أمريكا الحمقى ورَّطت نفسَها.. وللآخرين: حَــذَارِ التورُّطَ معها
عدنان علي الكبسي
الشعب اليمني من أول يوم من بداية عملية “طُـوفان الأقصى” في الأراضي الفلسطينية المحتلّة بل ومن سنوات تبنى موقفه بجد وبصدق، ومن موقفه الإيماني ومبدَئِه الإنساني والأخلاقي أصر إلا أن يكون الشعب المتصدر في الوقوف مع إخوتنا الفلسطينيين مهما كانت حجم التضحيات، ولم ولن يبالي بتهديدات أمريكا ووعيدها وضغوطاتها السخيفة.
الشعب اليمني يعيش في واقعه الداخلي وبشكل مُستمرّ حالة الجهوزية والاستعداد النفسي والفعلي لخوض المعركة ضد الأمريكيين والإسرائيليين، وتوجّـه الشعب وخَاصَّة منذ بداية عملية “طُـوفان الأقصى” ليجعل التعبئة الجهادية العسكرية جزء أَسَاسي من ثقافته وتوجّـهه بكل جهد وبكل جد، وعلى جهوزية عالية لكل الاحتمالات في كُـلّ لحظة وفي أي وقت، ليس غافلًا ولا مدجنًا، بل شعب يعرف كُـلّ جزئية من مؤامرات الأعداء، ويعرف كيف يتصدى ويفشل ويسقط مؤامراتهم، وهو بثقته العالية بالله، وتوكله عليه امتلك كُـلّ عناصر القوة في كُـلّ المجالات، ولقد عزز موقفه ليكون موقفاً قوياً في مواجهة أي تحدٍّ عسكريٍّ، أَو أمنيٍّ، أَو اقتصاديٍّ، أَو إعلاميٍّ، أَو سياسي أَو غير ذلك.
الشعب اليمني عانى في كُـلّ السنوات الماضية الأمرين، من الحروب التي شنتها أمريكا عبر عملائها، فسلطت على اليمن أنظمة وقوى تكفيرية فارتكبوا أبشع الجرائم في حق الأطفال والنساء، وتدمير شامل للبنية التحتية، وفرضوا حصارًا مطبقًا على البلد.
نحن اليمنيون كنا نتمنى منذ الصغر وكانت أحب الأمور إلينا أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي، ولا أن يحاربنا الأمريكي عبر عملائه، عملائه الذين يقاتلون؛ مِن أجلِه، ولتحقيق أجندته، وكنا نتمنى أن الأمريكي يورط نفسه أكثر، أَو أنه يرتكب أية حماقة في استهداف بلدنا، وبفضل الله ورط الأمريكي بحماقته نفسه في العدوان على الشعب اليمني في البحر الأحمر، ولن نحتفظ بحق الرد إلى أجل غير مسمى، بل سنستهدف الأمريكي وبارجاته ومصالحه وحركته الملاحية بصواريخنا وطائراتنا المسيّرة وعملياتنا العسكرية، ونجعل الأمريكي بإذن الله يندم ويتقطع قلبه حسرات أن ورط نفسه بعدوانه على رجال قواتنا البحرية، ولن نتراجع عن موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولن نتردّد في استهداف البوارج الأمريكية وحركتها الملاحية، ومصالح أمريكا أصبحت من الأهداف الاستراتيجية والحساسة للقوات العسكرية اليمنية ولشعبها العظيم.
أمريكا ورطت نفسها بحماقتها وغباءها في العدوان على القوات البحرية اليمنية لتقحم نفسها ومصالحها في مرمى نيران الشعب اليمني، ونحن ننصح الآخرين الحذر من التورط معها حتى لا تتعرض مصالحهم وبوارجهم وملاحتهم البحرية لنيران القوات المسلحة اليمنية، وحتى لا تكون مصالحهم هدفًا مشروعًا للشعب اليمني.
في البحر الأحمر امتزج الدم اليمني بالدم الفلسطيني وبكل فخر واعتزاز فالقضية الفلسطينية قضيتنا المركزية والعدوّ هو العدوّ المشترك العدوّ الصهيوني والعدوّ الأمريكي فكلاهما مشتركان في سفك الدم الفلسطيني، وليفهم الأمريكي أن الذي سيواجهه في اليمن أقسى بكثير مما واجهه في أفغانستان أَو في فيتنام.
وبعد أن ورط الأمريكي نفسه في البحر الأحمر خدمةً للمصالح الإسرائيلية لا قبول لوساطات ولن يهدأ الوضع في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب حتى مغادرة البوارج الأمريكية أَو إحراقها وإغراقها في المياه اليمنية والإقليمية في البحرين الأحمر والعربي.
ونتمنى من كُـلّ الدول العربية ومن كُـلّ الذي حركهم الأمريكي في الماضي ضدنا أن ينأوا بأنفسهم جانبًا، ولا تأخذهم الغيرة على سيدهم الأمريكي، وأن يتوقفوا ويتفرجوا وليرقصوا على أشلاء أطفالنا ونسائنا إن أرادوا، وليكونوا جمهورًا للأمريكي، وَإذَا أرادوا إصدار البيانات المؤيدة للمجرم الأمريكي فليصدروا، وليحللوا وليروجوا وليكذبوا وليصنعوا الافتراءات وليجهزوا المسرحيات وليتقنوا إخراج السيناريوهات وليفبركوا، وليعملوا ما يشاءون، ولكن لا يتورطوا مع الأمريكي بالدعم المالي أَو العسكري، وليتركونا نخوض الحرب المباشرة مع الأمريكي.
لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه الجريمة الأمريكية في البحر الأحمر، والرد القاسي آتيهم بغتة فيبهتهم ويبهت عملاءَهم فلا يستطيعون رده ولا يصحون من شدة بأس الرد وما ذلك ببعيد، وفعل الرد سيكون قبل القول به، وليولن الأدبار ثم لا ينصرون، ولن ترى لهم من باقية بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز، وسواء أجزعوا في مواجهتنا أم صبروا ما لهم من محيص، ولا يجدون لهم من دون الله وليًا ولا نصيرًا.