الإعلامُ الحرُّ يدحضُ السرديةَ الصهيونية!
دينا الرميمة
«دعونا لا نخجل من العالم وَلا نخشى إدانته وتنديداته!! دعونا نقتل وندمّـر ونبني على رفاة الفلسطيني وأنقاض دولته دولة إسرائيل العظمى».
دعوات صهيونية لارتكاب حرب إبادة ووجود، ليست وليدة الحرب الحالية على غزة إنما هي منطقهم وأفعالهم منذ أن جمعهم بلفور بعد تيه وَتشرذم في كُـلّ حواري الأرض وأزقتها وجاء بهم إلى فلسطين!! ومنذ أن وطأتها أقدامهم وهم يعملون، وَفلسطين وشعبها تقاوم وتنفي كُـلّ مزاعم اللوبي الصهيوني في أرض الميعاد، في ظل صمت من الأنظمة العربية التي حين قرّرت نصرة فلسطين وَمواجهة الكيان الصهيوني واجهته على خجل في حرب الستة أَيَّـام؛ فأصبوا فلسطين والعروبة بنكبة وَنكسة ذاع على إثرهما صيت إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر، وشكلوا لهم دولة داخل الدولة الفلسطينية لهم النصيب الأكبر منها بصمت واعتراف بعض الدول العربية التي نأت بنفسها عن فلسطين، وظل الفلسطينيون وحيدين يجابهون هذا الكيان الذي استحوذ على الإعلام وَعمل على تغييب القضية الفلسطينية وباتت أغلب المنابر الإعلامية تردّد لهجته!!
إلى أن جاء يوم السابع من أُكتوبر والذي استيقظ فيه الصهاينة على كابوس طوفان جرف كُـلّ ما بنوّه لأنفسهم من هيلمان وعظمة جعلهم يثورون على غزة بحرب وحشية جاءت خلافاً لما تمنوّه، وأعادت إلى ذاكرة العالم فلسطين وقضيتها المغيبة!!
ومع أن الإعلام الغربي وبعض العربي تبنوا السردية الصهيونية التي حولت ملحمة القسام البطولية إلى مذبحة الحفلة الإرهابية، وَأعطت الحرب على غزة مسمى الدفاع عن النفس، ظناً أن ذلك سيجعل العالم يتعاطف معهم ويصمت كما صمت طيلة العقود السبعة الماضية.
أضف إلى محاولتهم التعتيم على مجازرهم وَمنعهم نشر أي خبر يسيء للجيش الصهيوني وهزائمه وَمحاولتهم تكميم الأفواه المدافعة عن غزة ووضع الخوارزميات في مواقع التواصل الاجتماعي بذريعة معادَاة السامية ونشر لغة الكراهية!!
إلا أن صمودَ الإعلام المقاوم داخل غزة مع تعرضهم للقتل والاستهداف دحض تلك السردية؛ إذ لا مشروعية لمحتلّ بالدفاع عن نفسه أمام مقاومين وأصحاب أرض باتوا قادرين على تلاوة بيانات نصرهم مدعمة بالصور، وفرض لاءاتهم الرافضة لأي هدن أَو مفاوضات بشأن الأسرى في ظل الحرب وَالتهجير والقتل، واستطاع الدم الفلسطيني سحب بساط مشروعية الحرب على غزة من يد الصهاينة، وبات العالم كله ملتفاً حول غزة وفلسطين، رافضاً حرب الإبادة ومشاريع الصهينة والاحتلال حتى من بعض اليهود الذين تبرأوا من الصهيونية ونفوا أي وجود لدولة إسرائيل!!
وأمام هذا العدوّ الذي لم يعد يخجل من هزائمه وجرائمه معاً، والتي باتت تنذر بقرب زواله وَنهايته، علينا مواصلة المعركة الإعلامية ضده؛ مساندةً لغزة وَمقاومتها لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وتسمية المسميات بأسمائها فلا إسرائيل بل كيان محتلّ لقيط أمام مقاومة لها كامل الحق في أرضها، ولها كامل التأييد من كُـلّ أحرار الأرض، وضمائر حية ترفض تكرار نكبة أُخرى لشعب له كُـلّ الحق أن يحيا بكرامة ويحدّد مصيره بنفسه، لا كما تشاء أمريكا والصهيونية.