انتصارٌ يمني وإخفاقٌ أمريكي

 

هاشم أحمد وجيه الدين

إن المتأمل للإحداث الدائرة في مضيق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي منذ إعلان اليمن حظر مرور سفن الكيان الصهيوني أَو المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية في فلسطين المحتلّة، يلاحظ نجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض حالة الحصار المطبق على الكيان بكل كفاءة واقتدار، حَيثُ وهذه الخطوة الجريئة والشجاعة و غير المسبوقة كان لها تأثير استراتيجي كبير لناحية التأثير على اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يؤكّـده خبراء اقتصاديون دوليون ويعتبر ورقة ضغط عالية الأهميّة لتنفيذ الكيان الغاصب ما أعلنته اليمن كشرط لتوقف استهدافها للسفن الإسرائيلية وخفض التصعيد، وهو إدخَال المساعدات الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية ومياه الشرب، وكلّ ما يحتاجه أبناء غزة المحاصرين في القطاع وبكميات كافية.

كان لهذا الإجراء اليمني الشجاع الكثير من التداعيات التي عبرت عنها التحَرّكات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وأرسلت سفنها الحربية لتأمين السفن التجارية الصهيونية، ولكن هذه الخطوة فشلت عندما استهدفتها القوات البحرية اليمنية بضربات تحذيرية بصواريخ بحرية وطائرات مسيّرة ما دفعها إلى التراجع.

الفشل الأمريكي أمام صلابة الموقف اليمني وجديته دفع بها إلى إعلان تشكيل تحالف دولي لحماية سفن الكيان المجرم وأعلنت عن انضمام مجموعة من الدول الأُورُوبية والعربية لتحالفها المزعوم بعضها بصورة علنية والبعض الآخر بصورة سرية، ولكن يبدو أن هذا التحالف ولد ميتاً بعد إعلان مجموعة من الدول التراجع عن المشاركة فيه والبعض الآخر أعلن عن مشاركة محدودة، ما يؤكّـد ذلك هو انخفاض حدة التصريحات الأمريكية وتناقضها بين الحين والآخر.

اليمن العزيز الكريم بموقفه تجاه أبناء غزة مثل انتصاراً لكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، واستطاع تشكيل تحالف عظيم مع كُـلّ أحرار العالم شعوب ودول وحكومات وكيانات ونخب، وكلّ الطامحين إلى الحرية والعدالة والاستقلال والأمن والسلام حول العالم، جميعهم أيدوا وباركوا وساندوا هذا الموقف الشجاع، وهذا البلد العظيم بقيادته الحرة والاستثنائية، وأصبحت اليمن أيقونة الجهاد والكفاح لنيل الكرامة وكلّ معاني الإنسانية، لقد انتصرت اليمن لقيمها ومبادئها، وفشلت أمريكا وتحالفاتها الوحشية الإجرامية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com