القيادةُ اليمنيةُ ترُدُّ على تهديدات واشنطن: لن نتراجعَ وسنعاقبَكم
المسيرة | خاص
أكّـد قائدُ الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وقيادة القوات المسلحة اليمنية، ممثلةً بوزير الدفاع، أن “الحماقة التي ارتكبها العدوّ الأمريكي باعتدائه على قوات البحرية اليمنية الأسبوع الماضي، لن تمر دون رد وعقاب، وأن ذلك الرد سيكون قاسياً ومركَّزاً على مكامن الألم، وبشكل لا يتوقَّعُه الأمريكيون“، في رسالةِ تَحَدٍّ وردعٍ جديدةٍ جاءت عقب محاولة تهديد أمريكية جديدة من خلال بيان مشترك مع 12 دولة، سعت واشنطن من خلاله إلى ترهيب صنعاء والشعب اليمني لإيقاف العمليات العسكرية ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، الأمر الذي كشف بوضوح سوء تقديرات البيت الأبيض لموقف اليمن، وهو ما حرصت القيادة اليمنية على تأكيده من خلال الدعوة للاحتشاد الجماهيري المليوني الذي شهدته صنعاء والمحافظات، أمس الجمعة.
وأصدر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مساء الخميس بياناً وجَّه فيه النداءَ لجماهير الشعب اليمني للخروج في مظاهرات ومسيرات كبرى في صنعاء، وبقية المحافظات، الجمعة، “ليُسْمِع الشعب اليمني العزيز صوته وكلمته لكل العالم، فـي ثباته على موقفه الإيماني والأخلاقي والإنساني فـي نصرة الشعب الفلسطيني الـمظلوم، الذي يرتكب الصهاينة اليهود بحقه جرائم الإبادة الجماعية، ويدمّـرون مدنه ومساكنه فـي غزة بشكل كامل، ويتفننون فـي ممارسة أبشع الجرائم ضده”.
وأكّـد بيان القائد أن “جبهة اليمن أصبحت جبهة فعَّالة ومؤثرة على الأعداء الصهاينة اليهود: بِدْءًا بالصواريخ الباليستية والـمجنَّحة والطائرات الـمسيَّرة، ووُصُـولاً إلى الإجراء الـمهم والـمؤثر جِـدًّا على اقتصاد وتجارة الأعداء الصهاينة بمنع السفن الـمرتبطة بهم من العبور عبر بحر العرب وخليج عدن وباب الـمندب والبحر الأحمر”، مُشيراً إلى أن “التأثير الكبير لذلك على الصهاينة أغاظ صهاينة أمريكا، الذين يشاركون بكل أنواع الـمشاركة فـي الإجرام الصهيوني بالصواريخ والقنابل والقذائف التي قدمتها الإدارة الأمريكية الصهيونية لقتل الشعب الفلسطيني، والـمشاركة بمليارات الدولارات، وبالغطاء السياسي والدعم الإعلامي، وتهديد الدول الإسلامية فـي الـمنطقة العربية وغيرها من أية مساندة للشعب الفلسطيني، ومن أي تعاون إنساني حتى بالغذاء والدواء، وتبريرها الوحيد لذلك: هو انتماء الرئيس الأمريكي والحثالة الـمجرمين فـي مؤسّسات القرار فـي أمريكا إلى الصهيونية، وخضوع البقية للوبي الصهيوني اليهودي، تحت تأثير الإغراء والترهيب”.
وأوضح أنه بسَببِ فاعلية الجبهة اليمنية وعظمة موقف الشعب اليمني وتأثيره على الأعداء، جعل العدوّ الأمريكي الصهيوني “قام العدوّ الأمريكي الصهيوني بارتكاب حماقته باستهداف مجموعة من أبطال البحرية أثناء أداء مهمتهم الـمقدَّسة فـي البحر الأحمر غدرًا وعدوانًا”.
وأكّـد أن “هذا الاعتداء الإجرامي دون ردٍ وعقاب”.
وأوضح أن “الخروجَ الجماهيري المليوني يمثّل وفاءً لدماء الشهداء الذين هم الطليعة فـي ميدان الـمواجهة الـمباشرة مع العدوّ الأمريكي فـي معركة الفتح الـموعود والجهاد الـمقدَّس إسنادًا لـ “طُـوفان الأقصى”، وهو تأكيدٌ على الثبات على الـموقف والاستمرار فيه مهما كان حجم الـمواجهة”، وأن ذلك الخروج “سيعلن للعالم أجمع أنَّ شعبنا لا يتراجع عن موقفه الإيماني ولا يخنع للمستكبرين، واللهُ وليُّ الـمؤمنين والعاقبة للمتقين”.
وقد قوبل نداءُ قائد الثورة باحتشاد جماهيري هو الأكبر منذ بدء “طُـوفان الأقصى”، الأمر الذي وجَّه رسالةً واضحةً بالتفاف الشعبِ حول القيادة وتفاعله مع قرارها الحكيم بالانخراط في معركة دعم “طُـوفان الأقصى”، والاستمرار في ذلك بكل الخيارات المتاحة، بما في ذلك حظر الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، ومواجهة أي اعتداء أمريكي على البلد.
