اليمن بقيادة السيد/ عبدالملك الحوثي حضور محوري في نصرة غزة
أحمد عبدالله الرازحي
اليمن الذي غُيب لقرون من الزمن بفعل الساسة المُنبطحين للهيمنة الأمريكية على مستوى الأنظمة المُتعاقبة منذُ اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في 1977م الرئيس الذي لم يكُن لديه مشكلة مع أحد سوى مع الفاسدين، وكان هدفهُ الأول بناء يمن جديد قوي اقتصاديًّا وعسكريًّا، بالتالي كان للسياسة الأمريكية الغربية دور في اغتيال هذا الرئيس الحمدي بأيدٍ سعوديّة وأُخرى يمنية كنظام علي عبدالله صالح، وكانوا أصحاب البصمات الكبرى في تدبير اغتيال الحمدي؛ لأَنَّ النظام السعوديّ كان يراه يمثل تهديداً جديًا؛ لأَنَّه يريد بناء اليمن ولا يقبل الخضوع والعمالة لصالح دولة أُخرى، بالتالي نجحت الرياض من خلفها أنظمة غربية منها أمريكا وفرنسا وأيدٍ يمنية منها نظام علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق الذي حكم اليمن من عام 1978م؛ أي بعد اغتيال الرئيس الحمدي بعامٍ واحد وظل في الرئاسة إلى عام 2012م وهي أطول فترة حكم عاشها أي رئيس يمني والسبب واضح جدًّا!
وكان علي صالح مدين للسعوديّة بالكثير؛ لأَنَّها جعلت منهُ من عقيد بسيط في القوات اليمنية في تعز إلى رئيس جمهورية، ولهذا كانت فترة رئاسته مُترهلة بالفساد ومُثقلةً بوزر العمالة والارتهان الكلي للسعوديّة ومن خلفها الأمريكي، فلم يكُن يرفض لهم طلبًا، وأشركهم حتى في صنع السياسة الداخلية لليمن وليس هيمنتهم ووصايتهم على القرار اليمني الخارجي فحسب بل وصل الحال إلى أن السفيرَين السعوديّ والأمريكي أصبحا هما فعلاً من يحكمون اليمن عبر السفارات، وأصبح السفير الأمريكي يتواجد في دار الرئاسة بصنعاء أكثر مما كان يتواجد في السفارة الأمريكية، وهذا يثبت أن نظام علي عبدالله صالح كان أسوأ نظام عرفهُ اليمن من جميع النواحي، وأهمها التبعية والارتهان إلى أن وصل بهم الحال إلى صنع القرار اليمني بأيدي السعوديّ والأمريكي، وهذا السبب الجوهري الذي غيب اليمن في قضايا الأُمَّــة الإسلامية والعربية، وبهذا الفعل قزم السعوديّ والأمريكي اليمن بذراعهم الرئيس علي صالح وجعل من اليمن الكبير دولة تابعة وليس لها دور بارز في المنطقة العربية ولا أي تأثير يُذكر.
إذا كُنا أمام اليمن الضعيف الذي رسمهُ علي صالح وطبعت هذه الصورة في الذهن العربي والدولي أن اليمن دولة مُهيمن عليها كما هو حال أغلب الدول والأنظمة.
بيد أن الشعب اليمني شعب حُر وشجاع رفض هذا الضعف وهذا الارتهان واتضح ذلك في قضية فلسطين وغزة اليوم، ليتبين أن اليمن شعب شجاع، ولم يكُن ينقصهُ إلا قيادة شجاعة تمثل هذا الشعب بكل مواقفه وفي كُـلّ القضايا، وقد قام الشعب بالثورة الشعبيّة بحثًا عن قائد وحكومة ترفض الارتهان للخارج، وانتصر الشعب بثورته المباركة في عام 2014م يوم 21 سبتمبر وطرد العمالة وأنشأت أمريكا والسعوديّة والإمارات تحالفًا عسكريًّا على اليمن في 2015م واستهداف اليمن وحصاره لأكثرَ من 8 سنوات وإلى اليوم والسبب هُنا أَيْـضاً واضح جِـدًّا عندما أطاح اليمن بالأنظمة العميلة والمرتهنة لمن يشنون حرباً وحصاراً اليوم على اليمن!
وكان من نتائج هذه الثورة المباركة إعادة اليمن إلى موقعه الصحيح واختيار اليمنيين من يمثلهم كشعب يمني مسلم لهُ تأريخ وحضارة وانتماء، وكان هذا القائد اليمني هو السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي ونجح بكل حكمة واقتدار إدارة اليمن بمؤسّسات الدولة والحفاظ عليها رغم ترهلها وضعفها سابقًا ورغم الحرب والحصار استطاع أن يبقيها بكل هيكلها بل وإجراء بعض التغييرات التي تُحارب الفساد بالقدر المُتاح خُصُوصاً وما زال اليمن في حالة حرب وحصار.
