اليمن سلاحٌ فعالٌ في جعبة الشعب الفلسطيني ومقاومته
عبدالحكيم عامر
إن علاقة اليمن بفلسطين تمتد أَيْـضاً إلى المستوى الشعبي، حَيثُ يعيش اليمنيون تجربة مشابهة لتلك التي يعيشها الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال والقمع.
إن الشعب اليمني يفهم تماماً معنى المقاومة والصمود في وجه الظروف الصعبة والحصار الذي يفرضه العدوان الخارجي على بلاده، وهذا يجعل اليمن سلاحاً قوياً في جُعبة الشعب الفلسطيني، حَيثُ يمكن أن تستفيدَ فلسطين من تجربة اليمن في مجال المقاومة والتصدي للاحتلال الإسرائيلي.
ومع ذلك، فَــإنَّ الأحداث تؤكّـد الارتباط الوثيق بين اليمن وفلسطين، وهو ارتباط ينبع من تضحيات الشعب اليمني والانتماء العميق لفلسطين، فاليمن وفلسطين يمتلكان رابطة تاريخية وثيقة، وهما يعانيان من القضايا الإنسانية والسياسية المشتركة.
فالشعب اليمني بتضامنه ومساندته للشعب الفلسطيني في نضالهم؛ مِن أجل الحرية من الاحتلال الإسرائيلي هو مبدأ ديني وأخلاقي وإنساني، وأن القرار اليمني بفرض مبدأ “الحصار مقابل الحصار” هو قرار يمني، فاليمن تعد القضية الفلسطينية أولوية مركزية وعليا بالنسبة للشعب اليمني وقيادته وجيشه، فهي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من هُــوِيَّة الشعب اليمني، وتحظى بدعم وإجماع شعبي واسع.
فعندما يتحدث الشعب اليمني عن فلسطين، فَــإنَّه يتجاوز تلك التحليلات السطحية والتفسيرات المشبوهة التي تروجها بعض الأصوات المعادية للفلسطينيين واليمنيين، تلك المتأثرة بأنظمة التطبيع والتصهين في العالم العربي، ولكننه سيظل ملتصقاً بقضية فلسطين ويدعمها بكل قوته.
وإن قرار اليمن بفرض الحصار على السفن الصهيونية يعكس استراتيجية مدروسة وتحليلًا دقيقًا للموقف، يعتبر اليمن هذه الخطوة بمثابة سلاح في ترسانة الشعب الفلسطيني ومقاومته، حَيثُ ويقدم دعمًا فعليًا وعمليًّا للقضية الفلسطينية، ويعبر عن تضامنه القوي معها.
إن اليمن بات يعتبر نموذجًا للدولة التي تستخدم قوتها ومواردها لمساندة القضايا العادلة والمظلومة، بدلاً من الاكتفاء بالتعبير عن التضامن اللفظي فحسب.
ويعد القرار اليمني بالدعم المباشر للشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي، تطبيقاً للقانون الإنساني الدولي، وتجسيدًا مباشرًا لإرادَة المجتمع الدولي الذي طالب برفع الحصار عن غزة ووقف النار وإدخَال المساعدات الإنسانية، ولكن الفيتو الأميركي عطّل قدرة مجلس الأمن الدولي على اتِّخاذ قرار فاعل قابل للتنفيذ، وجراء الخوف من غضب أمريكا وتحالفها، واستجابة للمصالح السياسية، واكتفى العالم بالإدانة والبيانات، فجاء القرار اليمني ليفرض متغيراً استراتيجياً جديدًا ظهر وتبلور وأعطى نتائجه رغم أنف الإدارة الأميركية.
على الرغم من مسارعة واشنطن لإعلان تشكيل “تحالف الازدهار” أَو “تحالف الرخاء”، فَــإنَّ هذه الخطوة كانت عبثية واستعراضية، وكشفت عن أهداف وغايات خاطئة للقوى الأميركية وحلفائها في المنطقة، لكن القرار اليمني أظهر أن الحصار يمكن أن يكون سلاحًا فعالًا في يد الدول المستضعفة للتصدي للتدخلات الخارجية.
في الأخير، يجب أن ندرك أن اليمن ليس وحده في هذه المعركة، أن إرادَة الشعب اليمني وقدرته على المقاومة تعزز من قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة التحديات والتصدي للاحتلال الإسرائيلي.
لذا، يمكن القول بأن اليمن سلاح قوي في جعبة الشعب الفلسطيني ومقاومته، إن قرار اليمن بفرض الحصار على السفن الصهيونية يعكس استراتيجية مدروسة وتحليل دقيق للموقف، ويعزز القدرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الأراضي الفلسطينية كاملة.