أصحابُ أخدود هذا الزمان.. هل العرب والمسلمون مخيَّرون في مواقفهم تجاه ما يحدث في غزة؟
يحيى صلاح الدين
العرب والمسلمون ليسوا مخيرين بين وجوب اتِّخاذ المواقف أَو الصمت تجاه ما يرتكبه اليهود من جرائم بشعة ووحشية بحق الشعب الفلسطيني وبحق غزة هذه الأيّام على وجه الخصوص.
نستطيع القول إننا نحن أمام ابتلاء كبير وخطير من الله عز وجلّ، وبكل تأكيد أن له موقفاً تجاه هذه الجرائم وتجاه أي موقف يتخذه العرب تجاه من عمل وتحَرّك لإيقاف هذه الجرائم بأية وسيلة أَو الذي قرّر الصمت والتنظير وجعل من الجبن حكمة وأدى دور الوسيط بين القاتل والمقتول.
الجميع أمام أحداث وجرائم رهيبة ترتكب بحق الرجال والنساء والأطفال في غزة شبيهة بأصحاب الأخدود عندما قام الملك اليهودي بإحراق وإبادة جموع من المؤمنين رجال ونساء وأطفال بكل وحشية حتى ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم: “قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ”.
على الجميع الترقب والانتظار والتربص لأمر الله الذي سيأتي لا محالة فو الله إن أهلنا وإخواننا في غزة ليسوا عند الله تبارك وتعالى بأقل من ناقة صالح الذي غضب لأجلها غضباً شديداً تجاه من عقرها ورضي داخل نفسه بذلك وسكت فجعلهم ومدنهم وبيوتهم قاعاً صفصفا: (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا).
نحن في اليمن بحمد الله وفضله منّ علينا بقائد حكيم حفظ ماء وجهنا وقرّر التحَرّك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني ووقف نزيف الدماء في غزة واستطعنا بصواريخنا ضرب أهداف إسرائيلية واحتجاز وضرب عدد من سفنه في البحر الأحمر.
العراق ضربت القواعد الأمريكية هذا موقف بطولي وَمشرف هز وأرعب وأربك أمريكا وإسرائيل معاً.
لبنان فتحت جبهة كبيرة في شمال فلسطين المحتلّة واستنزفت العدوّ كَثيراً بشرياً ومادياً فقتل العشرات من الجنود الصهاينة ودمّـر من العتاد العسكري المستوطنات الكثير.
لو كُـلّ دولة من الدول العربية المحيطة بفلسطين قامت بدورها لتوقف العدوان على غزة، فمثلاً النظام السعوديّ بيده الإعلان فقط عن وقف تصدير النفط، وهذا سيحقّق ضربة وزلزالاً اقتصادياً قوياً يجعل العدوّ الصهيوني مرتبكاً، ويجعل الغرب الكافر أَيْـضاً بما فيهم أمريكا وبريطانيا تتردّد في دعم إسرائيل.