اليمنُ يكسبُ قلوبَ العالَم
حميد عبد القادر عنتر
كلما ذُكِرَ التاريخُ المُشرِّفُ ذُكِر اليمنُ، فكُلٌّ يُعرَفُ بالآخر؛ لذا فَــإنَّ اليمن هو من سجل مواقفَ بطوليةً مشرِّفةً، ودخل التاريخَ من أوسع أبوابه؛ ومن تلك المواقف، مواقفُه الوطنية والقومية والأخلاقية والدينية بمناصرة شعب فلسطين، قيادةً وحكومةً وشعبًا بالتدخل العسكري مع فلسطين، وتأييداً لمعركة “طُـوفان الأقصى” منذ اندلاعها في السابع من أُكتوبر عام 2023م.
لقد أصبح اليمن اليوم محطَّ فخرٍ واعتزاز كُـلّ شعوب وأحرار العالم بفرضه حصارًا مطبقًا على الكيان الصهيوني عن طريق منع مرور السفن من البحر الأحمر إلى الموانئ الصهيونية، ومن خلال العمليات العسكرية باستهداف ميناء “أُمِّ الرشراش”، وعن طريق المواقف السياسية الواضحة، والمسيرات الجماهيرية الكبرى التي لا مثيل لها في العالم.
هذا التحَرّك الشعبي والحراك السياسي للشعب اليمني ينطلقُ من ثقافة القرآن؛ لأَنَّ الشعبَ اليمني لا يقبل بالضيم والانبطاح والظلم والانتهاكات وحرب الإبادة الذي يمارسُه الكيانُ الصهيوني على أبناء غزة في ظل الصمت الدولي والأممي المطبق من قبل المجتمع الدولي والعالم.
الآن تمت إعادةُ القضية المركزية والمحورية فلسطين إلى الواجهةِ وإلى وضعها الطبيعي، وجاءت عملية “طُـوفان الأقصى” لتوجّـه صفعةً مدويةً لتطبيع الأنظمة العربية مع الكيان الغاصب.
واليوم أَيْـضاً تتصدّر القضية الفلسطينية واجهةَ الاهتمام العربي والدولي؛ فالمسيرات في معظم دول العالم لا تتوقف، حَيثُ أحيت القضية المركَزية فلسطين وعرت الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وأكّـدت للجميع بأنهم مجرمو حرب، وتبخَّرت كذلك كُـلُّ الشعارات الكاذبة التي كانت تتبناها الإدارةُ الأمريكية مثل ما تسميه حقوق الإنسان، كما تعرّت أمريكا، وخسرت سُمعتها أمام العالم بدعمها الكيان الصهيوني.
واليوم كذلك اختارت الإدارةُ الأمريكية مواصلةَ طريقها المليء بالمخاطر، معلنةً عن عدوانٍ جديدٍ مع بريطانيا على بلادنا؛ لمساندة الكيان الصهيوني، وهي مغامَرةٌ غيرُ محسوبة، وتؤدِّي إلى إشعال الفتيل، وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة.
ولهذا ونظراً لمعرفتنا بالقيادة فَــإنَّ الردَّ سيكونُ مؤلماً وموجعاً للأمريكيين والبريطانيين، وستكونُ كُـلُّ قواعد الهيمنة الأمريكية ومصالحُها معرَّضةً للاستهداف، وقد يجُرُّ حامي الصهاينة المنطقةَ والعالَمَ إلى حربٍ شاملة لن تكونَ على الإطلاق في صالح قوى الاستكبار.