دمُ الأحرار على طريق الانتصار

 

علي عبدالله الدومري

يواصلُ الشعبُ اليمني نُصرتَه للقضية العربية الفلسطينية تحت شعار نحن معكم حتى الانتصار، وقد أثبتت المجريات الميدانية والتحَرّكات صدق القول والعمل وبرهنت المعطيات أن اليمن -شعباً وقيادةً وجيشاً- في خندقٍ واحدٍ مع القضية العربية الفلسطينية، وما الضجيجُ الدولي الحاصلُ وَغيرُ المسبوق والحملة الأمريكية الصهيونية البريطانية الشعواء على الشعب اليمني إلَّا دليلٌ على قوة الرسالة اليمنية التي سمع بها العالم أجمع.

الرسالةُ التي تقولُ حصار غزة مقابل حصار السفن الصهيونية في البحر الأحمر منبعها قرار يمني نابع من إرادة يمنية عربية تحمل كُـلّ المعاني والقيم الإنسانية والأخوية جوهرها قرار حكيم وشجاع وفعال أثبت قوة فاعليته وأجبر سفن الكيان الصهيوني على اتِّخاذ خطوط سير بديلة عن باب المندب والبحر الأحمر.

وتحاول اليوم أمريكا الضغط على الشعب اليمني من خلال التلويح بتشكيل تحالف عسكري لضرب اليمن الصادق الصامد الثابت المجاهد صاحب القول والفعل، في محاولة مستميتة من الأمريكي لرفع معنوية الكيان الصهيوني اللقيط، الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام ضربات فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة، وأمام ضربات القوات البحرية اليمنية التي أفقدت الكيان الصهيوني الكثير من العوامل المساعدة على البقاء، وشكلت خطراً على الأمن الاقتصادي لكيان العدوّ ولكل دول العالم، وغيرت المعادلة وأجبرت البوارج وحاملات الطائرات إلى التراجع بعيدًا عن مسرح العمليات في البحر الأحمر، لا سِـيَّـما بعد ضرب العديد من السفن الصهيونية وإخراج ميناء أم الرشراش عن الخدمة والتحسب لرد اليمن على التمادي الأمريكي الأخير بضرب قاربين من الدوريات البحرية التابعة للقوات البحرية اليمنية وما سيسفر عنه من تبعات تؤدي إلى رفع الجهوزية اليمنية العالية لمواجهة الصلف الأمريكي والتواجد العسكري الغربي في البحر الأحمر، الذي بات يهدّد أمن الملاحة البحرية العالمية من خلال محاولته الفاشلة والمتكرّرة باختلاق مشاكل في البحر الأحمر.

فيما تؤكّـد التصريحات للقوات المسلحة اليمنية وَعلى لسان وزير دفاع صنعاء وبلسان الناطق الرسمي العميد يحيى سريع أن الاعتداء الأمريكي على قوارب البحرية اليمنية ستكون نتائجه قاسية على العدوّ الأمريكي ومن حَيثُ لا يتوقع.

الأمر الذي جعل دول العالم في قلق وخوف من التداعيات الحاصلة في البحر الأحمر وجعل الأصوات تتعالى كُـلّ يوم، منها الرافضة للهيمنة الأمريكية على الممرات والمنافذ البحرية والمندّدة بعسكرة البحر الأحمر، مما زاد الرعب والخوف لدى الأمريكي وبصورة خَاصَّة بعد التحَرّكات غير المسبوقة لحركات محور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان وسوريا، وَإعلانها المباشر رفع جهوزيتها العالية لمواجهة الخطر الأمريكي والعربدة البريطانية والهوس الفرنسي، وكذَلك حالة الصمت العربي لبقية الدول العربية التي عبرت عن الرفض للتحَرّكات الأمريكية في البحر الأحمر، والتي وصلت كرسالة لمحور الاستكبار العالمي المتمثل بقطب الشر الأمريكي الصهيوني البريطاني الفرنسي وكلّ شذاذ الآفاق أن العربدة الأمريكية باتت اليوم مرفوضة وستكون نتائجها هزيمة مدوية لمحور الشر الأمريكي، لا سِـيَّـما وكلّ المعطيات الميدانية على الساحة العالمية تؤكّـد وتبرهن ذَلك.

فقد خرجت كُـلّ شعوب دول محور المقاومة مفوضة لقياداتها بتأديب الأمريكي وإجباره على الرحيل من المنطقة العربية وجعل قواعده العسكرية في البر والبحر في قائمة الأهداف المشروعة، والوقوف إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني والمساومة بوقف الحرب على غزة مقابل الأمن لسفن الكيان الصهيوني، العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص.

وتشير التحليلات والدراسات للمشهد العالمي الحالي أن أمريكا تضع نفسها وقواعدها وبوارجها وسفنها على كف عفريت فحركات ودول محور المقاومة ليس لديها ما تخسره اليوم أكثر من أية مرحلة مضت، فخيارها اليوم مقاومة الغطرسة الأمريكية ورفض التواجد العسكري الأمريكي الغربي البريطاني الفرنسي في المنطقة العربية، وَإذَا تجاهلت الولايات المتحدة الأمريكية ردود الأفعال الغاضبة في الوطن العربي فستقع في ورطة تفقدها كُـلّ أوراقها، وَهي بغنى عنها، وتشير المعطيات أن شعوب ودول محور المقاومة عزمت السير نحو التحرير ومواجهة العربدة الأمريكية مهما كانت النتائج والمتضرر الأول العالم أجمع مما يحتم على دول العالم وخَاصَّةً الدب الروسي والتنين الصيني إلى مراجعة أمريكا وإيقافها عند حدها لتجنب الآثار التي قد تعصف بالمنطقة والعالم؛ بسَببِ العربدة الأمريكية والصهيونية وإجبار الكيان الصهيوني على إيقاف الحرب الإجرامية الإرهابية التي يشنها على الشعب الفلسطيني منذُ 90 يوماً بلغ ضحاياها ما يقارب مِئة ألف فلسطيني كأكبر مذبحة عالمية لم يشهدها العالم لا في الحرب العالمية الأولى ولا في الثانية.

مجازر عرت العالم من الإنسانية الزائفة وبرهنت للعالم على مدى عنصرية الأمم المتحدة وعجز القانون الدولي عن وضع حَــدّ للجرائم الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني التي تمارس وبتدخل أمريكي بريطاني مباشر وبدعم سافر ينذر بتدهور وسقوط النظام العالمي المنافق والجبان والمتعصب، ورغم كُـلّ هذا وذاك سيظل الأحرار من الوطن العربي وفي مقدمتهم الشعوب المكلومة والمستضعفة والمظلومة يواصلون جهادهم المقدس ودفاعهم المستميت عن حقوقهم في الحرية والاستقلال والعزة والكرامة حاملين مشاعل الحرية نحو الانتصار والانتصار فقط، والله ولي الصالحين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com