لماذا ترى أمريكا أن اليمنَ معضلةُ الشرق الأوسط؟!
أحمد عبدالله الرازحي
يجهلُ الكثير تأريخ اليمن وهو ما لم يجهلْهُ الأمريكي، وتاريخُ اليمن هو الذي يجعلُ من يطلعُ عليه في حيرةٍ من أمره، فعندما نتكلَّمُ عن اليمن نحنُ نتحدث عن شعب هزم إمبراطوريات عُظمى، الإنسان اليمني النحيف الذي يأبى الانكسارُ رغم الظروف إلا أنهُ يستطيعُ تحويلَ التحديات إلى فرص، وكما يُقال: “من رَحَمِ المعاناة تولد المعجزات”، وهذا ما تجسد في الشعب اليمني منذُ القدم إلى اليوم.
ولك أن تتخيَّلَ عزيزي القارئ أن مساحةً شاسعةً من الأرض “اليمن” يسكُنها أكثر من 40 مليون نسمة، وفي القانون اليمني يعتبر السلاح الشخصي حقاً للمواطِن وليس امتيَازاً؛ أي أنه شعب مُسلح، حَيثُ تقدِّرُ دراسات أن عددَ قطع السلاح في اليمن أكثر من 70 مليون قطعة سلاح؛ أي بمعدل 3 قطع سلاح لكل مواطن يمني..
ليس رقماً عادياً عندما نقول 70 مليون قطعة سلاح “شخصي”! وهُنا يجب أن تضع خطاً تحت كلمة “شخصي”!
أَمَّا مخازنُ الدولة اليمنية بصنعاء فحدِّثْ ولا حرج؛ فهي تملكُ جميعَ أنواع الأسلحة المختلفة.. والشيءُ المُرعِبُ للأمريكي أن أنصارَ الله اليمنيين قد فتحوا بابَ التصنيع والتطوير العسكري، وُصُـولاً لصناعة الصواريخ الباليستية والمجنَّحة والطائرات المُسيَّرة، وهذا ما أهَّلَ اليمنَ للصمود في وجه أعتى الحروب والانتصار فيها، وهذا ما جعل من يحاولُ تركيعَ اليمن أَو غزوه يجُرُّ أذيالَ الخيبة والهزيمة من الأرض اليمنية، ولنا في التحالف السعوديّ الأمريكي شاهد حي؛ فبعد أكثر من 8 سنوات أصبح اليمن يستهدفُ الرياضَ ودبي ومصافي النفط “أرامكو” مما دفع بالتحالف السعوديّ الأمريكي إلى التهدئةِ واللجوء إلى المفاوضات واستجداء صنعاء بوقف الحرب والدخول في عملية سلام تنهي الحرب!
ويملك اليمنُ من الألغام البحرية آلاف الألغام، وهذه تشكِّلُ خطراً بالغًا تنظُرُ لهُ أمريكا وأدواتُها في المنطقة، إذَن نحنُ أمام شعبٍ مُسلح وبلد يملكُ أسلحةً رادعةً هي أشدُّ فتكًا على الأعداء وَأشدُّ سوءًا وإيلاماً وعذاباً.
إذن على المستوى الشعبي هذا شعبٌ تربى على الحروب وليس الرقص ودق الطبول!! اليمنُ شعبٌ يُركِّعُ الصعوباتِ والتحديات، ويخلقُ منها فرصاً ليعيش الحياة بكل شموخ وكرامة ودون إذلال من أحد، وعندما ترد كلمة أحرار أَو شعب حُر فهي بالتأكيد تقصد بـ “اليمن “.
إذن نحنُ أمام اليمن الجديد، الحُر المستقل غير الذي أرادتهُ السعوديّة وأمريكا، اليمن الذي يقاتل ويصنع ويقهر التحديات لينتزع الانتصار كما حصل مع العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، حَيثُ باتت الرياض تتقرب إلى صنعاء بوقف الحرب ووقف الهجمات اليمنية على أرامكو والرياض..
وبلا شك فَــإنَّ الهزيمة ستتكرّر ولكن هذه المرة في خاصرة الأمريكي وسيسقط اليمن هيمنتهم ويدوسُ هيبتَهم بأقدام الأحرار اليمنيين.
بالتالي لم يكُن التخوُّفُ الأمريكي والإسرائيلي عبثاً، إنما يعرفون اليمنَ إذَا تأتَّت لهُ الفرصة وحصل على قيادة ترفض التبعية لأمريكا وترفض التطبيع وَلا تعرف الخنوع؛ فَــإنَّ اليمن سيكونُ لهُ دور كبير في المنطقة، وسيقوِّضُ الهيمنةَ الأمريكيةَ إن لم يهزمْها شَرَّ هزيمة لم تتلقَّها عبرَ التأريخ، وبالفعل اليمن لم يعُد كابوسًا يؤرِّقُ مضاجعَ الصهاينة في “إسرائيل” وأمريكا فحسب، بل أصبح واقعًا تصلُ صواريخه الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيَّرة إلى عُمق الكيان الإسرائيلي، وتقوم القوات البحرية اليمنية باستهداف السفن الإسرائيلية واحتجازها كَـ رَدٍّ طبيعي على مجازر “إسرائيل” بحق أطفال غزة، واستطاع اليمن فرض قاعدة جديدة “حصارُ غزة يقابلُهُ اليمن بحصارِ إسرائيل”، وسيستطيع اليمنُ تحقيقَ النصر بإذن الله، ولن يوقفَه أيُّ شيء، كما أكّـد القائدُ عبدالملك والشعب اليمني، وهذه معركةٌ مصيريةٌ لن تقبَلَ المساومة، والشعبُ اليمني خُلق لهذا المواقف المُحقة ولم يُخلَقْ للرقص والطرب، كما يحدث في دول الخليج، اليمنُ كبيرٌ وسيبقى كبيراً في قضايا الأُمَّــة الإسلامية، وسيبقى صاحبَ القرار كما كان عبر التأريخ القديمِ والحاضر.