شهداء القضية المركزية

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي

شهداء عشرة من أبطال ومجاهدي القوات البحرية اليمنية استشهدوا في مواجهة مباشرة مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، وهم يؤدون واجبهم الديني والإنساني، ويخوضون غمار التضحية دفاعاً عن مظلومية إخوانهم المستضعفين في فلسطين، شهداء يعدون هم باكورة التضحية على طريق الأقصى.

شهداء وهبوا أنفسهم لله وصاروا رهناء البحر، حَيثُ امتزجت دمائهم بالبحر لتعمد للأُمَّـة طريقها نحو العزة والكرامة لكل الأحرار في هذا العالم، بشهادتهم عزز الفعل القول وخرج الشعب اليمني ثائراً كالطوفان الهادر متدفقاً بجموعه البشرية لعموم الساحات، في مشاهد لا يحصيها إلا الله والراسخون في العلم.

شهداء صلت عليهم الملائكة وصلى عليهم كُـلّ أبناء اليمن في يوم الجمعة الجامعة (صلاة الغائب)، سائلين الله لهم الرحمة والخلود في مصاف العليين والنبيين والصديقين إزاء موقفهم المشرف الذي بيضوا به وجوههم أمام الله سبحانه وتعالى.

شهداء جعلوا من شهادتهم حدثاً عالميًّا يتناقله كُـلّ أحرار العالم في كافة الوسائل الإعلامية، شهداء بشهادتهم تحَرّك السيد القائد بنفسه -حفظه الله ورعاه- ليصدر بياناً دعا من خلاله كُـلّ أحرار الشعب اليمني للخروج الأكبر ليسمع العالم صرخاتهم المدوية وجاهزيتهم لخوض معركة الفتح القادم مع أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، في حال عدم توقفهم عن إجرامهم وعدوانهم البشع على غزة وأبنائها.

خروج مليوني حمل في طياته العديد من الرسائل التي أكّـدت على إصرار شعبنا اليمني العظيم على موقفه للدفاع عن مظلومية غزة، خروج أثبتت فيه قواتنا المسلحة والأمن أنها بفضل الله تمتلك الكفاءة والقدرة العالية على تأمين الجموع البشرية، في المكره والمنشط والسلم والحرب، وأن الخروج والنفير فيه الخير والأمن والأمان.

خروج أكّـد بأن هناك تسليماً وانقياداً منقطع النظير لسماحة السيد القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- الذي يحرص دائماً على حمل الروح الثورية وتذكيتها في ميدان المواجهة مع العدوّ مهما كلف ذلك من تضحيات.

أراد العدوّ بتفجيراته وممارساته لمسلسل الاغتيالات في بعض دول محور المقاومة بعد أن فشل في ميدان المواجهة المباشرة أن يخلق حالة التراجع ويزرع اليأس في النفوس هنا وهناك، إلا أن وضعية شعب الإيمان والحكمة جاءت عكس التيار وخرج الشعب بأعداد متضاعفة ليخلق هو بخروجه حالة الإحباط في نفس العدوّ، ما جعله يعيد حساباته بعد كُـلّ ما رآه من هول المشهد المتمثل في الجموع الشعبيّة المليونية، التي خرجت بقضها وقضيضها مدججة بأسلحتها، ومعبرة عن مبدأ الوفاء لدماء شهداء البحرية العشرة المبشرين بالجنة في معركة الانتصار القادم بإذن الله تعالى.

نعم إنها القضية المركزية التي وحدت كُـلّ الأصوات اليمنية وجعلت منهم صفاً واحداً لا يختلف عليه اثنان، حتى ممن هم قابعين في مناطق أُخرى من اليمانيين وغيرهم، ها هم صاروا يتمنون لو أن لهم حضوراً بين أوساط هذه الجموع الثائرة التي خرجت وتخرج بهكذا عزة وشموخ ورباطة جأش؛ مِن أجل فلسطين، وكلهم ثقة بأن هؤلاء القوم هم الموعودين بالنصر والفتح المبين مقارنةً بمواقفهم المشرفة وَالمعبرة عن إنسانيتهم وصدقهم وثباتهم على موقفهم.

وما النصر إلا من عند الله، وهو خير الناصرين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com