تحالُفُ أمريكا.. رجيجُ خوفٍ من القادم
أم الحسن الوشلي
بعد أن شهد العالم بأس المجاهدين اليمانيين قولاً وفعلاً، وسطر التاريخ أعظم سطور الوفاء بعنوان “مع غزة حتى النصر”، بعد أن آن الأوان لوضع حدود للتعديات والانتهاكات الغربية الصهيونية والأمريكية، وبعد أن نهض اليمن ووقف وقفة واحدة في بقاع هذه الأرض صارخاً وغاضباً ضارباً وقاصفاً محذراً ومقاطعاً ومستنفراً في سبيل الله خفافاً وثقالاً.
ها نحن نسمع صدى صوت وزير الحرب الأمريكي يعلن عن تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات حماية لـ “إسرائيل”؛ أي ما أسماه بحماية التجارة في البحر الأحمر، لكن ذاك لم يكن صدى من قوة الكلام وليس بصدى تجسيد القول على أرض الواقع فعلاً، بل يمكننا أن نُسميه رجيج خوفٍ من القادم أَو أنه صدى الرعب الكامل في أرجاء الجسد مِن ما قد حدث.
لا أعتقد أن بريطانيا والبحرين وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا كانت تتخيل مُجَـرّد تخيل أن يأتي اليوم الذي يقال فيه إن اليمن تشكل خطراً على هيمنتكم المتغطرسة.
لا اعتقد أن أمريكا كان ستقوم بتشكيل تحالف بحري إن كانت قادرة على حماية السفن الإسرائيلية برص البوارج على البحر الأحمر، لكانت قد رصت البوارج من دون تحالف، ولو كانت إسبانيا واثقة من نجاح هذا التحالف لما قامت بالانسحاب وإعلانها أنها لن تنتمي لهذا التحالف إلا إذَا قرّر الاتّحاد الأُورُوبي القيام بذلك.
فهل الهدف من هذا التحالف هو الحماية الكاملة للتجارة في البحر الأحمر؟
أم أن الغاية هي توريط الدول الأُخرى في تشكيل تحالف مع “إسرائيل” حماية لها وتضامناً معها في قتل وحصار وسفك دماء غزة؟!
ليس هناك مبرّر آخر حول هذا الموضوع وليس مُجَـرّد تحالف للحماية، بل إن المراد هو التكالب من الغرب الكافر والمتصهينين كافه على الأُمَّــة العربية والإسلامية.
ولا يعتبر تصريح المتحدث باسم الحكومة الاسبانية انسحاباً، فهل يكون دعوةً غير مباشرة للاتّحاد الأُورُوبي بأن يمسك بيد أمريكا في هذا التحالف ويساندها؟
أم أن اللعبة الأمريكية مكشوفة لهذا الحد كي تحذر إسبانيا من التورط في الحرب البحرية القادمة؟
لم يكن تاريخ إسبانيا مشرفاً للحد الذي لا يجعلها لا تدخل في سفك الدماء وانتهاك الأوطان، لكن الطاولة اليوم انقلبت، وبعد أن عملت أمريكا وحلفائها بكل جهودهم وبذلوا ما بوسعهم في تحطيم بأس اليمن إلا أنه يزيد علواً وسمواً وشدة، وهذا مما يجلب القلق والذعر لكل الطغاة المهيمنين المشاركين في اغتصاب البلدان والشعوب الإسلامية والمستضعفة.
إذاً بما أن أمريكا تدُس نفسها وتنسج درعاً لحماية “إسرائيل” ورعايتها لا بُـدَّ من أن ينهض محور المقاومة الإسلامية ليذود ويدافع عن غزة، ولا شك في أن اليمن هي أول من سيثأر ويبصم على نهاية الصفحة بأن التاريخ سطر أعظم سطور في البر والبحر والجو، كان اسم “اليمن” خطاً عريضاً شامخاً متوجاً بشعار البراءة وهيهات منا الذلة، وهذا ما أكّـده السيد القائد في اليمن/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبكل وضوحٍ هو رجُل فعلٌ وَقول والعالم يشهد.