بالعراق وبيروت وسوريا وغزة وكرمان ويمن الإيمان.. المجرمُ واحد
عبدالله علي هاشم الذارحي
سيسجل التاريخُ المعاصرُ للمجاهدين الأحرار الصادقين الثابتين على الحق في دول محور المقاومة أنهم بتوكلهم على الله وبثقتهم بالله وبشجاعتهم وبعقيدتهم القتالية وبحنكة قيادتهم الحكيمة وبإيمانهم وتضحياتهم وانتصاراتهم وكلّ شيء لهم، صمدوا أمام أئمة الكفر.
مبارزة لم يتصد لها سواهم أحد عبر التاريخ القديم غير الإمام علي بن أبي طالب -عليهما السلام-، فقد قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- للإمام علي (ع) حين برز لمبارزة عمرو بن ود العامري في معركة الخندق {برز الإيمان كلّه للكفر كلّه}.
ومعلوم أن معركة الخندق -الأحزاب- كانت في 17 شوال سنة خمس للهجرة، وفيها تحالف يهود المدينة مع المشركين من قريش لمحاربة المسلمين، فخرج زعماء اليهود إلى مكة لتحريض المشركين على التوجّـه إلى المدينة المنورة للقضاء على الإسلام والمسلمين.
علم رسول الله (ص) بتحالفهم فأشار سلمان الفارسي (ر) على النبي (ص) بحفر الخندق حول المدينة ليحول بينهم وبين تحالف مشركي قريش ويهود المدينة، حفر المسلمين الخندق وقَتَل الإمام علي (ع) عمرو بن ود العامري ﴿وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ـ بعليّ ـ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ صدق الله العلي العظيم.
وصدق واقع حال الأُمَّــة الإسلامية خَاصَّة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، بقيادة آية الله الإمام الخميني -عليه السلام-، فهو الذي أطلق على أمريكا اسم (الشيطان الأكبر) وهو اسم لاصقها حتى اليوم.. كم وصف الإمام الخميني الكيان المحتلّ بأنه (غدة سرطانية) زرعتها بريطانيا لتصيب جسد الأُمَّــة بالداء، ودواء إزالتها هو الجهاد والمواجهة الذي جعلها أوهن من بيت العنكبوت وستزول قريباً..
واليوم هَـا هو واقع الحال يقول صدقت أقوال الإمام الخميني (ق. س) ولن يصلح حال الأُمَّــة إلَّا بالتحرّر من هيمنة الشيطان الأكبر -أمريكا- ولن يبرأ جسد الأُمَّــة إلا بإزالة الغدة السرطانية -إسرائيل- ولو نظرنا إلى من وقف من الأُمَّــة لمواجهة الشيطان الأكبر أمريكا والكيان الإسرائيلي المحتلّ لوجدنا أن الذي يواجههما هم أحرار دول محور المقاومة التي تقف اليوم في خندق واحد ولا سواها من الدول أحد..
مما سبق أقول بكل ثقة اليوم برز الإيمان كله للكفر كله، هذه حقيقة مؤكّـدة والأدلة على تأكيد هذه الحقيقة كثيرة ولا مجال لحصرها، بل لقد صارت تتجلى للعيان كلّ يوم وعلى مدار الساعة، يكفي أن تلاحظ أن دول المقاومة لكونها ترفض الهيمنة الأمريكية وترفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتلّ يتحالف عليها النصارى واليهود وعملائهم من الأعراب والأنظمة الإسلامية المساومة بقضايا الأُمَّــة.
بينما أحرار دول المقاومة يخوضون منذ زمن معركة التحرّر من هيمنة كافة دول الاستكبار العالمي ويجاهدون الآن من أجل تحرير الأرض والعرض من الاحتلال الصهيوني وقد حقّقوا انتصارات واسعة في معركة التحرّر والتحرير، رغم وحشية جرائم الأعداء؛ فقد قال السيد القائد في آخر خطاب له حول آخر المستجدات “أمريكا وإسرائيل كلاهما ذراع للصهيونية اليهودية العالمية التي تستهدف الأُمَّــة الإسلامية والمجتمع البشري بمؤامراتها الوحشية”، وقال: “الأمريكي وفر للإسرائيلي كُـلّ أشكال الدعم لتنفيذ جرائمه في غزة”.
ونتيجة لانهزام تحالف الاستكبار بقيادة أمريكا، لجأت دول الكفر عبر عملائها إلى استهداف قادة وشعوب دول الإيمان، الذين في سبيل هذا يقدمون التضحيات وقوافل الشهداء من الأبطال والقادة العظماء كـالشهيد القائد ثم الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي عملت أمريكا على استهدافه ورفاقه بالحديدة وغيرهما الكثير من الذين سبقوهما ولحقوا وسيلحق بهما الكثير من القادة الذين هم بالقول والفعل نذروا أنفسهم للشهادة.
فبينما الأحرار بـالأمس يحيون الذكرى الرابعة لاستشهاد قائد فيلق القدس وشهيدها اللواء قاسم سليماني ورفاق دربه الذين استهدفتهم أمريكا في العراق، كانت دماء غيرهم من القادة لم تجف، فقبل أَيَّـام تم اغتيال رضي الموسوي رفيق الشهيد القائد سليماني في سوريا وتم اغتيال القائد صالح العاروري ورفاق دربه في الضاحية الجنوبية ببيروت والتفجيرات الإرهابية بكرمان في إيران، ناهيكم عن القتل وحرب الإبادة الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بغزة هاشم منذ بداية معركة “طُـوفان الأقصى” للآن..
لقد قال قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي: “على المجرمين القساة أن يعلموا بأن جنود طـريق سليماني لن يتحملوا الجريمة النكراء في كرمان”، وقال السيد حسن نصر الله: “في تجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد لا يوجد إلا القادة والسادة والشهداء الذين يصنعون النصر للأُمَّـة”، وعليه أقول:-
إذا كان قادة محور الكفر يتباهون بأنهم نالوا من محور الإيمان باستهدافهم لهذا القائد أو ذاك، أَو بتفجيرهم هنا أَو هناك، أو بقتلهم وحصارهم للشعوب الحرة يرون أنهم بجرائمهم هذه حقّقوا إنجازات كبيرة، نقول نعم هو إنجاز عظيم أن يختم الله للقادة بالشهادة ونيل هذا الوسام العظيم؛ فشهدائنا يعلمون أن في طريق الجهاد استشهاد فسلام الله عليهم.
سواءٌ أكانوا بـالعراق وبيروت وسوريا وغزة وكرمان ويمن الإيمان المجرم هو واحد بكل مكان، بالتالي فعلى أئمة الكفر أن يدركوا بأن الرد على استهدافهم لقاداتنا سيكون عليهم مؤلماً فالبادئ أظلم والرد سيكون أعظم، هذا والله لنا ولقاداتنا خير حافظ وناصر ومعين، والعاقبة للمتقين.