حيدرُ العصر: “أنا يا رسولَ الله”
عدنان عبدالله الجنيد
الحمد لله القائل: (إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّـة قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَـمْ يَكُ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ) النحل- آية (120).
اليوم برز الإيمان كله إلى الكفر كله.
في غزوة الأحزاب آتى الأعداء بجموعهم وجيوشهم وحاصروا المدينة، وأرادوا اجتياحها والسيطرة عليها، فتحَرّك الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، للتصدي لهم، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ…).
وعندما وصل الأحزاب خرج عمرو بن عبد ود العامري منادياً هل من مبارز؟ فقال النبي لأصحابه ثلاث مرات: (أيكم يبرز لعمرو وأضمن له على الله الجنة)، فلم يُجِبْه أحد من المسلمين إلا حيدر الكرار قائلاً، أنا يا رسول الله، فأذن له النبي امض لشأنك قائلاً: برز الإيمان كله إلى الكفر كله.
برز الإيمان كله بالإمام علي عليه السلام، وبيده سيف ذي الفقار، يعبر عن كُـلّ الإيمان، في كمال الإيمان، وعلى أرقى مستوى من الإيمان، فتصدى لعمرو بن عبد ود العامري، وبعد قتال شديد ضربه ضربته الشهيرة وقتله، وهو من أكابر فرسان المشركين، مثل قتله ضربة معنوية كبيرة للأعداء.
واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما آتى دول قوى الاستكبار العالمي الذي تتزعمها أمريكا بجيوشها وأساطيلها وسفنها الحربية داعمة ومشاركة اللوبي الصهيوني اليهودي في حصار غزة، وأرادوا اجتياحها والسيطرة عليها لم يجرؤ أحد بالرد على سفنهم وبوارجهم غير حيدر العصر سماحة السيد القائد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ولنا فيه أسوة حسنة، مجدّدًا مقولة حيدر الكرار (أنا يا رسول الله)، اليوم برز الإيمان كله بالسيد القائد -يحفظه الله- وبيده صاروخ ذو الفقار معبراً عن كُـلّ الإيمان، وكمال الإيمان، وعلى أرقى مستوى من الإيمان، فتصدى لقوى الاستكبار العالمي بضربات صاروخية حيدرية.
(وَلَـمَّا رَأَى الْـمُؤْمِنُونَ الْأحزاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) الأحزاب- آية (22).
لقد استفاد شعب الإيمان والحكمة من غزوة الأحزاب، ترسيخ العلاقة مع الله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله، وتزودوا منها، لمواجهة كُـلّ التحديات والصعوبات من ضمنها العدوان الجائر، الذي أجتمع فيه الكافرون والمنافقون، وتحالفوا عليه كما تحالف الأحزاب على الرسول، واستفاد منها أَيْـضاً اليوم عندما تحالف قوى دول الاستكبار العالمي على فلسطين، وبرزوا لمواجهة الطغيان والاستكبار حتى تحقيق الحرية والاستقلال لكل الشعوب المحرومة والمستضعفة قائلاً: فوّضناك يا قائدنا فوّضناك.
الحمد لله الذي نصر عبدَه وأعزَّ جندَه وهزم الأحزابَ وحدَه.