الحشودُ المليونية اليمنية رسالةُ ردع في وجه المؤامرات الأمريكية
محمد علي الحريشي
الحشودُ الجماهيرية المليونية التي شهدها ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، عصر الجمعة الماضية، هي رسالة بعثها الشعب اليمني في وجه المؤامرات والمخطّطات الأمريكية ضد اليمن في البحر الأحمر، الإدارة الأمريكية تعتمد على تكوين تحالفات عسكرية دولية في عدوانها على عدد من الدول والشعوب، التي لا تدور في فلكها ولا تخضع لهيمنتها، وتمارس عليها سياسة القهر والإذلال، تعتمد على تكوين تحالفات سياسية وعسكرية تتكون من عدد من دول حلف الناتو خَاصَّة بريطانيا وفرنسا ومن دول عربية وخليجية متحالفة معها، تحالف أنظمة الدول الخليجية مع أمريكا الهدف الرئيسي منه تمويل الحملات العسكرية، التي تصل إلى مبالغ بمئات المليارات من الدولارات، نلاحظ أن معظم تلك المبالغ تذهب إلى شركات السلاح الأمريكية في صفقات أسلحة، والبعض منها أجور للجنود الأمريكان المشاركين في التحالف، هكذا طبقت الإدارة الأمريكية استراتيجيات حروبها على العراق، وسوريا وأفغانستان وليبيا واليمن في المراحل السابقة، كانت أمريكا تحارب العرب بالمال العربي وبجيش من المرتزِقة العرب الذين يتلقون دورات على أيدي المخابرات الأمريكية على أنهم مجاهدون وهم «دواعش وقاعدة»، هم عملاء مخابرات تستخدمهم الإدارة الأمريكية وتوجّـههم لخدمة مصالحها.
بعد انطلاق عملية “طُـوفان الأقصى” في قطاع غزة ضد الانتهاكات الصهيونية للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، هبت أمريكا ومعها تحالفها الغربي في شن أكبر عمليات عسكرية لإبادة سكان غزة وتنفيذ أكبر عمليات تهديم للمدن والمخيمات وتسويتها بالأرض، وفرض حصار خانق على قطاع غزة؛ بهَدفِ إجبار السكان على النزوح خارج فلسطين، وقفت الدول العربية متفرجة على المجازر الأمريكية والصهيونية في قطاع غزة دون أن تحَرّك ساكناً، اليمن وبدافع الأُخوة الإسلامية تحَرّكت مشاعره لنصرة مظلومية الشعب الفلسطيني.
استخدم حقه في منع السفن الصهيونية والسفن التجارية المتجهة إلى موانئ العدوّ عبر البحر الأحمر حتى فك الحصار عن غزة، لجأت أمريكا إلى استراتيجيتها في تكوين التحالفات العسكرية بحجّـة حماية التجارة الدولية، شنت الآلة الإعلامية الأمريكية والصهيونية حملة إعلامية مركزة، لتشويه موقف اليمن المناصر للشعب الفلسطيني، حَيثُ ركزت الحملة الإعلامية على تهديد اليمن للملاحة الدولية، رغم أن الملاحة الدولية تجري بانسيابية في البحر الأحمر ولم تتعرض إلى مشاكل أَو معوقات ما عدا السفن المتجهة إلى ميناء أم الرشراش «إيلات»، لم تفلح الحملات الإعلامية الأمريكية في إقناع دول العالم في الانضمام إلى التحالف الجديد الذي أطلقت عليه «حارس الازدهار» وكرد فعل على فشلها وانتكاستها السياسية والعسكرية في تحالفها العسكري البحري الجديد، لجأت الإدارة الأمريكية إلى عمل مخطّطات عسكرية بديلة لمنع الحضر اليمني على التجارة الصهيونية بقوة السلاح، كما حدث في عدوانها الأسبوع الماضي على ثلاثة زوارق يمنية في عرض البحر كانت تقوم بمهام الدوريات البحرية، الحادث الغادر نتج عنه استشهاد عشرة من قوات البحرية اليمنية، هذا العدوان استفز مشاعر الشعب اليمني والذي عبرت عنه المسيرات الجماهيرية المليونية الحاشدة التي شهدتها مدينة الحديدة، عصر الخميس الماضي، والمسيرات المليونية الحاشدة التي شهدها ميدان السبعين والشوارع المتفرعة منه في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات، عصر الجمعة الماضية.
هذا الاحتشاد المليوني الجماهيري الكبير، هو رسالة قوية موجهة إلى الإدارة الأمريكية وهذا ما عبر عنه السيد حسن نصرالله في كلمته، مساء الجمعة الماضية، التي أكّـد فيها أن ملايين اليمنيين الذين احتشدوا في اليمن هم من سوف يواجه المخطّطات والمؤامرات الأمريكية ويهزمها، سوف تتحطم الصنمية الأمريكية على جبال اليمن وتغرق عنجهيتها وغرورها في مياه البحر الأحمر، هذا هو عنوان التاريخ اليمني مع كُـلّ من حاول الاعتداء عليه وغزوه، أرض اليمن طاهرة مقدسة تنبذ الخبث ولا تقبل إلا طيباً «بلدةٌ طيبة وربٌ غفور».
لقد جربت أمريكا حضها وتحالفها الغربي والعربي في اليمن على مدى 8 سنوات عدوان، خرجت وتحالفها منه مهزومة، هزم اليمنيون فخر السلاح البري الأمريكي بالولاعة وهزموا فخر الدفاعات الجوية الأمريكية بالصواريخ الباليستية والمجنحة التي أحرقت معامل النفط في السعوديّة والإمارات، اليوم اليمنيون على قلب رجل واحد يقفون موقفاً واحداً موحداً، خلف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- لإلحاق هزيمة عسكرية وسياسية بالولايات المتحدة الأمريكية وهزيمة فخر سلاحها البحري، هذا ما عبرت عنه الحشود المليونية الهادرة التي خرجت، عصر الخميس والجمعة الماضيين، أما الموقف اليمني الثابت من القضية الفلسطينية ودعم الشعب والمقاومة الفلسطينية فلن يتغير ولن يتزحزح قيد أنملة مهما حشدت أمريكا في البحر الأحمر من بوارج وجيوش، كُـلّ ذلك لن يخيف الشعب اليمني ولن يزيده إلَّا ثباتاً وقوة على مواقفه مع الحق الفلسطيني.