إذاً نحنُ أمامَ شخصية جديدة طالما انتظر اليمنيون مثلها وقيادةٍ لا تقارن أبدًا بأية شخصية أَو بأيٍّ من رؤساء العالم، وطالما كان شعار المسيرة التي يقودها السيد/ عبدالملك الحوثي، هو الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، كان الكثير يسخر منهُ، وينشر أعدائه الشائعات ضده، وربما كانت تنجح في التأثير في الكثير، ولكنهُ استمر في التوضيح في الخطابات ليس لمحو سوء الفهم وإنما من باب تعريف الآخرين من يكون أنصار الله، واستطاع أن ينجح في قيادة المعركة وصد العدوان وَالحرب على اليمن، متصدراً المشهد المدافع عن اليمن وهو كذلك في حين باعهُ الآخرون وتاجروا به!
لم ينجح السيد/ عبدالملك الحوثي، في إدارة المعركة اليمنية في صد العدوان السعوديّ الأمريكي والحصار عليه لـ8 سنوات وهزيمة هذا التحالف الأمريكي السعوديّ فحسب، بل استطاع بكل حنكة وكفاءة واقتدار في نصرة غزة وفلسطين؛ فما إن أطبق الإسرائيلي حربهُ وحصاره على غزة وفلسطين وخلفهُ الأمريكي بكل الصهاينة والمطبعين العرب أنظمة وملوك، لم يتوانَ السيد القائد/ عبدالملك الحوثي، في المشاركة في هذه الحرب التي هي قضية إسلامية وإنسانية كما أكّـد عليها السيد، وأن اليمن مع غزة وفلسطين حتى وقف قتل الأطفال الأبرياء والمواطنين وفك الحصار الإسرائيلي عليهم، ولم يُحذر فحسب إنما ظهر في خطاب ليُعلن فيه أن اليمن مع فلسطين وغزة، وأنه قد تم إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة من اليمن إلى أهداف في عمق الكيان الإسرائيلي “فلسطين المحتلّة”، وأن اليمن سيُشارك بكل قوته وبكل ما يستطيع ضمن هذه المعركة المفروضة علينا اليمنيين بقائدنا؛ كوننا مسلمين ولم نتخلَّ عن القيم الإسلامية والعربية التي أنسلخ منها الآخرون أنظمة وشعوب!!
تصاعدت وتيرة الحرب والعدوان الهمجي على غزة وفلسطين واشتد الحصار القاتل عليهم بفعل الإسرائيلي والصهاينة العرب، لتُعلن القوات المسلحة اليمنية عن استمرار القصف اليمني بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيّرة إلى فلسطين المحتلّة، وتُدهش العالم بأسره عن استخدام البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي ضمن التصعيد اليمني على المحتلّ الإسرائيلي، ومنع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل تنفيذًا لتوجيهات السيد القائد/ عبدالملك الحوثي، في إطار الرد المشروع على الجرائم الصهيونية المُستمرّة والحصار الخانق بحق أهلنا في غزة، وبالتالي اليمن سيُحاصر إسرائيل ويستهدف السفن التي تحاول المرور عبر البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، وهذا ما نفذه اليمن بالفعل وليس بالقول، استهدفت أكثر من سفينة إسرائيلية وحجزت سفينة إسرائيلية “جلاكسي ليدر” التي أضحى العالم يعرفها بأسره ويعرف الموقف اليمني القوي في نصرة غزة والدفاع عن الأقصى الشريف!
إذاً نحنُ اليوم أمام قيادة يمنية من الطراز الأول في تمثيل الإسلام وتطبيقه عمليًّا في الواقع وترجمته إلى مواقف بكل شجاعة وبكل ثقة وعزيمة وإصرار، وأعاد أَيْـضاً السيد/ عبدالملك شيم العروبة والقيم العربية التي انسلخ منها الملوك والحكام، ليُصبح هو القائد الذي تنتظرهُ الشعوب ويهتف الأحرار باسمه من كُـلّ البلدان حتى من دول أُورُوبية غير إسلامية، وما جذبهم أكثر وعرفهم به هو القرار الذي اتخذه في نصرة الأقصى وترجمهُ إلى أفعال حطمت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة والعالم برمته؛ ولهذا أجزم أن هذا الرجل الشجاع والقائد الحكيم هو الموعود الذي تنتظرهُ الشعوب الإسلامية والعربية لتحريرها من قيود الهيمنة والتعبية الأمريكية، وهو القائد القادم والمستقبلي والذي سيحظى بشعبيّة عالمية واسعة كما حظي باليمن شعبًا وفيًا ومخلصًا معهُ، فالأحرار كُثر وينتظرون القائد اليمني الشجاع.