صنعاءُ تحتضنُ أكبرَ تجمُّع بشري مناصر لفلسطين في مسيرة “معكم حتى النصر، والأمريكي لن يوقفنا”
بن حبتور: لن نبقى مكتوفي الأيدي فقائدُنا أيقظَ ضميرَ كُـلِّ الأحرار لنصرة فلسطين
بيانُ المسيرة: باقون في المعسكرات والساحات وجاهزون لكل الخيارات دعماً للمقاومة
المسيرة: صنعاء
جدّدت عاصمةُ الصمود صنعاء الأبية، خروجَها المليوني الكبير؛ مِن أجلِ فلسطين، حَيثُ احتشد أحرارُ اليمنِ في صنعاء وضواحيها إلى ميدان السبعين، أمس الجمعة، للمشاركة في المسيرة الجماهيرية الكبرى التي حملت عنوان “معكم حتى النصر، والأمريكي لن يوقفنا”.
وفي المسيرة الكبرى بحضور عدد من قيادات الدولة، رفع أحرار اليمن العَلَمَين الفلسطيني واليمني واللافتات المؤكّـدة على أن تحَرّك أبناء الشعب اليمني لنصرة الأشقاء في فلسطين يأتي انطلاقاً من هُــوِيَّته الإيمَـانية ومبادئه القرآنية وتعاليم الإسلام السامية معتمداً على الله ومتوكلاً عليه، ونصرة المستضعفين في الأرض.
وفيما اكتظ الميدانُ بالحشود، عَلَت أصوات المشاركين الذين ردّدوا الهتافات والشعارات المؤكّـدة على التأييد والوقوف خلف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي؛ لنصرة فلسطين وردع العدوّ الصهيوني الغاصب حتى تحرير الأقصى الشريف والأراضي المحتلّة، مؤكّـدين أن الشعب اليمني يمتلك الموقف الموحد ويتصدر الشعوب العربية والإسلامية في الدفاع عن قضايا الأُمَّــة ومقدساتها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسيستمر في موقفه مع فلسطين رافعاً شعاره بأعلى صوته ليسمعه كُـلّ العالم.
وجدّدت الحشود التأكيد على استعداد الشعب اليمني للمواجهة المباشرة مع اللوبي الصهيوني المتمثل في قوى الاستكبار الأمريكي والإسرائيلي والغربي وأنظمة العمالة والتطبيع والخيانة، وتجاوز كُـلّ العقبات لتحقيق الدعم والنصرة للأشقاء في فلسطين المحتلّة، مجددين التفويض المطلق لقائد الثورة لاتِّخاذ كُـلّ القرارات والخيارات الاستراتيجية في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي؛ حتى إيقاف حصاره وعدوانه الإجرامي على غزة والشعب الفلسطيني.
موقفٌ ثابتٌ وحضورٌ متجدد:
وخلال المسيرة ألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، كلمة قال فيها: إنه وفي ظل العدوان الصهيوني الوحشي على هؤلاء المظلومين وجب على كُـلّ الأُمَّــة من محطيها إلى خليجها أن تقفَ متضامنةً ومتآزرةً مع أهلنا في غزة وفلسطين المحتلّة.
واعتبر الدكتور بن حبتور هذه المساهمةَ إنسانيةً وقوميةً ودينيةً من شعب مظلوم حوصر وقتل لتسع سنوات ومع ذلك ينتصر لأشقائه في غزة؛ لأَنَّ هذه هي النخوة والكرامة وهذا هو اليمن الذي ناصر الأُمَّــة العربية واليوم يناصر الأشقاء في فلسطين.
ولفت إلى أن قائد الثورة هو من أيقظ الضمير العربي والإسلامي والإنساني لمواجهة هذا العدوّ الذي قتل إلى هذه اللحظة أكثر من 22 ألف شهيد، وأكثر من 55 ألف جريح.
وتساءل الدكتور بن حبتور “ألم تحَرّك كُـلّ هذه الدماء والأرواح ساكناً في هذه الأُمَّــة وبالذات قادتها والمتواطئين على القضية الفلسطينية، الذين لا خير فيهم لا لشعوبهم ولا للأُمَّـة كلها”.
