أين فاطميات المعاني!؟
احترام عفيف المُشرّف
فما أحلى عطاءَكِ بنتَ طه
وما أشذى عبيرَكِ، إذ يسودُ
أين نجد تلك الفتاة التي أخذت المعاني الفاطمية، وتشربت بأخلاق وصفات البتول الزهراء؟! أين نجد تلك الفتاة التي تحرص على قراءة وتتبع سيرة الزهراء كما تحرص على دروسها، أين نجد تلك الفتاة التي نظرت للعالم عن يمينها وعن شمالها ولم تعرهم اهتماماً؛ فقد وجدت أمامها فاطمة الزهراء نموذجاً وقُدوة فقفت أثرها، وقالت في نفسها هذا هو طريقي وهذا هو منهجي وتلك هي أسوتي، أين نجد تلك الزوجة التي قبل أن تشتري ثوب عرسها اشترت كتابا يحدثها كيف كانت الزهراء زوجة وربة بيت لتبدأ حياتها الزوجية على ضوء وبصيرة البتول؛ لكي تكون تلك الزوجة الناجحة كما كانت الزهراء.
أين نجد تلك الأم التي ما إن حملت بجنينها حتى شغلت بالها كيف كانت أمومة الزهراء حتى ربت لنا سيدا شباب أهل الجنة وأختهم العقيلة فعزمت نيتها على تربية نماذج من هؤلاء العظماء والماجدات.
أين لنا أن نجد من هؤلاء الفتيات اللواتي عرفن الطريق لهن في زمن متاهات الطرقات وتكالب كلاب البشر على فتيات الإسلام لكي يقتلوا الأُمَّــة من خاصرتها وينزعوا عنها جانبها المستور المحتشم بالمسمى بالمرأة، وذلك المخطّط إن نجح فلن تقوم للأُمَّـة قائمة وقد شل منها نصفها، وَإذَا أردنا الحقيقة كلها فالمرأة نصف المجتمع وهي من تنشئ النصف الآخر وبضياعها فقد ضاع كُـلّ المجتمع.
وإذا كنا قد تساءلنا أين نجد تلك الفتاة فَــإنَّنا نتسأل أكثر أين نجد ذلك الرجل الذي يبحث حين ينوى الزواج ليس عن مدى حسنها وأناقتها بل يجد البحث عن زوجة تكون فاطمية المعاني، زوجة تكون قد تربت وتخرجت من مدرسة الزهراء، زوجة تكون معرفتها بالزهراء أكثر من معرفتها بما هو زائف لا قيمة له، زوجة يرى فيها ما قرأه عن زوجة الإمام علي عليه السلام، أين نجد ذلك الرجل الذي عرف معنى أن يبدأ حياة جديدة فحرص كُـلّ الحرص كيف تكون عتبة بيته التي إن صلحت فقد صلح البيت كله.
أين نجد ذلك الرجل الذي يربي بناته بما تربين عليه الزهراء والعقيلة، أين نجد ذلك الرجل الأب الذي كما يحرص على ذهاب بناته إلى المدارس كذلك هو حرصه أن يكون لديه معَهن دروس خصوصية عن أعظم مدرسة في التاريخ وهي الزهراء وعن عقيلة بنى هاشم السيدة زينب وعن نفيسة العلم، أين نجد ذلك الرجل الذي عرف معنى القوامة فانتبه على تربية بناته تربية زهراوية.
أين نجد ذلك المجتمع الذي يعرف أن لا خلاص من الأعداء ومن الحرب الناعمة والتي مستهدفها الأول هو المرأة إلا بحماية المرأة بالسياج الفاطمي والذي به فقط سوف تنجو منهم ومن حبائلهم الشيطانية الماسونية؟! أين نجد ذلك المجتمع الذي يعرف ويشعر بالإهانة أن يكون نصفه مشلولًا ومعطلًا عن الوقوف بوجه الأعداء!
أين نجد ذلك المجتمع الذي يشعر بالإهانة عندما يكون نصفه لا يقرأ عن الزهراء، لا يتعلم سيرتها، لا يتساءل عنها، لا يُفكر فيها ويشغل فكره بمَـا هو دونها، ومع ذلك يعتقد أنه يفهم كُـلّ شيء، أين نجد ذلك المجتمع الذي يشعر بالإهانة عندما يتباهى بماضي أجداده، وحاضره بائس!؛ لأَنَّه قد أوكل نصفه إلى طريق الضياع.
على المجتمع أن يعرف أنه إن لم ينتبه بتحصين نصفه المتمثل بالنساء بتعليمهن بتعاليم سيدة نساء العالمين، وإلا فسوف يكون مجتمعًا فاشلًا لا يقدم للعالم شيئاً، وقد كان هو الأفضل بين الجميع”!
عندما كنا نساؤه فاطميات المعاني.