اليوم الـ86 من “طُـوفان الأقصى”: ضرباتٌ نوعيةٌ لأبطال الجهاد والمقاومة وخسائرُ هائلةٌ يتكبَّدُها العدو
تقارير | عبد القوي السباعي
يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية عملياتهم ضد قوات العدوّ “الإسرائيلي” المتوغلة في قطاع غزة، لليوم الـ86 من معركة “طُـوفان الأقصى” البطولية، مكبدةً إياها خسائرَ هائلة، حَيثُ تم رصدُ نقل جرحى جيش العدوّ من قطاع غزّة الأحد، عبر سيارات إسعاف عسكرية إلى مشافٍّ “إسرائيلية”، فيما كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن إصابة 13 جنديًّا إسرائيليًّا بجروح خلال الساعات الـ24 الماضية.
الموقفُ الميداني التعبوي والتكتيكي في قطاع غزة خلال 24 ساعة:
تشير التقاريرُ الميدانيةُ أن العدوَّ يستخدمُ بشكلٍ كبيرٍ للدعم القريب لقواته طائرات الهليكوبتر القتالية من نوع أباتشي التي تصدى لها المقاومون واسقطوها جنوب حي الزيتون، بصاروخ “سام 7″، كما يستخدم العدوّ أَيْـضاً بشكلٍ مكثّـف طائرات الاستطلاع المسير من نوعَين: “التكتيكي والتعبوي” والتي تتعامل معها المقاومة بحرفية تامة أسقطت منها 6 طائرات في الساعات الـ 48 الماضية.
وخلال الـ24 الساعة الفائتة، استمرت المعارك التي شهدت مواجهات واشتباكات من النقطة صفر في أكثر من محور، حَيثُ يتعامل المقاومون مع قوات العدوّ بما يلزم حسب طبيعة الاشتباك والهدف المقصود.
مصادر إعلامية، أكّـدت “فيما لا زالت الاشتباكات الضارية مُستمرّة من حارة إلى حارة في أطراف الشجاعية الغربية والشرقية وفي حيي التفاح والدرج ومنطقة الكاشف، إذ يستمر المقاومون باستهداف آليات ودبابات العدوّ التي تم تحييد 9 منها على الأقل في هذا المحور”.
وأضافت، “لم يحقّق الضغط الذي يوجهه العدوّ على مخيم البريج منذ 48 ساعة من الجهات الغربية والشرقية والشمالية أية نتيجة، حَيثُ قامت مجموعات وعقد صغيرة من المقاومة بالتسلل خلف خطوطه لضرب تجمعاته وآلياته وقواته المتوغلة بشكل مكثّـف في الشارع رقم 10 وَفي منطقة الثغرة بين النصيرات والبريج”.
وإذ لم يستطع الاستعداد الإضافي الذي حرّكه العدوّ من خارج غزة وهو اللواء 646 المظلي تحقيقَ نتائجَ تُذكر شرق مخيمَي البريج والمغازي لتحريك هجومه المتباطئ، ورغم أن تلك المنطقة شهدت اليوم أهم المعارك التي شهدها هذا المحور.
ذكرت وسائل إعلام عبرية أنه “يستمر الاستعداد الذي يوازي 6 كتائب من ألوية جفعايت والكوماندوس (55) والـ 188 المدرع بالضغط على دفاعات المقاومة عند محور المطاحن جنوب غرب دير البلح في باتّجاه الشمال الشرقي نحو دفاعات مخيمي المغازي والبريج؛ بهَدفِ تليينها وتشتيتها وإشغالها عن الدفاع عن الجهد الرئيسي في شمالي وشرقي البريج والنصيرات والمغازي”.
حيث صعّد العدوّ هجمتَه بشكل كبير على محوري الجهد الرئيسي في قطاع عمليات خان يونس وهو محور ثاني (بني سهيلا – عبسان الكبيرة) ومحور وسط خان يونس دافعاً باللواء “كفير” في القسم الأوسط من هذا المحور باتّجاه وسط خان يونس.
مصادرُ المقاومة أكّـدت، أنها واجهت عمليات ِضغط العدوّ في المحاور الرئيسية والثانوية بعمليات صد شديدة تراوحت بين الاستدراج والإجهاز بالصواريخ المضادة للأفراد والآليات وبالعبوات المختلفة وبالقنص وبالتعرض من خلف الخطوط فضلاً عن الاستهداف المُستمرّ بالمدفعية المناسبة لتجمعاته وخطوط تقدمه.
وضعيةُ القتال في الـ 24 ساعة الماضية:
يستمرُّ العدوُّ بالضغطِ الشديدِ على جنوب وشرق وغرب منطقتي جباليا والشيخ رضوان؛ بهَدفِ كسرِ دفاعات المقاومة جنوب هذين الجيبين الحصينين دون نتيجة وقد تمكّن العدوّ من فصل جباليا عن محيطها عسكريًّا.
