إقليمُنا البحري أمانٌ لكل الدول باستثناء “إسرائيل”
وضحى الهمداني
هطول الثلج يتساقط على قلوب لقد أثخنتها الجراح، وشوق اللقاء يعلو بنهداتٍ بريئة، عيون المجد تكادُ أن تتفتح ودماء التضحية أصبحت بيارق لِلحُرية، أنين الأطفال وبُكاء الثكالى صُراخ الشيوخ وهجمات الأبطال، الانتصار والمجازر، الصمود والتحدي، ومع ذلك لم ينحنوا لقد أثبتوا وجودهم وعصفوا بـ”إسرائيل” كريح صرصرٍ عاتية.
الجرائم في قطاع غزة التي تُرتكب بحق نسائها وأطفالها وشيوخها توضح وبشكلٍ كَبيرٍ جِـدًّا مدى فَظاعة ووحشية هذا الكيان المؤقت الممول بالدعم الغربي والإسناد العربي من بعض الدول المتواطئة علنياً، العجيب أن مجلس الأمم المتحدة يعترض حصار الشعب اليمني للبوارج الإسرائيلية في البحر الأحمر، ولم يُحرك ساكناً تجاه ما يحدث في قطاع غزة ورام الله والضفة الغربية وفي مناطق عديدة من فلسطين.
ولكن نحن نقول لكل الدول المتواطئة التي تزعم بالقانون الدولي، الذينَ يزعمون بأننا خرقناه أولاً: ليتطبق هذا القانون المزعوم في أرض فلسطين ومن ثم سنقوم بتطبيقه في البحر الأحمر.
أنا أسخر بالطبع من ذلك القانون ولا اعترف به أصلاً، ولكن لنعطيهم بمقدار عقلياتهم المتصهينة ليطبقوا قانونهم في فلسطين ومن ثم يأتون إلينا لينتقدونا، ولا يجوز أن يرمي علينا مجلس الأمم المتحدة مثل هذا الاتّهام الباطل أننا نُشكل خطراً كَبيراً على كُـلّ الدول في إقليمنا البحري، نحن نستهدف “إسرائيل” ولم نستهدف الجميع، ليعلم العالم بأسره أن البحر الأحمر آمن لكل الدول، وليس في هذا أدنى شك، البحر محظور فقط على “إسرائيل”؛ وذلك ردعاً لها لتتوقف عن حصار قطاع غزة الذي أُوشك على المجاعة والإبادة الجماعية، لن نتوانى حتى أن تتوقف.
وعلى “إسرائيل” أن تعلم جيِّدًا إن كُـلّ تلك الوحشية لن تُعرقل حركة المقاومة فهم من يُغنون ((إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بدَّ للظلم أن ينتهي))، لذلك ضحوا التضحية التي أروت أرض فلسطين بدمائهم والأرض عندما تُسقى بالدماء تُصبح وطناً.
بالمختصر المُفيد نحن لم نحظر إقليمنا على “إسرائيل” من داعي الفراغ أَو التعدي نحن نعمل هذا كموقف ديني ووطني وإنساني، ونحن يمن الإيمَـان والحكمة كما عهدنا الجميع لا نرضى الظلم ولا نرضى البغي والعدوان، وسوف نواصل مواجهتنا للعدو الصهيوني مهما بلغت الانتقادات، لن نتوانى ما دامت غزة تحت القصف.
وكما تعلم الأمم المتحدة أن الأديان لها احترامها فأين قانونها وانضباطها من اليهود والنصارى الذين يتعدون على المقدسات الإسلامية؟! ويعلمون جيِّدًا هم وحُلفائهم من الأعراب أن الأرض المقدسة مُحرمةً على الكافرين والمشركين فبأي حقٍّ يُبرهنون لـ”إسرائيل” وجودها بالأرض المقدسة وسفكها لدماء من يقطن فيها؟!
نقول للأعراب الناطقة باسم تشكيلة تحالف حماية السفن الإسرائيلية سود الله وجوهكم أيها الحمقى، إنكم لا تُخيفوننا بل أنتم محط السخرية والانفلات الديني والوطني ولقد تجرّدتم من الدين الإسلامي ولقد كفرتم بعد إيمانكم، ونحن لن تُثنينا أية محاولات لإخضاعنا ولن نتوقف والنصر لنا بإذن الله؛ فنحنُ بالحق أقوى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأنتم بالباطل وكيدكم أضعف وأوهن، والله غالب على أمره ولا حول ولا قوة إلَّا بالله.