أوراقُ أمريكا المتطايرة وثقتُها المهزوزة بحلفائها
أمة الملك قوارة
كما هي أهدافها غير المنطقية التي برزت مع حرب غزة، أمريكا إلى جانب ذلك تفقد موقعها السياسي والعسكري ويُسحب موقعها الدولي في العالم، إننا لم نرَها بتلك السذاجة والحماقة من قبل، حيثُ إنها وبدلًا عن أن تفكر بسياسةٍ أكثر فعالية كما اعتدنا التلاعب من قبلها بالأوراق ها هي الآن تتورط في حربها على اليمن ومن عدة اتّجاهات فهي كشفت للعالم قبح نازيتها بالتغاضي عما يحدث في غزة بل والمشاركة المباشرة في الحرب على غزة واستخدام حق الفيتو لاستمرار المذابح والإبادة الجماعية ومن ثم ضربها القانون الدولي! الذي هي من تديره عرض الحائط وشنها الحرب على اليمن غير مدركة نتائج ما تقوم به؛ معولة بذلك على ما تبقى لها من هيمنة مجيشةً بذلك الانتقاد الأضخم لها من قبل العالم الذي لم يسبق له مثيل، إلى جانب ذلك روسيا والصين سيستغلان فرصة تورط أمريكا وحماقتها لصالحهما وبما يحقّق لهما مصالح لم تكن لتتحقّق إذَا ما تورطت أمريكا مع اليمن، ومن جهة أُخرى ما الذي سيتولد من حربها على اليمن؟! فذلك ما كان يتمناه اليمن شعب وقيادة وهي أن تكون الحرب مباشرة معها..
فقدت أمريكا حساباتها ومنطقيتها واستراتيجية تفكيرها، فالذي يتابع تحَرّكاتها يرى مدى انجرارها وراء إسرائيل وتورطها معها، والأحداث كشفت لنا النقيض فبدلا من سير إسرائيل وراء أمريكا اليوم يحصل العكس وَالعجوز الكهل اليوم ينجر وراء تحَرّكات ابنه الطائش الذي لا يدرك ولا يعي ما يقوم به!، وبالرغم من أن إسرائيل تعاني من انفكاك اجتماعي وسياسي كبير وهذا لا يدعمها في حربها بل يضاعف الخسائر والضغوط عليها، أمريكا تتجه إلى البحر الأحمر معلنة الحرب على من يحاصر إسرائيل بدلاً عن ترميم الشرخ الكبير الذي تعاني منه إسرائيل وتوجيهها بوقف الحرب الذي يهدّد وجودها واستمرارها! إضافة إلى ذلك فقد ضحت أمريكا بمصالحها في الشرق الأوسط وخط تجارتها في البحر الأحمر وحتى البحر العربي ومهدت الطريق لتغيرات كبيرة وجذرية في المنطقة بما سيمحي وجودها وهيمنتها فقد وضعت نفسها في خط المواجهة مع محور المقاومة والقوة الشعبيّة العربية، ونفوذها على الأنظمة لم يعد بتلك القوة وإلا لرأينا تلك الأنظمة لا زالت اليد الضاربة لها، وقد التجأت إلى حلفائها في الغرب إلا أنها ليست بتلك الثقة فيهم فقد خذلها الكثير وحتى بريطانيا المشاركة معها في الحرب على اليمن ثقتها بها مهزوزة ذلك ما أكّـده تصريحها بأنها “لم تتوقع من بريطانيا أن تصرح بالحرب الذي شنته مع أمريكا”، وهنا أوراق مبعثرة تمتلكها أمريكا وكُلٌّ من تلك الأوراق تناقض الأُخرى! في ظل غضب عربي ودولي وحتى أمريكي شعبي متواتر عليها.
كل الأحداث تؤكّـد أن هناك متغيرات إقليمية ودولية كبيرة ستحدث تغيير لمعادلات استمرت لعقود وستغادر فيها دول من على طاولة الهيمنة العالمية! وإن منبع تلك المتغيرات غزة واليمن وامتداد البحر الأحمر والعربي وانضمام شعبي كبير لمحور المقاومة وربما ظهور أطراف أُخرى مقاومة وهذا ما ستكشفه الأيّام القادمة؟ فضلا أن هذه المتغيرات والأحداث قد هيئها الله سبحانه وتعالى؛ لتُسن المعركة بين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة وبين الأخلاق والقيم والعدالة ونقيضها الانحراف والفساد والظلم أنها المعركة التي سيكون طرفها من يمثل حزب الله وأنصاره الطرف الآخر الذي يمثل الشيطان وأتباعه وهي المعركة ذاتها التي ستمحي حضارات وتبني حضارات أُخرى وستكون مؤذنة بانتهاء حقبة الجبابرة والفاسقين الذين يتربعون على عرش سفك الدماء وارتكاب المحرمات والعيث في الأرض فسادا، وقد أراد الله سبحانه وتعالى من شعب الإيمان والحكمة أن يكون البديل عن من تولوا وتواطؤا وانحلوا وانسلخوا وتنكروا لله وشرعه وحرمته ومقدساته وتنكروا لأمتهم ووقفوا مع أعدائها، إن المتغيرات الإلهية قد حدثت وأنصار الله ودينه تحَرّكوا والمعركة مفصلية وحاسمة والطريق إلى الله وإقامة الحق يحتاج له الكثير من التضحيات تضحيات تكّفل الله بالجزاء عنها وهي أهون بكثير من العيش في حياة يديرها الفاسقون والمنحرفون والظالمون، وقد هيأ الله الأحداث وأجرى الوقائع، ودول الاستكبار باتت تضمحل أكثر فأكثر كُـلّ يوم وتجري في مسار الهلاك وعن شعب الإيمان فإنه على علم ويدرك جيِّدًا تلك المتغيرات مع تقارب القلوب ووحدة الكلمة ولمّ الشمل بإذن الله قريباً كي يكون اليمنُ بأكمله هو المؤثرَ والفعال والعصي على أعدائه وأعداء أمته..