أُمُّ أبيها عليها السلام
علي الحسني
ونحن نمر بذكرى مولد فلذة كبد المصطفى السيدة فاطمة الزهراء البتول -سلام ربي عليها- ما أحوجنا وَأُمهاتنا وأخواتنا إلى التعرف على الصفحات المشرقة من حياة الصديقة الطاهرة، لحاجتنا الماسة إلى أن نعود إلى أعلامنا العظماء من آل بيت رسول الله عبر التأريخ؛ لنستلهم منهم القيم والأخلاق، لنتعرف على سيرتهم وحياتهم، لا سِـيَّـما وقد عمل أعدائنا من اليهود وأدواتهم من الوهَّـابية إلى طمس تاريخ أولئك الأعلام والقدوات لكي يحرفونا عن مسارنا ولكي يعملوا على إماتة سيرة قدواتنا وَإبدالهم بأولئك المسوخ البشرية ودجالي الوهَّـابية، فما أحوجنا إلى أن نتعرف عليهم وسيرتهم وخصوصاً ونحن نمر بعدوان عالمي من قبل قوى الاستكبار العالمي وأدواتهم من الأعراب في جميع المجالات.
فمن خلال إحياء ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين -عليها السلام- علينا أن نهتم بشكل كبير بالنساء كونهن مستهدفات من قبل قوى العدوان، لا سِـيَّـما وهن اللواتي بصلاحهن صلاح المجتمع وبفسادهن فساد المجتمع، فإذا فسد المجتمع فسدت الأُمَّــة وَإذَا فسدت الأُمَّــة سيطر عليها أعداؤها وعبثوا بها وعملوا بها ما يحلوا لهم، وهذا للأسف ما يسعى إليه اليهود من خلال مؤامراتهم وقد نجحوا بتنفيذ ذلك في بعض البلدان العربية والإسلامية.
فعندما نتحدث عن السيدة فاطمة الزهراء فنحن نتحدث عن القُدوة العظيمة، التي قال الله تعالى عنها: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ) صدق الله العظيم.
فالسيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- لم تكن امرأة عادية وإنما هي واحدة من النساء المميزات عبر التأريخ، بل هي من أبرزهن وأفضلهن وأعظمهن جعلها الله القُدوة الحسنة للمرأة المسلمة، قُدوة يحتذى بها إلى يوم القيامة، لما عرفت به من الإيمَـان والتقوى والصبر والعفة والحياء والتحمل، كيف لا تكون كذلك! وهي تربية وبضعة من قال الله عنه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) صدق الله العظيم.
فما أحوج نساء عصرنا بأن يتعرفن على حياة وسيرة السيدة فاطمة -عليها السلام- لتكون لهن الأسوة الحسنة، لا سِـيَّـما ونحن نتعرض لهجمة واستهداف مباشر لاستهداف المرأة وإفسادها، في الوقت الذي يعمل أعداء الإسلام وأولياء الشيطان لأن يصنعوا لنسائنا قدوات فاسدات مائعات منحطات.