أكاديميون وسياسيون وبرلمانيون ومفكرون عرب ويمنيون: اليمنُ حطّم هيبةَ أمريكا ودخل التاريخَ من أوسع أبوابه
المسيرة – خاص:
نظّم ملتقى كتاب العرب والأحرار، مساءَ أمس، ندوة بعنوان (اليمن قولاً وفعلاً لن يترك غزة وحيدة) بالشراكة مع أصدقائه الاستراتيجيين، ومنهم الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي.
وأدار الفعالية الإعلامية بدور الديلمي، وبثت عبر إذاعة الاقتصادية، وشارك فيها نخب عربية وإسلامية وقادة الفكر والرأي وعلماء وسياسيون وإعلاميون.
وقال رئيس الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي العميد حميد عبد القادر عنتر: إن الشعب اليمني يخرج بالملايين إلى الساحات كُـلّ يوم جمعة للتضامن مع القضية الفلسطينية ومظلومية غزة، وأصوات اليمنيين في جميع الساحات تؤكّـد أن اليمن حكومةً وقيادةً وشعباً مع فلسطين، منوِّهًا إلى أن هذه المواقف المشرفة لم تسجل إلا في اليمن، أما بقية الدول العربية أَو معظمها فقد اندفعت وراء التطبيع والانبطاح مع العدوّ الإسرائيلي.
وأشَارَ العميد عنتر إلى أن ما يحدث اليوم هي معركة حاسمة وفاصلة، واليمن قد اختار طريق الانتصار لغزة مهما كلف ذلك من ثمن، وأن الأمريكي الذي يحشد التحالفات للترهيب والتخويف لن ينتصر، وله تجارب مريرة، فدباباته قد أحرقت في اليمن “بالولاعة”، ولن يجني من حملته المسعورة هذه سوى الخزي والعار والخذلان.
من جانبه يؤكّـد مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، أن اليمن قدم الموقف المشرف والعظيم نصرةً لإخواننا في قطاع غزة، لافتاً إلى أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أعاد لليمن مكانته ووجه الشعب اليمني نحو الطريق الصحيح، وأن إغلاق مضيق باب المندب شكل خسارة كبيرة على العدوان الصهيوني، وهناك تلاحم كبير بين القيادة اليمنية والشعب اليمني وهم يسيرون في اتّجاه واحد.
أما عضو مجلس النواب علي محمد الزنم، فأكّـد أن اليمن سطر موقفاً مشرفاً بالقول والفعل، وأن هذا العمل ليس بغرض المزايدات.
وأكّـد أن فلسطين وقبة الصخرة جزء من العقيدة الإسلامية..
وتطرق إلى الانسحابات في التحالف البحري الذي أعلنت عنه واشنطن، مؤكّـداً أمريكا فشلت وأن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي عمق الفشل أكثر.
من جهته حيا القاضي عبد الكريم الشرعي عضو رابطة علماء اليمن، المواقف اليمنية المشرفة المساندة لغزة، موضحًا أن اليمن تطرق حين صمتت الدول.
وأكّـد أن هناك قوة ردع يمانية وصواريخ لها منصات وأهدافها هي صوب أهداف حساسة للعدو إذَا لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار على غزة وأن الخاسر الكبير في هذه المعركة هي أمريكا.
وقدم أُستاذ التاريخ في جامعة صنعاء د. حمود عبد الله الأهنومي، قراءة سردية تاريخية للمواجهة بين الحق والباطل، مُشيراً إلى أن المرتزِقة يقولون اليوم كيف لليمن أن تواجه أمريكا وهو المنطق ذاته الذي كان يقوله المنافقون حين واجه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- الإمبراطورية الرومانية في غزة تبوك.
وأكّـد الأهنومي أن الشعار اليوم يتجسد بالواقع، وأن المنافقين لا يزالون يرون الأشياء حسب مخيلاتهم، واصفاً وقوف اليمن ومساندته لإخوانه في قطاع غزة بالواجب الشرعي والعربي والأخلاقي والديني والإنساني، منوِّهًا إلى أن اليمن انتصر بسلاح القيادة والمنهج القرآني والشعب، وأن الجماهير اليمنية أَو الشعب هم السلاح الاستراتيجي الذين يخرجون باستمرار للمطالبة بنصرة فلسطين، مؤكّـداً أن هذا عملًا صالحًا يغيظُ الأعداء.
أما رئيس ملتقى التصوف باليمن العلامة عدنان الجنيد، فأكّـد أن عملية “طُـوفان الأقصى” هي معيار ومقياس فصل بين الحق والباطل وَبين الغث والسمين، وكذلك بين الأنظمة التي تقف مع غزة وبين من تقف ضدها وتطبع، مؤكّـداً أن اليمن جسد موقفه قولاً وعملاً، وأن قرار المواجهة ضد الأعداء صدر عن القائد الربَّاني السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- وليس من رجل عادي، مُشيراً إلى أنه لم يرضخ رغم المغريات، ولم ترعبه التهديدات، ولم يقف على الحياد ويسكت تجاه ما يجري من توحش في قطاع غزة.
