كُن أنت القائد المسؤول واعبر الطريق
نوح جلاس
لو سألنا أنفسَنا ما هو السبب في ضياع الأمَّةِ العربية والإسلامية ووصولها إلَى ما وصلت إليه؟ بكل تأكيد غيابُ المشروع وغياب المسؤولية هو الذي صنع كُلّ هذا بالأمة وأصبحت كما هي عليه اليوم، وهذا ما أكده قائدنا المُلهم.
من واقعنا نحن كيمنيين لم نجدْ حُكماً صارماً يضبط كُلَّ أفراد الشعب، لماذا؟ بكل تأكيد هو غيابُ الشعور بالمسؤولية من واقعنا؛ لأنه من الصعب أن تقودَ أمة تشعرُ بأنها غيرُ مسؤولة تجاه كُلّ شيء، عندما تغيب روح الاستشعار بالمسؤولية لن نستطيع أن يحكم كُلّ فرد مننا نفسه، أنت عندما لا تشعر بالمسؤولية لن تتمكن من السيطرة والتحكم بنفسك أبداً، لماذا؟ لأنك تعيش دون هدف، فالشعور بالمسؤولية هو من يصنع لك الهدف ويدفعك إلَى تحقيقه، لكن عندما تغيب عنك روح الشعور بالمسؤولية يغيب وعنك الهدف، ومعنى غياب الهدف هو التخبط، فلو ربينا أنفسنا على الشعور بالمسؤولية فسوف يستطيع كُلُّ واحدٍ منا أن يحكم أمة بأكملها؛ لأن هذه الأمة تربّت على زرع المسؤولية في نفسها، وحينها سوف يتحرك كُلّ فردٍ من أفراد هذه الأمة دون أن يحتاج من يحكمه؛ لأنه يمشي وفق أوامر تأتي من داخل فؤاده، أي سيحكم كُلّ واحد نفسه بنفسه، وبالتالي ستجد كُلّ الناس متعاونين ومتفاهمين تجمعهم قضية واحدة وهدف واحد.
والشعور بالمسؤولية هو من يدفعك إلَى المستحيل وسيجعل المستحيل أمامك لا شيء، ولو تحرك كُلّ واحدٍ منا وهو يشعر بأنه المسؤول والمعني بالأمر فسوف نجد كُلّ أنفسنا نتحرك كقادة، وعندما يشعر كُلّ واحدٍ منا بأنه القائد سوف يبذل جهداً مضاعفاً، وعندما يبذُلُ جُهداً مضاعفاً سوف يتجاوز كُلّ العقبات وتتلاشى كُلّ العوائق أمامه، وبالتالي لن يبقى للمصاعب وجودٌ!!.
لا ننسى أنه في زمن المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله كان معه قلة قليلة من المؤمنين وكلهم كانوا في مرحلة الاستضعاف، ولكن عندما كان كُلّ واحد يشعر في نفسه بأنه المسؤول ولا يهمه تقصير الآخرون وكانوا يستشعرون في أنفسهم بأنهم كلهم قادة وتحركون بكل جد، ماذا حصل؟ تمكنوا من صنع المجد وغَيَّروا مجرى التَأريخ، كذلك عندما كان هناك قلة قليلة مع سيد الأحرار والمستضعفين الشهيد القائد رضوان الله عليه، وهم قليل ومستضعفون، لكن عندما ربّاهم على الشعور بالمسؤولية المطلقة وكان يوجههم ويقول لهم: يجب أن يتحرك كُلّ واحدٍ منا على أنه هو القائد، حينها ماذا جرى؟ تلك القلة القليلة عندما تحركوا بتلك الروحية تمكنوا من مجابهة كُلّ الظالمين الذين تكالبوا عليهم، وتمكنوا من مجابهة أطغى طواغيت الأَرْض من ذلك الوقت إلَى اليوم، وها هم اليوم يواصلون صُنعَ المجد، وبعون الله سوف يتمكنون من إعادة التَأريخ مرةً أخرى إلَى مجراه السابق وعهده الثابت!!
هذا وغيرها من المواقف التَأريخية كان بفضل الله وفضل حمل روح الاستشعار بالمسؤولية أمام الله عز وجل، لذلك يجب أن نربي أنفسنا على هذه المبادئ، فالمصطفى صلوات الله عليه وعلى آله قال: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..)، فبهذه المبادئ سوف يستطيع كُلٌّ منا أن يحمل ويربي أمة لا مجال لديها للمستحيل، ولا يوجد في قواميسها التهاون والتفريط.