وَأَضَـافَ “الذين يخافون من أمريكا ومن الدول الاستعمارية الأُورُوبية فَـإنَّهم لم يتعلموا الدرس بعد، فهناك دورس جرعتها الشعوب الحرة للمستعمرين الأمريكان والأُورُوبيين ومن هذه الشعوب العظيمة شعب فيتنام والجزائر وأفغانستان والعراق وَأَيْـضاً اليمن الذي طرد المستعمر البريطاني من جنوب الوطن، ومن يعتقد أن أمريكا هي من تمسك بكل شيء فهو مخطئ”.
وأردف بالقول: “نحن في اليمن نعلنها بوضوح وبصراحة تامة بأننا سنواصل السير خلف قائد الثورة؛ مِن أجل الانتصار القادم بإذن الله”.
الإجرامُ يوجبُ رفعَ الجاهزية القصوى:
إلى ذلك ألقى نائبُ وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، العلامة فؤاد ناجي بيان المسيرة، أشار إلى أن ما يشاهد اليوم من إعدامات ودفن جماعي للأحياء وإعدام للنساء الحوامل وقتل للأطفال والنساء وتجويعهم وتشريدهم وتعرية الأسرى لإهانتهم وإذلالهم في جرائم تفضح تشدقهم بالحقوق والحريات والإنسانية، وتثبت للعالم المخدوع بهم حقيقة هذا اللوبي المجرم.
وأكّـد البيان، أهميّة الاستمرار في الخروج الجماهيري في المسيرات والمظاهرات والمشاركة في الأنشطة المتعددة نصرةً لفلسطين وإحياءً للقضية الفلسطينية ومباركةً لعملية “طُـوفان الأقصى” المُستمرّة، وتنديداً بالجرائم البشعة المُستمرّة التي يرتكبها اللوبي الصهيوني اليهودي المتمثل في قوى الاستكبار الأمريكي والإسرائيلي والغربي.
وثمن المواقف الرافضة لتحالف حماية السفن الإسرائيلية وعسكرة البحر الأحمر واستشعار خطورة المشاركة وما قد يترتب عليه من تبعات سياسية واقتصادية.
وجدّد البيانُ مطالبةَ الشعب اليمني للقوات المسلحة باستمرار العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية أَو المتعاونة مع العدوّ الصهيوني المجرم حتى يرفع الحصار عن إخوانه في غزة المحاصرة.
واعتبر مواقفَ الدول العربية التي تسعى لفتح جسر بري لإمدَاد الكيان الصهيوني، قمة الخزي والعار، كما أن الشعوب التي تمر عبرها هذه الإمدَادات ولا تتخذ موقفاً منها فَـإنَّ لعنة التاريخ ستلاحقهم إلى آخر أَيَّـام الدنيا.
وأعلن الاستمرارَ الفاعِلَ والقوي في الحشد والتعبئة والتدريب والتأهيل لكتائب “طُـوفان الأقصى” الشعبيّة، التي أصبحت على جهوزية عالية واستعداد قتالي كامل لخوض أية معركة قادمة مع العدوّ الصهيوني والأمريكي أَو من يضع نفسه في خط المواجهة دفاعاً عنهم وحمايتهم.
وجدّد بيانُ الشعب إدانتَه لصمتِ وخِذلانِ الأنظمة العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني واستعراض العضلات والجيوش والمقاطعات الدبلوماسية والاقتصادية ولغة التهديدات ضد بعضهم البعض، بينما تتجمد مشاعرهم وتخرس ألسنتهم وتتلاشى جيوشهم أمام مواجهة العدوّ الصهيوني المجرم المنهزم والذي أسقطت هيبته العسكرية والأمنية والاستخباراتية عملية “طُـوفان الأقصى” المباركة.
كما دعا البيانُ الشعوبَ العربية والإسلامية وكلّ أحرار الأُمَّــة والعالم إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة للكيان والتي أصبحت سلاحاً فعالاً ظهرت ملامحه في الانهيار الاقتصادي الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام اليهودية وتصريحات الصهاينة وخبراء الاقتصاد في العالم.