اليمنُ قيادةٌ قرآنية وأمةٌ ربانية
الشيخ موسى المعافى
نحن أمام حالة نادرة برزت من يمننا الحبيب يمن الإيمان والحكمة، يمن الأنصاري المؤمن البر الذي كان ولا زال وسيظل إلى يوم القيامة يصل رحمَه.
يمن ابن بدر الدين القائد الذي سدَّد بعصرنا لقلب الطاغوت الأكبر باسم الله سهمَه، نحن أمام رجال بدمائهم للتاريخ يكتبون، وبمواقفهم التي ترفع الرؤوس للخلائق يدهشون، إنهم اليمانيون صناع المواقف التي تعود بأذهان العرب والمسلمين إلى عهد الرسالة وحبيب الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن معه من المؤمنين، سوى الله العظيم لا يخافون.
وبالحق رغم ضعفهم آنذاك يصدعون، ولراية التوحيد إلى أعالي العزة يرفعون، ولتكون كلمة الله هي العليا لأرواحهم رخيصة في سبيل الله يبذلون، وَلطغيان أعتى إمبراطوريات عصرهم يناهضون، نحن أمام قوم لكل هذا العالم يفاجئون، وكأقوى وَأعظم وأعتى دولة بهذا الوجود يتحدثون، فلضغوط دول العالم العظمى -إلا بأعينهم- لا يخضعون، وَبالسياسة المهينة المذلة لا يؤمنون.
وسل يا -سيدي القارئ العزيز- سل مواقفهم بما تصفين هذه الجرأة؛ فستجيبك ألا تراها، أنت جريئة حَــدّ الجنون، وَصادمة لأُولئك الذين بآيات الواحد الأحد، يكذبون.
أحد الكتاب من الأحرار العرب يسألهم من خارج اليمن الحبيب “من أنتم بحق السماء؟”.
فلم أجد بحياتي كلها ولم أسمع عن قوم لإرضاء رب الخلق يتعطشون، كما هو حالكم أيها اليمنيون، فمن أنتم -روحي لكم الفداء- ومن تكونون؟
لقد تيقنت أن الحرب عليكم أمريكية إسرائيلية، تيقنت ذلك اليوم بعد ما شاهدت عزة وأنفة العربي الأصيل في مواقفكم وتصريحاتكم النارية، فمن أنتم يا أهل الكهف في سورة الأنبياء؟
من أنتم يا سر أسرار (إذا زلزلت الأرض زلزالها).!!
فبعد عقود طويلة من الخضوع والخنوع لدول الطاغوت العظمى وقف العملاق الهاشمي لتزلزل عروش الشيطان وليقول إنسان المعمورة ما لها.!؟
وليجيبه شعب أبا جبريل أفاقت من سباتها حين رأت ربها وغضبت حين أدركت ذلها، وعرفت أن قد آن الأوانُ لتسحق بأنوار الله باطلَها، فظل العالم مبلساً يكرّر السؤال ذاته فمن أنتم؟ بربكم من أنتم يا سادة العالم المستقبلي ويا خزينة دار الخلد الأبدي الذي لصنعه حقيقة من مكائد أشرار العالم سلمتم!؟
من أنتم يا بقايا النور الملقى من سماوات هدى الله في أرحام محمدية قدسية، فأشداء على الكفار رحماء بينكم في قرآنكم وصفتم.!؟
من أنتم؟ فبكم لا بغيركم سيرى هذا العالم النجاة، فأنتم خلاصة الأباة التقاة، وأنتم أبابيل ذي الملك والملكوت على الكفرة الطغاة..
ولكأني كما قال ذلك الكاتب العربي لكأني بسيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وكوكبة من قادة السرايا وحملة الرايات والبيارق، وبأيمانهم سيوف وسمت بختم مكتوب عليه (لا فتى إلَّا علي) الذي لا عاقبة لمنزليه إلا هلاك المحارق، وَلا سيف (إلا ذو الفقار) ولغير يمنى ابن بدر الدين ومن معه في عصرنا قبضته لا وَلن تعانق..
الله كيف يجول في فكري وخلدي بين الماضي والحاضر أشد المنازعات فلكأني أشهد اللحظات الأولى لتنزل أجزاء القرآن وسوره والآيات، وأرى فتية علم الهدى ابن بدر الدين يجسدون كُـلّ ما تنزل عملاً في مواقع الشرف والبطولة وَيقدمون أسمى التضحيات، منذ انطلق “طُـوفان الأقصى” بغزة العزة وأنتم من يمن الإيمان أعتى طوفان، وبمواقفكم العظيمة تخرسون بلاغة البيان وَتختزل فيكم اليوم النخوة والمروءة والنجدة والغيرة وصدق الإسلام وَالإيمان والإيثار وأسمى معاني الكرم والجود والإحسان..
فمن أنتم يا جحافل الله النصير الناصر، التي ولكأنها هبطت من السماء لتطهر هذا العالم من الأرجاس؟ من أنتم يا حديث الفخر بهذه الدنيا الذي لا تمله الناس؟ فمن أنتم، من أنتم، من أنتم، إلى أن تنقطع الأنفاس!!