اليمن يرسم معادلة جديدة:
وخلال كلمتها في المؤتمر عبرت رئيسة ملتقى كتاب العرب والأحرار، الفلسطينية عريب أبو صالحة، عن شكرها وتقديرها الكبير للشعب اليمني وللقيادة السياسية والثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله-، مشيرة إلى أن الوضع في قطاع غزة كارثي للغاية، فالمدنيون يعانون الأمرين جراء القصف الصهيوني الغاشم، وأن هناك أُسَرًا بالكامل استشهدت في غزة.
وتطرقت إلى المواقف الشعبيّة والرسمية والعسكرية لليمن المناصرة لغزة، موضحة أن اليمن قدم ما لم يقدمه الآخرون، من تعبئة شعبيّة وتبرعات مالية ومواجهة عسكرية مع العدوّ الإسرائيلي، وهي مواقف مشرفة ويعتز بها كُـلّ حر.
بدوره تمنى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إسماعيل النجار، أن يكون يمنياً نظراً للمواقف المشرفة التي يصدرها لمناصرة إخوانه في قطاع غزة.
وأرسل النجار تحيته للشعب اليمني والقيادة الثورية المتمثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله-، معتبرًا أن موقف اليمن أعاد الاعتبار للعروبة والإسلام، وإنه لشرف أن يقول أي شخص إنه عربي، حَيثُ كان في السابق يستحي أن يقول ذلك؛ بسَببِ التطبيع مع إسرائيل.
ولم يتمكّن النجار من إخفاء دموعه، قائلاً: “إن اليمن قدم الشيء الكثير، وموقفه المناصر لفلسطين لا مثيل له في العالم”.
وأكّـدت الإعلامية ربا يوسف شاهين من سورية، أن الشعب اليمني بمواقفه العظيمة دخل التاريخ من أوسع أبوابه، مؤكّـدة أن كُـلّ دول المحور كتلة واحدة حتى يتحقّق النصر.
وتتفق الإعلامية ماجدة الموسوي من لبنان، مع كُـلّ ما تم طرحه، مؤكّـدة أن اليمن وحدت الساحات مثلما غزة وحدت الساحات، وأن اليمن جسدت موقفها قولاً وفعلاً ليس شعاراً بل حقيقة.
وأكّـدت أن أمريكا تقدم الدعم اللا محدود مع الكيان الصهيوني، وأن العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر وجهت صفعة مدوية للاقتصاد الصهيوني.
ومن زاوية عسكرية يرى الخبير العسكري العميد عبد السلام سفيان، أن اليمن قدم موقفاً مشرفاً وعظيماً خلال مساندته لفلسطين، موضحًا “طُـوفان الأقصى” كانت لحظة تاريخية هامة أعادت للأُمَّـة الأمل، وأن أفعال اليمن سبقت أقوالهم.
وقال: إن خروج الملايين من اليمنيين في الساحات تعتبر استفتاءً شعبيًّا لنصرة فلسطين، كما أكّـد على وحدة الساحات والتكامل، وتعمد الشراكة بالدم للدفاع عن فلسطين والأقصى.
من جهته يقول اللواء أحمد حسن من سورية: إن عملية “طُـوفان الأقصى” ملحمة القيم؛ فقد انتصر الدم على السيف.
وتطرق اللواء حسن إلى موقف اليمن، موضحًا أن هناك فصلًا جديدًا يرسم معادلة القوة إقليمياً ومحلياً، حَيثُ لجأت اليمن إلى استخدام الفيتو ضد الفيتو الأمريكي الذي أعاق وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، فأقدمت اليمن على فرض حصار على الكيان الصهيوني، مؤكّـداً أن فلسطين انتصرت عسكريًّا؛ لأَنَّ الذي خطط للهجوم خطط كذلك للدفاع، كما انتصرت غزة بالرسالة الإعلامية، حَيثُ خرج الملايين في العالم للتعبير عن تضامنهم مع مظلومية غزة، معتبرًا ذلك انتصارًا إعلاميًّا، وانتصارًا للرواية الفلسطينية أمام إمبراطورية إعلام العدوان.
وأكّـدت بقية الكلمات على أن اليمن سجّل موقفاً عظيماً؛ بسَببِ مساندته ووقوفه مع إخوانه مع قطاع غزة، وأن التحَرّكات الأمريكية في البحر الأحمر لن تثني اليمن عن مواصلة هذه المواقف مهما كانت المخاطر والتحديات، كما دعت الشعوب العربية والإسلامية للتحَرّك أكثر وعدم التفرج على ما يحدث من ظلم وعدوان صهيوني غاشم على المدنيين في غزة، فالصمت عار، والتفرج على هذا الظلم عار.