باب المندب والبحر العربي.
وبعد عملية “طُـوفان الأقصى” ظهرت بشكل مباشر وعلني، وما تقوم به أمريكا اليوم في البحر الأحمر من تحَرّكات عسكرية والزحف بالأساطيل والبوارج والمدمّـرات وكذَلك في البحر المتوسط إلَّا دليلاً كاملاً على إعلان حرب مباشرة مع العرب والدول المطلة على البحر الأحمر لفرض واقع جديد وتطبيق خطة تواجد عسكري دائم في منطقة البحر الأحمر.
وأكّـدت ذَلك بشكل معلن من خلال قيامها بتشكيل تحالف دولي عسكري يتكون من تسع دول لحماية البحر الأحمر بمعنى “إسرائيل” برغم إعلان العديد من الدول المشمولة بالتحالف الجديد انسحابها مبكراً، وهناك دول قد تكون متحالفة بالسر، بينما الموضوع هو تعد سافر على حرية الملاحة وحرية واستقلال دول المنطقة العربية والبحر الأحمر، وهيمنة أمريكية جديدة للتحكم بالممرات البحرية والسيطرة عليها، وتجريد الشعوب العربية صاحبة الحق الأَسَاسي والقانوني والدولي المكفول لها إداراتها من السيادة الكاملة على مياهها وجزرها ومنافذها وبحارها.
الا أن التحَرّكات الأمريكية قوبلت بالرفض من أغلب الدول العربية؛ الأمر الذي قد ينذر بحرب إقليمية تعصف بالاقتصاد العالمي وتضعه على المحك وتفرض واقعًا جديدًا تتغيَّر فيه كُـلّ ملامح النظام الدولي القائم وفرض نظام دولي قائم على الاحترام لسيادة الشعوب وحريتها واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها نظام عالمي جديد بكل مؤسّساته المالية والمصرفية والعملة وهيئات جديدة دولية مستقلة لا تخضع للفيتو والسيطرة الغربية والأمريكية ستكون الحد الفاصل للحد من العربدة الصهيونية والهيمنة الأمريكية على المنطقة والعالم، وستكون نهاية مخزية للإمبريالية الأمريكية والبريطانية والصهيونية وكلّ الدول القائمة سياستها على كسر إرادَة الشعوب والتحكم بقراراتها والهيمنة عليها.
والتحالف الأمريكي المشبوه في البحر الأحمر يرى مراقبون ومحللون عسكريون أنه آخر مسمار في نعش الإدارة الأمريكية التي لم تستفد من أخطائها السابقة في فيتنام والعراق وأفغانستان والصومال ومناطق أُخرى، وهَـا هي اليوم تعود ومعها قطيع من الدول العدوانية، لكن هذه المرة لن تنجح أمريكا كما قال المجاهد اليمني الحافي ودفت أمريكا ونحن نقول وودفت بالنظام العالمي معها، واليمنيون صغاراً وكَباراً فاتحين زامل “مرحب بمن جاء يحاربنا شعب جبار لا يخشى الجموع والحشود”، وعلى الباغي تدور الدوائر.