من ثمار موقفنا الصادق مع غزة

 

محمود المغربي

يقول البعض كان موقفنا مع غزة شجاعاً، لكن ذلك الموقف قد ابتعد عن المصلحة اليمنية ولم تجنِ اليمن شيئًا من هذا الموقف سوى سخط أمريكا وما بعد هذا السخط، إلا أنني أختلف مع هؤلاء وأعتقد أن وصف موقف اليمن بالشجاعِ فقط هو تقزيم لموقف اليمن الذي تجاوز الشجاعة بمراحل، مع أنه قليل بحق أبناء غزة وبحسب الإمْكَانيات المتاحة.

أما من يقول إنه ليس هناك مصلحة يمنية في أحداث غزة نقول لهم ربما لديكم فهم قاصر في هذا الجانب، صحيح أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية وأن موقفنا من أحداث غزة ثابت وواضح، يخلو من أية مصالح أَو مكاسب شخصية كما وصف ذلك السيد القائد، إلا أن المصلحة اليمنية ليست غائبة بل موجودة وبقوة، وقد أظهرنا للعالم مكانة وقوة وإمْكَانيات اليمن وفرضنا سيادة اليمن على خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، وأوضحنا للعالم أن لا أحد بإمْكَانه الحديث عن طريق التجارة العالمية وباب المندب بعيد عن اليمن، وفرضنا إرادَة وقوة اليمن على الجميع ولم يعد بإمْكَان أحد تجاوز اليمن أَو أن يكون له تواجد بعد الآن في البحر الأحمر وخليج عدن بعيداً عن الرغبة اليمنية، وجعلنا اسم اليمن يتردّد في كُـلّ العالم وهذا أمر لم يكن متاحاً أَو ممكناً في القرون الماضية.

أما المكاسب الداخلية من موقفنا مع غزة فهي كثيرة وهناك كرامات وثمار عظيمة لموقفنا الصادق مع فلسطين ومع أبناء غزة أهمها أنها وحدة كُـلّ أبناء الشعب اليمني ومنها وحسمت وأنهت المعركة مع الأدوات والمرتزِقة الصغار ليتم إقفال هذا الملف دون رجعة وأصبح الصراع مع الكبار مباشراً بعد تنحية الصغار لفشلهم، وبعد أن أصبح كُـلّ طرف يدرك حجم نفسه وحجم عدوه، ومع الأسف الشديد اكتشفنا أن أعداءنا أقزام وأقل مما كنا نتوقع.

كما أن موقفنا من غزة قد أظهر للناس كذب تلك الحجج التي تحجج بها أعدائنا للعدوان على اليمن وأظهر للناس من هم أعداء الدين ومن هم أولياء أمريكا واليهود ومن يقف ضد أمريكا والكيان الصهيوني، وأن من قالوا عنهم روافض ومجوس هم من يتصدر الصفوف لمواجهة أمريكا والكيان الصهيوني ويدافع عن أقدس معارك العرب والمسلمين قولاً وفعلاً، وأن الشعار الذي كان الكثير يتحسس منه هو الشعار الأصدق الذي يتناسب ويعبر عن المرحلة الراهنة ولسان حال الأُمَّــة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com