اليمنُ يتحدى الإجرامَ الأمريكي: مع فلسطين القضية حتى النصر والحرية
فضل فارس
من هذا المنطلق الذي أشار إليه الشهيد القائد في إحدى محاضراته قبيل العالم ٢٠٠٢م حينما قال: “ربما لو صرخ المسلمون من الآن -فيما أعتقد- لو صرخ المسلمون من الآن وارتفعت شعارات السخط التي توحي بسخطهم على أمريكا وإسرائيل من الآن لتوقفت أمريكا، وتوقفت إسرائيل عن أن ينفذوا الخطة التي يريدونها سواء ضد الحرمين، أَو ضد أي شعب آخر، فلو رفع الناس الصرخة هذه في كُـلّ بلد فعلاً لتوقفت أمريكا وإسرائيل عما تريد أن تعمله”.
من هذا المنطلق لهذا المشروع القرآني المقدس، ولو أن الاستجابة يا سيدي كانت متأخرة نوعاً ما إلَّا أنها أثمرت، ينطلق ويخرج شعبنا اليمني العظيم هذا الأسبوع وكلّ أسبوع إلى الشوارع والساحات نصرةً للقضية المركزية وَوقوفاً جاداً بما يستطيع من قوة مع مظلومية الشعب الفلسطيني، كذلك تحدياً للغطرسة الأمريكية والصهيونية.
يخرج إلى الساحات المقدسة مع كُـلّ الأحرار في هذه الأُمَّــة ليصرخ وليتحدى ساخطاً بذلك الشعار المزلزل أركان الضلال والجبروت كُـلّ تلك التهديدات الأمريكية والصهيونية، وذلك هو من وحي القرآن والعترة منطق العزة والحكمة منطق وشعار ومشروعية من يمتلئ قلبه وكيانه من نور القرآن وهديه سخطاً وَمقتاً وَغيظاً على تلك الأنظمة الديكتاتورية المتغطرسة وسياستها المتعالية بتكبر وتجبر على هذه الأُمَّــة المسلمة، فيما أنه لا شيء في هذا العالم كله، وقد أثبتت ذلك المرحلة غير هذا العلم اليماني الحكيم وهذا المشروع القرآني وَشعاره القويم الذي أطلقه الشهيد القائد في مطلع العام الثاني بعد الألفين الميلادي يمكن أن يضرب وَيسحق أمريكا وَيدمّـرها وبكل عزة واقتدار مع ربيبتها إسرائيل عسكريًّا واقتصاديًّا وعلى كُـلّ المستويات وَالأصعدة.
الشعب اليمني ومن خلال ارتباطه الوثيق وَالمطلق وذلك عن إيمان وتسليم لقيادته الربانية وَالحكيمة أصبح وَبالعون والتمكين من الله له شعباً عظيماً يتصدر وبكل عنفوان كُـلّ الشعوب المسلمة في الدفاع والنصرة لأبناء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والمركزية لكل أبناء الإسلام في العالمين العربي والإسلامي.
الشعب اليمني بكل مكوناته من خلال هذه المواقف المشرفة التي يتبناها رسميًّا وشعبيًّا عن إيمان صادق وإحساس بالمسؤولية مع قيادته والتفويض الكامل لها وذلك ما يستخلصه العالم وتعطيه الشواهد المرحلية عنه.
من خلال صلابة وقوة موقفه الرسمي كذا خروجه الشعبي المشرف في كُـلّ جمعة مؤازرةً وإسناداً لإخوانه المضطهدين وَالمظلومين في قطاع غزة أصبح وبكل عزة وَ {ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سيد الشعوب وقبلة وملاذ كُـلّ الأحرار في العالم.
هذا الشعب ورغم العدوان الحاصل والمُستمرّ عليه وعلى مدة تسعة أعوام من قبل أذرع الصهيونية في المنطقة إلا أنه ورغم كُـلّ تلك المعوقات ومن ضعف قوته الاقتصادي والحصار المفروض عليه أثبت للعالم كله -متصدراً عن البقية- أنه الشعب الوحيد عن دين وبصيرة ومسؤولية الذي تجري في عروقه القضية الفلسطينية.
لذلك ومن هذا المنطلق المشرف مناصرةً للقضية الفلسطينية واستمراراً مع أبناء فلسطين حتى النصر هو مُستمرّ وثابت على موقفه، إن بالمسيرات الشعبيّة وإن بالملاحة والصواريخ والمسيّرات، ولن تثنيه عن ذلك أَو تخيفه التهديدات الأمريكية أَو غيرها بل إن عليها أن تنتظر الرد المزلزل من قبل الجمهورية اليمنية فهي لا تنام على ضيم وذلك رداً على جريمتها الأخيرة في البحر الأحمر والتي أسفرت إلى استشهاد ١٠ من منتسبي البحرية اليمنية.
جهوزية اليمن للرد شعباً وحكومةً مطلقة العنان، وعلى كُـلّ الأصعدة جاهز ومستعد، وعلى استراتيجيات ميدانية وأبعاد جغرافية لا يتوقعها الأعداء.