غزة انتصار وفرص تحرّر
دينا الرميمة
نصرة لغزة وَفلسطين وَبما يحملوه من هُـوِيَّة إيمَـانية خلقت لديهم ثوابت وقيم يستحيل تجاوزها، وَفرضت عليهم أن يكونوا حاضرين، حَيثُ تستدعي المواقف ذلك!!
ولأجل فلسطين هَـا هي الساحات تمتلئ بهم..
فاليمنيون لم يكونوا ليقفوا موقف المتفرج أمام معاناة شعب وَأرض عربية تتعرض لحرب إبادة في سبيل استبدال هُـوِيَّتها العربية بالعبرية.
وعلى الرغم من أن صواريخهم وَمسيّراتهم تدك الأرضي المحتلّة مساندة لغزة، إلى جانب باب المندب الذي حرمته القوات المسلحة اليمنية على السفن المتوجّـهة إلى الكيان الصهيوني، وكان لها تداعياتها، التي جعلت أمريكا تعلن الحرب عليهم، إلا أن اليمنيين لا يزالون يرون ذلك غير كافٍ لأجل غزة، وأن الواجب عليهم أن يكونوا حاضرين في ساحة المعركة وفي الساحات الغزاوية، دائماً مطلبهم الأَسَاسي “افتحوا لنا طرقاً نعبرها إلى غزة لنكون شركاءَ في التضحية والتحرير”.
ومع كُـلّ عملية عسكرية يخرج اليمنيون مؤيدين ومفوضين القيادة السياسية والعسكرية بكل خطوة تخطوها مع فلسطين، فأمريكا وَأساطيلها لم تكن لتخيفهم، وهي التي إلى اليوم تدير عليهم حرباً وَحصاراً لا يزالان قائمين حتى اللحظة، عقاباً لهم على مواقفهم الرافضة لسياستها الاستعمارية للشعوب وإخراجها من أرضهم ذليلة تجر أذيال خيبتها!!
فاليمن التي لطالما حاولوا تقزيمها وتهميشها وتجزئتها لا تزال هي اليمن، التي وصفها الله في كتابه الكريم بالبلدة الطيبة، ولا يزال شعبها هو صاحب البأس الشديد، الذي خلد التأريخ معاركه واصفاً أرضه بمقبرة للغزاة.
فثمة حقائق في الحروب لا يمكن لقذائفها أن تطغى عليها، منها أن الشعوب المقاومة مهما طال أمد معاناتها ومهما قدمت من تضحيات فَــإنَّ النصر بالنهاية لن يكون إلا حليفها، وهذا ما أثبتته اليمن وَتثبته اليوم غزة، التي كانت محل انتقام للعدو الصهيوني وأراد أن يمحو أثر مقاومتها من عليها، وأطلقوا العنان للموساد لملاحقة قاداتها في أصقاع الأرض بعد أن فشلوا في القضاء عليهم داخل غزة خلال أشهر الحرب الثلاثة؛ فكانت المقاومة هي الأسرع بإلحاق الضرر في خاصرة هذا الكيان ومزقته شر ممزق، وجعلت صوت خلافاته يعلو وتتقاذف الشكوك والاتّهامات بالفشل أعضاء حكومته، وأظهرت الشقاق سواء بين أعضاء الحكومة أنفسهم أَو بين الحكومة والمستوطنين، الذين أدركوا أن هذه الحكومة تزج بأبنائهم في محارق الموت في سبيل بقاء سلطتها مع يقينها ويقينهم بأن فكرة القضاء على حماس مستحيلة التحقيق، وهذا ما أقر به جون كيربي الذي اعترف بقوة حماس وأفعالها هي التي جعلت الحديث عن اليوم الثاني بعد حماس موضع خلاف ليكون السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو تل أبيب ماذا بعد الحرب؟؟
خَاصَّة وأن غزة قد أعطت فرصة لكل من انتصر لها للتحرّر من الهيمنة الأمريكية والحقد الصهيوني، وَبتحريرها ستتحرّر بقية المدن العربية سواء المغتصبة جغرافياً أَو حتى سياسيًّا، وهذا ما قاله الأمين العام لحزب الله “السيد حسن نصر الله” مؤكّـداً أن بعد الانتصار لغزة سيكون الجنوب اللبناني المحتلّ على موعد مع التحرير بفضل غزة، التي كان لها اللمسات الأولى في صناعة الزوال للكيان المحتلّ، وما النصر إلا صبر ساعة.