الغضبُ اليمني العارمُ وعواقبُ حماقة النظام الأمريكي
منير الشامي
ارتكب النظام الأمريكي المجرم جريمة شنيعة وحماقة كبرى حينما أقدم على استهداف ثلاثة زوارق يمنية تابعة لقواتنا المسلحة البحرية أثناء قيامها بتأدية مهامها الاعتيادية في تأمين ملاحة السفن التجارية في البحر الأحمر وتنفيذها العملياتي للقرار اليمني القاضي بحظر ملاحة السفن الإسرائيلية والسفن المتعاملة مع هذا الكيان المجرم.
حماقة أمريكية كبيرة قد تبدو أمام عنجهيته واستكباره أمراً عادياً؛ لأَنَّه يرتكبها كُـلّ يوم تقريبًا في حق شعوب دول العالم المستضعفة والمستكينة والخانعة لهيمنته والمرعوبة من بطشه، ولا أدري كيف أقدم على هذه الحماقة وهو معروف بجبنه وَأنه لا يقدم على أية خطوة بصورة منفردة إلا بعد أن يحسب لها ألف حساب ويتأكّـد من أن النتيجة ستكون لصالحه، فهل لا زال هذا النظام يوهم نفسه أن الشعب اليمني كتلك الشعوب الخانعة تحت هيمنته ولا تحَرّك ساكناً أمام جبروته واستكباره؟
أم أنه الغباء ولم يفهم الدرس بعد مما جناه في تحالفه المهزوم الذي قاده خلال 8 سنوات من خلف دُمى النظام السعوديّ في عدوانه الغاشم على اليمن؟
أم أنه يتعامى عن خصوصية الشعب اليمني التي اشتهر وتفرد بها عبر التاريخ بأنه شعب يأبى الضيم لا يخضع ولم يخنع لقوة على الأرض؟ أم أنه لم يعد يدري بمستوى السخط والغضب الشعبي العارم في الشارع اليمني عليه منذ هروب سفيره من صنعاء عام 2014م وهو يسمع صرخات الشعب بالموت لنظامه؟ أم أن ضغوط الكيان الصهيوني المجرم كانت قوتها أكبر من وعيه فأقدم على ارتكاب هذه الحماقة وهو بحالة اللا وعي دون أن يحسب عواقبها؟ أم أنه استحمر وتجاهل سماع ما ورد في خطاب قائد الثورة الأخير؟
أياً كان السبب لم يعد ذلك مهماً والأهم الآن هو أن يدرك أنه قد ورط نفسه وأوقع بها في الحفرة التي كان يتمنى الشعب اليمني أن يقع فيها، وأنه بذلك قد فتح على نفسه أبواب جهنم وأنه سيجني عواقب وخيمة عن حماقته البشعة التي ارتكبها ضد أبطال قواتنا البحرية، وأولها تحول البحر الأحمر إلى نار تلفح العالم بجحيمها لا ينجو من سعيرها أحد وسيكون هو الخاسر الأكبر وأعظم الخاسرين في كُـلّ الأحوال لأسباب كثيرة أهمها ما يلي:
1- هذه الجريمة البشعة لن تمر مرور الكرام كما اعتاد في جرائمه البشعة فالشعب اليمني قيادةً وجيشاً وجماهير لن يتنازل عن حقه في الرد وسيرد عليها رداً عنيفاً وموجعاً بشكل لا يتوقعه العدوّ الأمريكي وربما لم يخطر له على بال.
2- أن حلم الشعب اليمني قيادةً وجيشاً وجمهورًا كان وما يزال هو المواجهة المباشرة مع العدوّ الأمريكي وفي أشد الشوق لهذه المواجهة ويكفيه أن يتابع زخم المسيرات الشعبيّة في الساحات اليمنية ويراقب الحشود الشعبيّة التي ستتوافد للانضمام إلى كتائب الأقصى.
3- لم يعد للشعب اليمني شيئاً يخسره فلا يخشى قصفًا ولا يخشى موتًا؛ لأَنَّه اليوم وفي ظل مشروعه القرآني أصبح عاشقاً للشهادة مولهاً بها، مغرماً بحمل السلاح ومتقناً لاستخدامه بمختلف أشكاله وأنواعه برجاله ونسائه وحتى أطفاله.
4- لأن الشعب اليمني بكل أطيافه لا يخضع للضغوط ولا يستكين للطغاة والجبابرة، كرامته خط أحمر يستحيل أن يتنازل عنها بل مستعد وعلى أتم الجهوزية للتضحية بكل شيء دون عزته وكرامته، ودفاعاً عن عرضه وأرضه، وهو شعب واعٍ بحقيقة الجيش الأمريكي بالكامل، واعٍ بجرائمه البشعة وأساليبه القذرة وبوحشيته المفرطة على كُـلّ من يخضع له ويستسلم لجبروته، وبغدره وجبروته وبطغيانه على كُـلّ من يستكين له ويرضخ لاستكباره.
5- لأن الشعب اليمني يدرك جيِّدًا أن النظام الأمريكي هو الشيطان الأكبر والحقيقي في الأرض، ولذلك يراه أكبر عدوٍّ لله ولرسوله وللمؤمنين ويعتقد اعتقادا قطعيًّا بأن مواجهته أعظم الجهاد وأعلاه وأضمن طريق للجهاد في سبيل الله ونيل رضاه وأشرف طريق لنيل الشهادة التي يتمناها في سبيله، شعب يطلب الموت ويراه أعظم فرصة استثمارية وأغلى صفقة رابحة في حياته.
6- أن الشعب اليمني اليوم بفضل الله وحكمة قائده العلم بات يملك ترسانة أسلحة متطورة ويخفي مفاجآت كبيرة تكاليفها زهيدة وببأس شديد ومواصفات مطورة تفوقت بها على أحدث التكنولوجيا العسكرية الأمريكية والعالمية، شعب يمتلك الشجاعة والعزم قوي الإيمَـان والإرادَة وعاشق للتحدي؛ ولذلك فهو قادر على المواجهة ومستعد لها، متمرس على الصمود ومتقن للأقدام ومتميز بالثبات ومتفوق في الصبر والتحمل، يخوض الحروب ولا يبالي؛ لأَنَّه يرى عاقبتها ربحاً في كُـلّ الأحوال وليس فيها خسارة، وهذه الحقائق سيراها الغبي الأمريكي ويراها العالم في قادم الأيّام.