الفشل العسكري والحصار البحري اليمني على الكيان الصهيوني يدفع بنتنياهو إلى الانتحار العسكري والسياسي

 

محمود المغربي

بما أن نتنياهو قد أصبح كلبًا مسعورًا هدفُه الأولُ إنقاذُ رقبته والتمسك بالسلطة التي تقف حائلًا بينه وبين الخزي والعار والسجن، وكي يهرب من الفشل الذريع في غزة وعدم القدرة على تحقيق أي تقدم عسكري يذكر داخل وخارج غزة المحاصرة والصغيرة طوال ثلاثة أشهر، وقد استخدم كُـلّ ما تمتلك إسرائيل من قوة ودعم عسكري أمريكي غربي لا محدود، وارتكب أفظع وأبشع الجرائم وأحرق ودمّـر غزة ولم يترك حجرًا فوق حجر قائم، ومع ذلك لم يحقّق شيئًا ولو هدف واحد معلن في حربه على غزة وعجز في السيطرة على غزة أَو جزء صغير منها، وكلما أعلن عن السيطرة على منطقة تخرج المقاومة في غزة بمقاطع فيديو وهي تطلق الصواريخ وتنفذ عمليات ضد القوات الصهيونية من تلك المنطقة، ولم ينجح في القضاء على حماس، وفشل في وقف صواريخ المقاومة والأهم من ذلك فشل فشلاً مخزياً في تحرير ولو أسير واحد بالقوة، بل قتل عددًا من الأسرى بطريقة بشعة وخلق سخطًا داخليًّا ودوليًّا على الكيان، وأصبح يخوض معركة شخصية ويدافع عن نفسه وليس على الكيان الصهيوني، الذي ورطه وجلب عليه نقمة وغضب شعوب الأرض، وحتى بات الكيان الصهيوني قاب قوسين من الفناء والانهيار التام.

ومن أجل كُـلّ ذلك الفشل والسقوط لا نستبعد أن يقدم نتنياهو على الانتحار العسكري للهروب من كُـلّ هذا الفشل والخسائر بافتعال معارك ثانوية وخارجية لتوريط الكيان الصهيوني وأمريكا والعالم في حرب طويلة تتسع لتصل إلى كُـلّ العالم، وقد بدأ نتنياهو بذلك من خلال اغتيال السيد رضي موسوي في سورية، وهي جريمة مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية وانتهاك صارخ للسيادة السورية والإيرانية، وقد يذهب أبعد من ذلك ويرتكب المحظور والخطأ القاتل وبعيدًا عن الرغبة والمصالح والتوجيهات الأمريكية باستهداف مواقع يمنية بعد أن قامت صنعاء بتضييق الخناق عليه وفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني بدأت آثاره تطال كافة القطاعات الإسرائيلية وتتسبب بخسائر فادحة على الاقتصاد الإسرائيلي لدرجة أن أنشط الموانئ الإسرائيلية باتت فارغة وخالية من أي نشاط تجاري بعد أن كانت تستقبل كُـلّ يوم عشرات السفن التجارية، كما أن الكيان الصهيوني قائم على الاستثمارات الأجنبية، وهذا الوضع يخلق بيئة طاردة للاستثمار وقد رحل الكثير من المستثمرين والبقية قد حزمت الحقائب، وليس لدى الكيان موارد طبيعية وهو يستورد المواد الخام والأولية من دول آسيا التي تمر من باب المندب والبحر الأحمر وقد تعذر وصولها وإن وصلت فهي تصل بأسعار خيالية مما يهدّد بإغلاق معامل ومصانع كبيرة داخل الكيان، وهذا يضع نتنياهو وحكومة الكيان أمام ضغط شديد ويدفع بهم إلى الجنون والتهور.

ومع أن الاحتمالات كبيرة على أن يقدم نتنياهو على فعل مثل هذه الحماقة إلا أن أمريكا لن تسمح بذلك، وأعتقد أن التواجد الأمريكي الكبير في البحر الأحمر ليس فقط لحماية الكيان الصهيوني من الأخطار الخارجية بل وحمايته من الحماقة الداخلية ومنع وصول الطائرات والصواريخ الإسرائيلية إلى اليمن وغيرها؛ كون أمريكا تدرك مخاطر وتداعيات هذه الحماقة وتعلم أنها سوف تتحمل هي والعالم ثمن تهور وجنون نتنياهو، خُصُوصاً أن السيد القائد قد حذر من أية حماقة مهما كانت صغيرة، ووعد برد لا توقفه الهدن أَو الوساطات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com