مصادرُ ميدانيةٌ أكّـدت أن “تحول الهجوم الذي يشُنُّه العدوُّ في المنطقة الوسطى من الاتّجاهين الشرقي والشمالي على منطقتي البريج والمغازي إلى جهد رئيسي باتت تتولاه الفرقةُ 36 بكاملِ استعدادها، حَيثُ تحاولُ من خلاله الاستفادةُ من ثغرات الدفاع لدى المقاومة في المناطق المفتوحة لتحقيق التماس مع مدينة دير البلح وتحطيم دفاعاتها”.
ويستمر العدوّ بعد اجتيازه الثغرة بين مخيمي البريج والنصيرات في محاولة الضغط على المخيمين المذكورين وتحقيق خرق باتّجاه شمال مدينة دير البلح، وذلك بعدَ ما استطاع العدوّ اجتياز منطقة المغراقة جنوباً وأصبح على تماس من أكثر من نقطة في منطقة عمليات دير البلح.
في المنطقة الجنوبية أشَارَت مصادر ميدانية إلى أن استمرار معركة خان يونس التي أطلق فيها العدوّ استعداداً بلغ 4 ألوية و6 كتائب من تبعيات مختلفة تؤازرهم في الخط الثاني الخلفي قوات باستعداد لوائين.
ويضغط العدوّ من عدة نقاط ثانوية ونقطتين رئيسيتَينِ: هما محور مدينة خان يونس ومحور عبسان بني سهيلا، حَيثُ تنفذ وحدات من قوات لواء جفعايت ولواء “كفير” ووحدة الإيغوز عمليات مداهمة ومسح شبيهة بالتي نفذها لوائي غولاني وكفير في الشجاعية منذ أسبوعين.
وتقوم وحدات أُخرى من استعدادات وتبعيات مختلفة بالضغط المكثّـف على محاور خان يونس وتتعرض الوحدات المهاجمة لخسائر تتضاعف يوماً بعد يوم دون تحقيقها أي إنجاز يُذكر حتى الآن.
في السياق، استخدم أبطالُ الجهاد والمقاومة، الأحد، في منطقة العمليات الوسطى في محيط البريج والنصيرات والمغازي تكتيكاً يمتازُ بإشغالِ العدوّ والتشويش على قواته في قلب القوات وفي مجنباته وخلفياته، حَيثُ استطاعت مشاغلة العدوّ وإفقاده تركيزه في ذروة تحَرّكه للهجوم مما جعل الهجوم الكبير يتباطأ.
في السياق، مصادرُ ميدانية أكّـدت تمكُّن المجاهدين بقتال العدوّ التعطيلي واستنزاف الهجمات وَإفقادها القدرة على التقدم بالقدر الذي تمتلكه المقاومة من مجموعات وعقد انغماسية تنفذ عمليات استشهادية في قلب قوات العدوّ.
وأفَاد محللون بأن نجاحَ المقاومة اليوم بالسيطرة على طائرات مسيرة متوسطة أَو إسقاطها ينعكس على النشاط التكتيكي لسرايا وفصائل العدوّ التي تستفيد من المعلومات الفورية التي يمُدُّهم بها هذا النوع من المسيرات والتي تستخدم للمناورة والحركة في الميدان.
جهدٌ فلسطيني ناري مستقلٌّ على مدارِ الساعة:
تستمرُّ المقاومةُ بالتركيز على الكمائن المزدوجة والمثلثة التي تقتل وتجرح المقاومة فيها أكبر قدرٍ ممكنٍ من القوات المتوغلة، رفع المجاهدون بشكلٍ كبير من جهود سلاح القناصة التي يتحدث عنها العدوّ ويشتكي من تأثيرها.
كما تنفذ المقاومة تكتيكاً ممتازاً للرصد القتالي الميداني مكنها من الإشراف على قسم كبير من حركة ونشاطات واستعدادات العدوّ مستفيدة من الاستثمار الفوري للمعلومات المجمعة ميدانيًّا، وتمكّنت من خلال ذلك الإيقاع بعدد من آليات ودبابات العدوّ ومجموعاته المتوغلة.
وعلى الجبهة الجنوبية في رفح أقصى جنوب شرق غزة من جهة معبري صوفا وكرم أبو سامل حاول العدوّ الأحد، القيام بمناورتين هجوميتين شمال وجنوب مطار غزة القديم إلا أن المقاومة صدته بالأسلحة المناسبة.
وأفَادت مصادر ميدانية، بأنهُ وبعد توقف العدوّ عن أي نشاط قتالي في هذه المنطقة خارج حدود السياج الفاصل دام 96 ساعة عاود التحَرّك إلا أن المقاومة تصدت له بمدفعيتها الثقيلة وأبعدته، وتستمر المقاومة التي خصصت منذ أَيَّـام جهداً نارياً مستقلاً على هذا المحور على مدار الساعة تقوم من خلاله بالتعرض النيراني لقوات العدوّ المتجحفلة في منطقتَي صوفا وكرم أبو سالم بشكلٍ مُستمرّ.
