إنْ هُم إلَّا كالأنعامِ بل هم أضلُّ
العلامة محمد بن محمد المطاع
هذا هو عنوان مقالي، وإني أحياناً أختار العنوان لحديثي من القرآن الذي يشفي الصدور، وكنت في حديث لي سابقًا تكلمت عن ما يدور في العالم الإسلامي والكفري، فوجدت ما هو معلوم عند الجميع أن الإنسان من ذكرٍ وَأنثى وَمسلم وكافر إذَا بلغ رشده هو المشكلة وهو الحل وهو الخير وهو الشر، وأخرجت ما يدور في خاطري وقلت حسبي ما قلت؛ لأَنَّ الفكر طموح يحب أن يفهم ما يدور في العالم، وعند ذلك كان يحدث لي أحياناً توتراً فلم أطمئن إلا عندما سمعت بالاعتداء الإجرامي على اليمن من أمريكا وذيلها بريطانيا وقلت عند ذَلك:
(زعم الفرزدق أن سيقتلُ مربعاً…. أبشر بطولِ سلامة يا مَربَعُ)
هذه أمريكا وبريطانيا والتحالف المشؤوم الذي تواجد في البحر الأحمر بحجّـة ما تملي عليه أمريكا وَبريطانيا من حماية الممرات المائية، في حين أن اليمن حكومةً وشعباً، وعلى رأسها العلم الشمَّاخ الذي إذَا قال صدق وأتبع القول الفعل، وتكلم رئيس المجلس السياسي، وتكلم رئيس الحكومة، وتكلم الإعلام بفروعه وأصوله بأن الملاحة في البحر الأحمر والعربي في أمان، وأن الهدف هو السفن الإسرائيلية التي تمر إلى موانئ فلسطين المحتلّة؛ رداً على الاعتداء على غزة ومحاصرتها من كُـلّ شيء، وما فعل اليهود فيها بدعم من أمريكا وبريطانيا وأُورُوبا الخاضعة لأمريكا، وقد حدث لغزة ما لم يحدث عبر التاريخ؛ فتحَرّكت غيرة اليمن وإسلام اليمن والدين الذي تربى عليه اليمن والغيرة التي عاشت مع أبناء اليمن والقيادة الحكيمة التي تعتقد اعتقاداً جازماً أن من أوجب الواجبات نصر المظلوم كيف لا؟ وشعب فلسطين وغزة بالذات تذبح من الوريد إلى الوريد وهم مسلمون مؤمنون موحدون؛ فقامت اليمن برئيسها بمحاصرة إسرائيل من السفن التي تقويها لفعل المنكرات وأعلنت للعالم أن الممرات العالمية في أمان إلا السفن الإسرائيلية وَالمتجهة إلى إسرائيل، ولكن كما يقال: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي..
وكما قال الله في قرآنه: “إنْ هم إلّا كالأنْعامِ بَلْ هم أضَلُّ سَبِيلًا”، لو قلنا إنهم كالحمير من الأنعام فقد نظلم الحمير، إذ هم أسوأ منها فقد تسلحت أمريكا وبريطانيا بسلاح الكذب والخداع والمكر السيئ، وتجاهلت الصوت المؤمن الصادق المتدفق من اليمن وبالأخص السيد القائد عبد الملك الحوثي، وخدعت المتحالفين معها، وخدعت المتحالفين سراً من العرب وفضحت أعمالهم جهراً:
(ومهما تكن عند امرئ من خَليقةٍ… وإن خالها تُخفى على الناس تُعلَمِ)..
ولو كانوا مؤمنين لعلموا أن الله يعلم السر وَأخفى ويعلم ما في الصدور، وأنَّى يكونوا مؤمنين وقد ارتموا في أحضان الكفر (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، ونحن نقول لأمريكا وبريطانيا لقد حقّقتم رغبة قائدنا وشعبنا، إذ هو يطمح إلى مواجهتكم وهو مطمئن كُـلّ الاطمئنان؛ لأَنَّه مؤمن والمؤمن يقاتل وهو قرير العين، إما أن ينتصر أَو يكتب الله له الشهادة، ويكون ضيفاً على أرحم الراحمين، لكن أنتم يا من أنتم كالأنعام بل أضل أين مصيركم؟ ألستم تقولون عندما تشاهدون مصيركم يا ليتني كنت تراباً؟ تتمنون أي تراب، تراب الحمير وتراب الكلاب وتراب الوحوش، ويكفي أن العالم كله قد اكتشف بأن سلاحكم الكذب والمكر والسوء، وأن بقاءكم في هذه الحياة إنما هو فساد وإفساد، ولولا أن الله جل شأنه أراد أن يُخرج الخبيث من الطيب لَخسف بكم وتوقعوا فَــإنَّ عقاب الله آتٍ وسوء سمعتكم وخداعكم وكذبكم قد علمه القاصي والداني وهذا نوع من العقاب، وهزائمكم أينما وقعت أقدامكم نوعاً من العقاب، وطائراتكم ومدمّـراتكم ومصانعكم التي تنتج الموت وتكبركم ستذهب أدراج الرياح تجاه قدرة الله وعظمته، فارفعوا أصواتكم وافتحوا ظهوركم فلن يفلت من يد العدالة أحد، واليمنيون قيادة وشعباً متمسكون بالله، وقد ضمن لهم النصر إذَا هم ناصروه وليس عليهم إلا شرط واحد وهو الإيمان الصادق، والويل كُـلّ الويل للذين يدعون الإسلام وهم مع أمريكا وإسرائيل والكفر العالمي يا ويلهم والودَّافة، وهم يعلمون أن العاقبة للمتقين، ويعلمون أن النار تمسهم إن كانوا مع الظالمين، وفي الأخير نقول لمن نصبَ العداء على اليمن وأهلها إذَا فيكم شعرة من الرجولة فقاتلوا قتال الرجال وجهاً لوجه واتركوا الحديد جانباً وسوف تجدون رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه في الذي تحالفتم عليهم في الثماني السنوات، ومنهم من ينتظر، ونقول لمن يريدون المساس باليمن وإلحاق الضرر به نقول لهم لن يفلتوا من القصاص سواء أكانوا ظاهرين كأمريكا وبريطانيا وَممن تحالف معهما أَو الذين يحاولون أن يخفوا جرائمهم بتستر، سيقتص الشعب اليمني منهم حتى لو اختفوا في جحر ضبٍ ولليمن الحق في وجوب الرد على من اعتدى، ومن الغريب والعجيب أن الأشرار يتعاملون بالكذب ولا يخجلون أمام الحقائق الواضحة، وقد قال قائلهم ممن يدعون الشرعية ولا شرعية لهم إن الحوثي لا علاقة له بغزة، وما يقوم به في البحر الأحمر إنما هو كسب سياسي، نقول له ما قال الشاعر، (سكتت بغابغة الزمان.. وأصبح الوطواط ناطق).
