ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة!

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.

بروتوكول سيفرز..

هل سمعتم به من قبل..؟

في يوليو من عام 1956 أعلن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر قرار تأميم قناة السويس وإخضاعها للإدارة المصرية الأمر الذي كان وقعه على بريطانيا وفرنسا بمثابة الصاعقة..

في أُكتوبر من العام نفسه اجتمع البريطانيون والإسرائيليون والفرنسيون بصورة سرية في مقاطعة سيفرز الفرنسية واتفقوا على ما يلي:

– أن تقوم إسرائيل، والتي كانت سفنها التجارية تعاني من مضايقات مصرية أثناء عبورها قناة السويس، باجتياح شبه جزيرة (سينا) وُصُـولاً إلى الضفة الشرقية للقناة..

– أن تبدأ كُـلّ من بريطانيا وفرنسا في نفس اليوم بالدعوة إلى وقف إطلاق النار فورًا، والمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية والمصرية مسافة ثلاثين كيلومتر بعيدًا عن ضفتي القناة ليتسني القيام بما أسموه: تأمين الملاحة الدولية في القناة..

– أن تبادر القوات البريطانية والفرنسية في اليوم التالي وعلى الفور إلى اجتياح مدينة (بورسعيد) المصرية للسيطرة على مقر إدارة القناة هناك ومواصلة التحَرّك باتّجاه مدينة (الإسماعيلية) لاجتياحها واحتلالها أَيْـضاً..

وفعلاً قامت القوات الإسرائيلية باجتياح (سينا) في 29 أُكتوبر من العام نفسه بحسب ما اتفق عليه في ذلك البروتوكول، لتقوم كُـلّ من بريطانيا وفرنسا في ذات اليوم بالمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار لتبدأ بعد ذلك في اليوم التالي عملية الاجتياح لبورسعيد والتوجّـه نحو الإسماعيلية..

ولولا أن السوفييت، في الحقيقة، قد تدخلوا وهدّدوا بضرب لندن وباريس بالسلاح النووي إن لم يتم وقف إطلاق النار والانسحاب من مصر لكان البريطانيون والفرنسيون قد وصلوا إلى القاهرة واسقطوا نظام جمال عبدالناصر بحسب ما تم التخطيط له، ولظل الوضع باقٍ على ما هو عليه إلى اليوم…

اليوم، وتحت نفس العناوين تقريبًا، ها هي بريطانيا تنضم إلى أمريكا وإسرائيل في محاولة منهم لإعادة تمثيل نفس السيناريو على ما يبدو، ولكن أين..؟

في جنوب البحر الأحمر هذه المرة..

أو في اليمن تحديداً..

طيب..

أليس السبب الظاهري الذي يطرحونه اليوم هو: تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بينما يعرف العالم كله أن السبب الحقيقي هو: تأمين الملاحة الإسرائيلية..؟

يعني بالضبط نفس المزاعم التي زعموا بها وادعوها كمبرّر لشن العدوان الثلاثي على مصر.. !

يعني أنهم، وبناء عليه، يخططون، ربما، لاحتلال الحديدة على أغلب الظن وبعض الجزر اليمنية وعلى رأسها جزيرة ميون بالطبع..

لن يكون هنالك هذه المرة دولة عظمى كالاتّحاد السوفيتي تمنعهم من ذلك، أَو هكذا يظنون..

لكنهم نسوا حاجة واحدة مهمة..

نسوا أن هنالك شعباً يمنياً سيقف لهم بالمرصاد، وبصورة أشرس مِئة مرة مما لاقوه من مقاومة في بورسعيد والإسماعيلية..

فإذا كان العدوان الثلاثي على مصر هو الموعد الحقيقي الذي حدّده المؤرخون لأفول نجم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إلى الأبد، برأيكم، هل سيكون العدوان الثلاثي المخطّط له على اليمن هو الموعد الحقيقي لأفول نجم الإمبراطورية الأمريكية العظمى..؟

أعتقد ذلك.. ليس نجم أمريكا فحسب، بل ونجم إسرائيل أَيْـضاً..

وإن غداً لناظره قريبُ..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com