الجهدُ الهندسي الميداني:
أكّـدت مصادرُ المقاومة، أنهُ تم رفعُ مستوى الجهد الهندسي العسكري للمقاومة في جميع مناطق العمليات مع التركيز على منطقتي العمليات الوسطى والجنوبية؛ بسَببِ اعتمادِ العدوّ على قوات المشاة في هذه المناطق، وقد رفعت المقاومة من استخدام العبوات والألغام والأشراك الفردية والجماعية، حَيثُ حقّقت نتائجَ كبيرةً بتفجير تلك العبوات (الفردية والجماعية) وتفجير الأنفاق والمباني التي يلجأ إليها جنود العدوّ مما رفع نسبة القتلى والجرحى الصهاينة بهذا النوع من السلاح.
وأوضحت مصادرُ عسكرية أن المقاومةَ ما زالت تفرض على العدوّ العمل يوماً بيوم وفق خطط تتغير حسبَ نتائج الميدان وبات قتال المقاومة يحدّد مناورات العدوّ النارية والهجومية وليس خططه، وهذا إن دَلَّ على شيءٍ فَــإنَّه دليلٌ على الضعف الكبير في المعطيات الاستخبارية الميدانية لدى العدوّ، ويدل أَيْـضاً أن العدوَّ يقاتلُ تكتيكاً وتعبوياً “بالحد الأدنى” وليس استراتيجياً.
وبات التداخل بين عناصر المقاومة المتعرضة والكامنة لجنود العدوّ يؤثر ويشوش بشكل كبير على القيادة والسيطرة التكتيكية للعدو ويفشل الكثير من مناوراته.
في الأثناء تستمرُّ المقاومة في قصف الغلاف والعمق الصهيوني بالصواريخ من عدة عيارات عدة مرات في الساعات الـ 24 الأخيرة.
وضعيةُ العدوّ في الميدان: خسائر متكرّرة
وفق تقارير إعلامية عبرية، أخلى العدوّ منطقة عمليات شمال غزة من الفرق الثلاث المنخرطة في القتال منذ بداية العمليات البرية، حَيثُ بدأت عمليات الفرقة 162 تدير قتال لوائي الناحال والـ 401 المدرع المتبقي في منطقتي جباليا، وحي التفاح من داخل مدينة سيديروت التي يتمركز فيها معظم الطقم القيادي للفرقة 162 وألويتها التي انسحبت من منطقة مسؤوليتها في شمال غزة لتتجمع حول وعلى أطراف سيديروت.
ونوّهت المصادر بالقول: “يتجمع كُـلّ استعداد الفرقة الـ 252 شمال السياج الفاصل مع غزة في نتيف هاسرا وايريز وكرميا وزيكيم وياد مورداخاي”.
وأضافت، “الفرقة 36 فقد جرى نقل مسؤوليتها إلى الوسط لتغطي المنطقة الممتدة من جحر الديك شرقاً حتى الواجهة البحرية الوسطى لغزة وُصُـولاً إلى الأطراف الشمالية الغربية لمدينة دير البلح”.
وفيما تم تكليف الفرقة 99 وبعض الوحدات النخبوية التابعة لهيئة الأركان العامة بالمسؤولية عن كامل المنطقة الشمالية لغزة شمال الخط الفاصل بين الجنوب والشمال وهو شارع رقم. 10 كما تتحضر الفرقة 80 لمهمات مؤازرة للفرقة 99 بالشمال.
أكّـدت مصادر ميدانية أن العدوّ قام بتقسيم ما تبقى من أحياء غزة الشمالية إلى منطقتي عمليات، “الأولى، شرقية يتعرض فيها العدوّ على حي التفاح ومنطقتي الريس وشرق مخيم جباليا على محورين من أطراف تل الزعتر من قوات تابعة لـ (وحدة الشييطيت 13 والوحدة 888) حتى المقبرة القديمة ووحدات أُخرى تابعة لـ (اللواء 401 مدرع واللواء 228 مشاة) ”.
وأضافت، أن “الثانية، جنوبية يتعرض فيها العدوّ على شرقي حي الشيخ رضوان وأحياء الدرج والتفاح والشجاعية غرباً، لواء المشاة بوحدات تابعة لأربع ألوية وكتيبة مدرعة (اللواء 14 المدرع التابع للفرقة 252 النخبوي “الناحال” من الجنوب الغربي، لواء الاحتياط المدرع 261 من الجهة الجنوبية، لواء احتياط الكوماندوز “يفتاح” من الجنوب الشرقي والشرق، والكتيبة القتالية المدرعة 74التابعة للواء 188مدرع من الجهة الشرقية).
في سياق خسائر الميدان، أعلن جيش العدوّ “الإسرائيلي”، صباح الأحد، مقتل ضابط وجندي، خلال المعارك المتواصلة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، في بيان مقتضَب: إن “الرائد احتياط لياف سعادة من كتيبة الهندسة (7107)، قتل في معركة شمال غزة، كما قتل الرقيب احتياط إليراز غاباي من الكتيبة 7810 لواء يفتاح (11) وسط القطاع”.