ما بين الوعي والغفلة.. هناك نداءان وسلامٌ ولعنة
إبتهال محمد أبوطالب
غزة تئنُّ بجثث بمختلف أنواعها، فمنها جثث النساء وَالأطفال بمختلف الأعمار، وجثث الرجال الحامين للديار والأوطان، أشلاء هنا وهناك، وما بين جثـةٍ وجثـة ألف حكايةٍ وحكاية، وما بين تناثر الأشلاء المتطايرة تُسْمَع لعناتٌ مُستمرّة متواصلة.
فتلك الأرواح ترسـل لعناتها إلى مَن وصفهم الله بقسوة القلوب، وتضليل الدروب (اليهود المعتدين) ولعنات أُخرى إلى الآكام المتحجرة من الدمى المتحَرّكة (حكام العرب)، وإلى الأذلاء الجبناء من الشـعوب العربية الذين لا يخافون في حكامهم لومة لائم؛ فآذانهم صماء، وقلوبهم عمياء.
نناشـد كُـلّ فردٍ من كُـلّ الشـعوب باتِّخاذ موقفه أمام الله قبل أن يأتي يومٌ لا مجال فيه لاتِّخاذ القرار، ولا وقت فيه لتغيير المسار.
كثيرة هي المواقف الواجب اتِّخاذها إزاء ما ينتهكه اليهود من جرائم أقلها المقاطعة، أقلها الخروج في مظاهرات تنديدية لما يحصل وتحذيرية لردٍّ سيحصل.
إننا نؤكّـد ما قاله السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- على ضوء خطابه الأخير بمناسبة جمعة رجب، مُفوضين، معلنين بأنَّا وفق توجيهاته مُلبين، ولقراراته القرآنية مُنفذين.
ولي في هذا الإطار نداءان موجهان متفاوتا الرؤية والمعنى، والمنطق والمبدأ.
الأول: موجهٌ للعربي الغافل.
أيها العربي الغافل، إن جَمُدَ قلبُكَ أثناء رؤيتك للمجازر في غزة، إن لم تتحَرّك مشاعرك لمناظر الأشلاء من أجنة وأطفال، فلا خير فيكَ، فأنتَ عندئذٍ قالب من قوالب الأسمنت المتحجرة أَو جدار من حوائط البناء الزائفة، فالإسلام منكَ براء، والعربية منكَ في عداء، فأنتَ عربي الظاهر يهودي الجوهر والباطن، فأنت من اليهود، وهم منك، فكرك فكرهم ورؤيتكَ رؤيتهم، ولن يرضوا عنك إلا بخلع رداء إسلامك ولبس نتن يهودتهم.
الثاني: موجهٌ للعربي الواعي
أيها العربي الواعي، نعم فكرًا تعقلته، ونعم رؤيةً سلكتها، وبوركَ قلبك النابض بالإيمان، الذي يقف وقفة اتِّزان لا اضطراب فيها ولا اختلال، موقفك مُدونٌ بكتابك المنشور في يوم الوعد والنشـور، فمقاطعتك لمنتجات أمريكية وإسرائيلية هي عنوان وعيكَ، وخروجكَ بمختلف المظاهرات المساندة لفلسـطين دليل رقيكَ الإيماني، وسـمو فهمك القرآني.
سـلامٌ لكلِّ شـعورٍ ينبض بالإيمان، ولا سلامَ لكل شعورٍ ملؤه تيه وضلال.
ورحمةُ الله تغشى كُـلّ الشـهداء الأبرار في غزة العزة وفي كُـلّ مكان.
ولعنة مدى الازمان، والعصور والأمصـار لليهود واتباعهم الملعونين بمحكم القرآن.