المقاوَمةُ الفلسطينيةُ تضاعفُ فاتورةَ الخسائر الصهيونية لليوم الـ 88 من معركة “طُـوفان الأقصى” البطولية
المسيرة | عبد القوي السباعي
يضاعفُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية فاتورةَ خسائر الحرب الصهيونية على غزة كُـلَّ يومٍ بشكلٍ كبير وتمس جانباً من ركائز جيش العدوّ “الإسرائيلي” الذي زُجَّ في آتون النار دون أن يظهر بعد 88 يوماً على معركة “طُـوفان الأقصى”، عن صورة جيش؛ فلا خططَ ولا حافزَ ولا احترافيةَ ولا نديةَ مع الخصم الذي يكيل له الضربات بدون توقف بعدما انقطع عنه مدد الغطاء الجوي المتمثل بمئات الطائرات الحربية الأحدث في العامل فضلاً عن الغطاء البري وهو دبابات الميركافا جيل رابع وجيل خامس الأكثر تطوراً وفق متطلبات الميدان.
المقاومةُ تستخدمُ تقنيةَ “ألف جرح في جسد الكيان الهزيل:
تظهر الوقائع في البريج وحي التفاح وتلة الريس وعبسان وخان يونس أن المقاتل الصهيوني يساوي صفراً بدون دعمه الناري البري والبحري والجوي الذي اعتاد عليه الجندي الصهيوني في جميع حروبه منذ العام 1948م، وليس صدفة أن يكون لواء غولاني أول التشكيلات التي سحبت تحت النار وبظروف دراماتيكية ستتكشف تباعاً مع مرور الأيّام إلا أن الآفة نفسها ضربت الجفعاتي والإيغوز والمظليين وحتى ألوية النخبة المدرعة الـ 188 و401.
وفي مقابل انتصار المقاومة الواضح الذي بدأ يتشكل في أفق المعركة من خلال استخدامها تقنية “الألف جرح” يبدو هزال الكيان المؤقت ومصيره الوجودي واضحًا بعد ما أحرقت المقاومة بمطاولتها الواثقة بنصر الله كُـلَّ أوراق عدوِّها؛ مما ألزمه بالاعتماد على مبدأ “عقيدة الضاحية” المطور واستخدام منهجية التوحش وضرب غزة بألف “مطرقة” تعويضاً عن الاقتراحات الجدية التي أعلن عنها وزراء أَسَاسيون في حكومة المجانين بإفنائها بالسلاح النووي.
الوضعيةُ العامة في الميدان للـ24 الساعة الفائتة:
في وقائعِ الـ 24 الساعة الماضية، وبعد ما انسحب العدوّ من معظم الشمال الغربي لغزة خاض في شمالها الشرقي معاركَ شرسة لعلها الأشدُّ منذ بداية العمليات البرية، حَيثُ أطبق عليه المقاومون في حيي التفاح والدرج ومنطقة جبل الريس وبقع من جباليا وحي الشجاعية وقد برع المقاومون في تطبيق كُـلّ فنون الدفاع من الكمائن الثابتة المعدَّة سلفاً إلى الكمائن المتحَرّكة التي استدرج إليها العدوّ أكثر من مرة في الأربعة الأيّام الماضية، إلى حقول القتل التي اعدها القناصة؛ فضلاً عن جهاز التعداد الذي حمله المقاومون بصواريخهم المضادة للدروع وللمباني والذي رسا على 71 مدرعةً ودبابة.
ويقاتلُ المقاومون عدوَّهم في ذلك الميدان المحرم عليهم وهم أصحاب اليد العليا في التكتيك والمعلومات وفي التقرب؛ مما جعل هذا الميدان أقربَ منه إلى حقل رمايةٍ لوحدات النخبة الصهيونية التي تكبدت في يومين فقط، ما لا يقل عن 25 قتيلاً على الأقل من كُـلّ أصناف الأسلحة التي تمتلكها المقاومة.
في السياق، أكّـد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، الاثنين، أن “مقاتلي القسام تمكّنوا خلال الأيّام الأربعة الماضية من تدمير 71 آلية عسكرية كليًّا أَو جزئيا”.
وقال أبو عبيدة في بيان صحفي، اطّلعت عليه صحيفة “المسيرة”: إن “مقاتلي القسام قتلوا 16 من جنود الاحتلال وأصابوا العشرات بجروح متفاوتة، ونفذوا 42 مهمة عسكرية أوقعت عدداً من الجنود قتلى وجرحى”.
وأكّـد أبو عبيدة أن “كتائب القسام فجرت منزلين ونفقين في جنود العدوّ، كما فجرت حقل ألغام في آليات وجنود الاحتلال، إضافة إلى عمليتي قنص واستهداف مروحية في سماء القطاع، وأسقطت طائرتي استطلاع واستولت على طائرة درون أُخرى”.
كما أوضح أن “مدفعية القسام دكّت مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال بقطاع غزة، وأمطرت مدينة تل أبيب وسط الكيان بوابل من صواريخ “المقاومة 90”.