وقد حمل تأكيدُ قائد الثورة بخصوصِ الردِّ على الاعتداء الأمريكي، رسالةً واضحةً بأن اليمن لن يكتفيَ فقط بالمواجهة بالمثل، وإنما سيحرص على أن يكونَ الردُّ بمستوى “العقاب”، وبالشكل الذي يوجه صفعة مؤلمة للولايات المتحدة، لتدرك خطأ حساباتها وتقديراتها بشأن اليمن.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده وزيرُ الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الذي صرَّح بأن “ردّ القوات المسلحة اليمنية على الاعتداء الأمريكي بحق منتسبي القوات البحرية سيكون قاسياً ومتمكّناً من مكامن الوجع والألم وبأساليب قتالية فوق احتمالاتهم وحساباتهم العسكرية”.
وَأَضَـافَ العاطفي كلمة ألقاها في اجتماع ضم قيادة المنطقة العسكرية الخامسة والشُعب والتخصصات العسكرية في المنطقة: “ليكن مفهوماً للأمريكي والبريطاني والفرنسي أننا لا نقبَلُ الضيمَ ولا نرضى بأن تطالَنا يدٌ عابثٌ أَو مغامر، فنحن شعب عصيّ على التطويع وقوي على الشدائد ومن يدفعه سوء حظه وتقديره أن يعبث معنا فلا يلوم إلا نفسه”.
وأكّـد أن “العدوَّ الأمريكي والصهيوني ظنَّ بأن المساحة العالمية قد فرغت من أي تأثير وأنه قادر على اقتراف الجرائم والمجازر الوحشية بحق أطفال ونساء غزة ولن يجد من يقول له كفى، والله سبحانه وتعالى اختار أهل اليمن ليكونوا في موقف الحق والعدل وصدارة الموقف والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني في مواجهة العالم”.
وأضاف: “نقولُ للصهاينة ومن يساندهم إن البحرَ الأحمر قد تحوَّلَ إلى مصيدة لهم وحصارهم أمر قائم حتى التخلي عن حصارهم وجرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني العربي المسلم”.
وأوضح أن قائدَ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “اتخذ القرارَ السليم والمناسب وفقاً لرؤية جلية في دائرة الصراع الذي خططت له الدوائر الاستخباراتية الصهيونية والقوى المتحالفة معها، وأفشل كُـلّ رهانات الأعداء وأجندتهم العدائية والتآمرية وأربك حساباتِ الصهيونية وأصدر الأوامرَ الحازمة بتوجيه الضربات القوية ضد الكيان الصهيوني الغاصب سواء من خلال الصواريخ والطائرات المسيَّرة أَو من خلال مطاردة السفن الصهيونية والسفن المتعاونة معها أَو التي تريد الذهاب إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة”.
ويمثل بيان قائد الثورة وتصريحات وزير الدفاع والخروج المليوني الكبير رداً متحدياً على التهديد الأخير الذي حاولت الولايات المتحدة أن توجِّـهَه للشعب اليمني، من خلال بيان أصدرته بالاشتراك مع 12 دولة أُخرى حذرت فيه من “عواقب استمرار الهجمات في البحر الأحمر” حسب وصفها.
وقد كشف ذلك البيانُ بوضوح عن قلقٍ أمريكي كبيرٍ من تأثير استمرار العمليات اليمنية ضد الملاحة الصهيونية، كما جدَّدَ البيانُ التأكيدَ على فشل البيت الأبيض في حشد الدعم الدولي المطلوب لتحَرّكه العسكري في البحر الأحمر، حَيثُ حاولت واشنطن من خلال البيان تعويض الفضيحة التي باتت تحيط بتحالف ما يسمى “حارس الرخاء” الذي انسحبت منه عدة دول، فيما اقتصرت مشاركة بقية الدول على إرسال عدد رمزي جِـدًّا من الضباط إلى البحرين.
وعبَّر البيانُ المشتركُ بوضوح عن محاولة أمريكية للاختباء وراء غطاء دولي من الرد اليمني الحتمي على جريمة استهداف طواقم البحرية في البحر الأحمر، وهو ما يكشف عن خطأ كبير لدى الإدارة الأمريكية في تقدير وفهم الموقف اليمني، حَيثُ يبدو بوضوح أن واشنطن لم تدرك بعدُ أن الفزَّاعات الدولية وحسابات الترهيب والترغيب لا تؤثِّرُ على قرارات القيادة اليمنية التي أعلنت مسبقًا وبشكل واضح أن أيَّ اعتداء على اليمن سيكونُ ورطةً كاملةً للولايات المتحدة؛ وهو ما سيوضِّحُه بشكل أكبرَ الردُّ اليمنيُّ المرتقَب.