خطابٌ رسم معادلةَ الحاضر والمستقبل

 

مصلح علي أبو شعر*

جاء الخطابُ التاريخي لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، الذي ألقاه الأربعاء الفائت، حول المستجدات الأخيرة في فلسطين المحتلّة ليرسم فصلاً جديدًا من فصول المواجهة المباشرة مع العدوّ الأمريكي والصهيوني.

أجاد السيد القائد -حفظه الله- في هذا الخطاب رسم معادلة المواجهة في وجه الأمريكيين، وَأوقعهم في ورطة ستكون مكلفة براً وبحراً، وترك للإدارة الأمريكية اتِّخاذَ القرار بعد قراءة مصاديق التهديدات والتحذيرات وأخذها بعين الاعتبار.

أي أن أمريكا بعد خطاب القائد قد وُضعت أمامَ خيارَينِ، وهما: إما الخضوعُ وتحقيقُ المطالب المبدئية والإنسانية، أَو المجازفة والتصعيد الذي سيدشّـن معركة التحرّر من الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وكما كان القائد قد وجّه كلامه للأمريكي فَــإنَّ أدواته في المنطقة عليها أن تفهم قوة الرسالة وخطورة أية مغامرة إن كانت من خلال تحالفات واهية أَو مغامرات فردية.

هذا الخطاب التاريخي الذي حظي بالدعم الشعبي الذي عبرت عنه ملايين المحتشدين في ميدان السبعين بصنعاء وبقية المحافظات، وقبلها كان قد حظي بالاهتمام الكبير من الإعلام العربي والأجنبي، كُـلّ ذلك مثل دليلاً قوياً على قوة الموقف الذي اتخذته صنعاء في البحر الأحمر، والتي أصبحت في مواجهة مباشرة الآن مع أمريكا وحلفائها نصرة لغزة ولفلسطين.

موقف صنعاء الذي غيَّر مسارَ هذه الحرب الصهيونية على غزة وسيغيِّرُ وجهَ المنطقة مستقبلاً، من حَيثُ الهيمنة الأمريكية والبلطجة الصهيونية.

ومن الطبيعي القول إن من يدخل المعركة كما فعل اليمن، قيادةً وشعباً، يتشرف بأن يأخذ دوره وينال احترام العالم، كما أنه من المؤسف القول إن هذا الموقف كان بإمْكَان الدول العربية المحورية في المنطقة اتِّخاذه، لكن سنن الله ميزت كُـلّ المواقف وَأظهرت موقف اليمن معبراً عن عزة الأُمَّــة وصدقها رغم البعد الجغرافي.

إن خطابَ السيد القائد محطةٌ هامةٌ نباركُها بإجلال عظيم ونعبِّرُ عن وقوفِنا خلفَ هذا القائد الاستثنائي الذي أنعم اللهُ به علينا وعلى أمتنا، وعلى يديه بإذن الله تستعيدُ الأُمَّــة دورَها المؤسِّسَ على هُــوِيَّتها الإيمَـانية وتطوي صفحةً مثقلةً بالهوان والخضوع والتبعية والضعف وتخُطُّ في كتاب التاريخ فصلاً مجيداً من فصول الإنسانية.

* عضو مجلس الشورى – أمين عام تنظيم التصحيح الناصري

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com