في الأثناء، تكرّرت نفس المعارك في مخيم البريج رغم أن العدوّ استطاع اختراق أجزاء منه بعد ظهر الثلاثاء، باستعداد بلغ ثلاثة ألوية من الواجهتين الجنوبية والشمالية الغربية ولكن بثمن كبير جِـدًّا أكّـده هبوط 8 طائرات إخلاء وإنقاذ طوال اليوم لنقل القتلى والجرحى.
في منطقة “رفح” رفع العدوّ من مناورته النارية غير المباشرة في شرق وغرب المحافظة ودارت منذ صباح وبعد ظهر الثلاثاء، اشتباكات بالمدفعية المنحنية والأسلحة الثقيلة دون وجود مؤشرات على نوايا هجومية لدى العدوّ؛ بسَببِ قلة الحشد على السياج الشرقي مما يرجح أن يكون هذا المحور إما جهداً ثانوياً أَو أنه سيكون عرضة للاشتعال من خلال الزج بوحدات من مشاة البحرية على الواجهة البحرية للمحافظة، بحسب قنوات تلفزيونية عربية.
وضعيةُ العدوّ الميدانية في الـ24 ساعة الماضية:
استمرَّ العدوُّ “الإسرائيلي”، الثلاثاء، بالتعرُّضِ الهُجُومي لدفاعات المقاومة الشديدة في أحياء ومناطق “الدرج والتفاح وجبل الريس وأطراف جباليا والشجاعية وجحر الديك”، ورغمَ الخسائر الكبيرة التي تعرض لها في الساعات الـ 48 الماضية، إلا أن قيادةَ العدوّ مصممة على إنهاء هذه البُقَعِ المقاومةِ القوية المحرجة قبل الانتقال إلى المرحلة القادمة من خطة الحرب على غزة، كما أكّـدت وسائل إعلام عبرية.
وفي المنطقة الجنوبية استمرت معركة خان يونس التي أطلق فيها العدوّ استعداداً بلغ 4 ألوية و6 كتائب من تبعيات مختلفة تؤازرهم في الخط الثاني الخلفي قوات باستعداد لوائين.
ويضغط العدوّ من عدة نقاط ثانوية ونقطتَينِ رئيسيتَين هما: محور مدينة خان يونس ومحور عبسان بني سهيلا التي احتل شمالِيها جزئياً لبعض الوقت قبل أن تطردَه المقاومة خلال ساعات.
وتنفذ وحداتٌ من قوات لواء جفعاتي ولواء “كفير” ووحدة الإيغوز عمليات مداهمة ومسح شبيهة بالتي نفذها لوائي غولاني وكفير في الشجاعية منذ أسبوعين وتقوم وحدات أُخرى من استعدادات وتبعيات مختلفة بالضغط المكثّـف على محاور خان يونس دون تحقيقها أي إنجاز يُذْكَرُ حتى الآن.
أنشطةُ فصائل الجهاد والمقاومة التكتيكية والعملياتية:
استخدمت المقاومةُ تكتيكاً ممتازاً في التصدِّي للدبابات والآليات المدرعة في محوري الدرج والتفاح وتكتيكاً مميزاً آخر في التعرض للقوات المتقدمة باتّجاه تلة الريس، حَيثُ تعاملت مع دروع العدوّ بتكتيك الحظائر والعقد الخماسية وتمكّنت من قنص دروع العدوّ بشكل جماعي واستخدام هذا التكتيك للتأثير معنوياً على الجنود الذين كانوا يتركون آلياتهم المعطوبة ويفرون للتحصن ببعض المباني المتبقية مما كان يجعلهم عرضة لنيران المجموعات المشتبكة أَو لقناصي المقاومة.
أما في المنطقةِ شمالي وشرقي ووسط مخيم البريج فقد اعتمدت أُسلُـوبَ الاستدراج والإجهاز بالأسلحة المناسبة وأهمها سلاحي العبوات والصواريخ المضادة لتحصينات وللأفراد، وقذائف الهاون.
كما أن نجاح المقاومين اليومي بالسيطرة على طائرات مسيرة متوسطة أَو إسقاطها ينعكس على النشاط التكتيكي لسرايا وَفصائل العدوّ التي تستفيد من المعلومات الفورية التي يمدهم بها هذا النوع من المسيرات والتي يستخدمونها للمناورة والحركة في الميدان.
ورأت مصادر ميدانية أن المقاومة تستمر بالتركيز على الكمائن المزدوجة والمثلثة التي تقتل وتجرح المقاومة فيها أكبر قدر ممكن من القوات المتوغلة، كما أنها رفعت بشكلٍ كبير من جهود سلاح القناصة التي يتحدث عنها العدوّ ويشتيك من تأثيرها.
كما بات التداخل بين عناصر المقاومة المتعرضة والكامنة لجنود العدوّ يؤثر ويشوش بشكل كبير على القيادة والسيطرة التكتيكية للعدو ويفشل الكثير من مناوراته.
إلى ذلك، استمرت المقاومة في قصف الغلاف والعمق الصهيوني بالصواريخ من عدة عيارات عدة مرات في الساعات الـ24 الأخيرة، وهو ما ينفي التصريحات “الإسرائيلية” وزعمها تدمير 80 % من القدرة الصاروخية للمقاومة.