وعليكم إذَا أردتم أن تعرفوا الوطواط انظروا في القاموس وقد يكون الناطق أحقر من الوطواط، ونقول للشعب اليمني أبشر بالنصر فأعمالك المشرفة تضمن لك النصر، وعليك أن تتمسك بقيادتك فقد كرمك الله بها.
وهذا الناطق يحسب نفسه من الشرعية ولو خضت في هذه الشرعية التي ليست بشرعية، وأنا أقولها بملء فِيَّ ليست شرعية، غرسها المتآمرون على هذا الشعب، وأنا مسؤول عن كلمتي هذه حين أمثل بين يدي الله، وسوف يهيئ الله من يكتب عنها ليعرف العالم أنها ليست شرعية وسوف تحتاج إلى حلقات، فهي كذبة من كذبات المتآمرين، وأكثر منها كذباً وسقوطاً ونفاقاً من اعترف بها ولا يزال هذا الاعتراف يعاني منه الشعب اليمني حتى يومنا هذا، وقد جعلتها أمريكا والسعوديّة وشريكتها الإمارات مدخلاً للحرب، التي عانى منها الشعب ثماني سنوات وسقط فيها الآلاف من الشهداء، وَإذَا تركتها جانباً للفارس المؤرخ الدكتور حمود الأهنومي فارس التاريخ وأبوه وأمه.
وعرَّشتُ على المبذرين إخوان الشياطين دويلات الخليج بما فيهم السعوديّة وقلت لهم لماذا اخترتم لأنفسكم أن تكونوا من أصحاب الجحيم؟ وفي إمْكَانكم أن لا تكونوا من هذا الاختيار، وتذهبوا إلى المستشفيات لتُجرى لكم عمليات لتتخلَّصوا من المرض الرابض في أعماقكم، والذي أوجد فيكم الذلة والمسكنة والضيم والإسراف والتبذير حتى اندفعتم إلى أعدائكم وأعداء الله من اليهود والنصارى وجلبتم على أنفسكم وأرضكم معسكرات وقواعد جهنمية لحمايتكم كما تقولون!!
ولا أدري هل خُيّل إليكم أن أعداءكم هم الذين يحمونكم؟ وأنتم تعرفون هو أن حاميها حراميها؟ والحماية مِن مَن؟ لو عقلتم أن الحماية يجب أن تكون منهم، أما الجارة (جارة السوء) فلها حديث يطول شرحه فهي تراوغ وتماطل لحل مشكلتها مع اليمن وتقول في الظاهر إنها مع السلام وفي الباطن إنها ضد السلام وإنها مع الحاضنة لها أمريكا، وهي تتربص لما يحدث في البحر الأحمر بين الحوثي كما تقول وأمريكا وبريطانيا والمتحالفين معهما، وتتربص لمن تكون الغلبة فإن كانت الغلبة -وهي لن تكون بإذن الله- لأمريكا وبريطانيا ومن تحالف معهما فسوف تقلب ظهر المجن على اليمن، وفي هذه الحالة هي في حاجة لمن يؤدبها ولا يوجد مؤدِّبٌ قويٌ وصادقٌ إلا اليمن بقيادته الشجاعة، وحين ترى جمهور الشعب اليمني كالسيل الجرار والملايين يدخلون السعوديّة ويغطون جبالها ووديانها وصحاريها بالبشر ويقولون نحن ها هنا قاعدون ولن نتزحزح حتى تقوم السعوديّة بواجبها فتصلح ما أفسدت وتُعمِّر ما هدَّمت وتسكب المال الذي كانت تسكبه في غير محله لعوائل الشهداء والجرحى والمعاقين، وحتى قيمة الخيل والبغال والحمير التي قتلتها وحتى قيمة المزارع التي أحرقتها وحتى قيمة المواشي التي ذبحتها بنارها وحتى قيمة كلما أحدثت على رغم أنفها، وإلا فَــإنَّ اليمن سيكرّر ويقول إنّا ها هنا قاعدون، هذا هو التأديب الصحيح لتعرف أنها كانت جارًا سيئًا، وما هكذا يا سعد تورد الإبل، وما هكذا يا جار يصنع الجار بجاره خدمة لليهود والنصارى.