اليمنُ والأطماعُ الأمريكية والبريطانية

 

أيوب أحمد هادي

بحكم الموقع الجغرافي لليمن وما تمتلكه من مقومات اقتصادية جعلتها محل أطماع أمريكا وبريطانيا فهما تبحثان عن ثغرة تمكّنهما من التدخل العسكري في اليمن، بعد أن نجحت من قبل في إضعاف دور الحكومات السابقة والتحكم في قراراتها حتى لا تستغل تلك المقومات لبناء اقتصاد الدولة وتنمية البنية التحتية؛ لأَنَّها ستكون بذلك دولة عظمى ذات سيادة.

وظلت أمريكا تتربص باليمن حتى أعلنت السعوديّة تشكيل تحالف دولي لإعاقة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر حينها سارعت واشنطن بإعلان هذا التحالف ورأت فيه الطريق الموصل إلى تحقيق أهدافها في اليمن، إلا أنها فشلت رغم تدخلها العسكري ودعمها اللوجستي اللامحدود.

فحين أسدلت قيادتنا الثورية والعسكرية الستار عن الترسانة العسكرية الضخمة ظهرت ملامح الخيبة على وجه أمريكا وبدأت بالعظ على أناملها وكشرت بريطانيا عن أنيابها وبدأتا تتربصان من جديد بالشعب اليمني العصي على أرضه وعرضه، حتى انطلقت عملية “طُـوفان الأقصى” في السابع من أُكتوبر في العام المنصرم وتخلى الأعراب عن عروبتهم، وتخاذلت كُـلّ الدول في نصرة القضية الفلسطينية سارعت اليمن حينها في تحمل كافة المسؤوليات الدينية وتحَرّكت بشكل فعلي في نصرة القضية الفلسطينية وتوجيه أقصى الضربات الممكنة في عمق الاحتلال بل وإغلاق الملاحة البحرية أمام كُـلّ السفن الإسرائيلية وتلك التي ترتبط بالكيان الإسرائيلي بشكل أَو آخر.

وجدت أمريكا وبريطانيا ضالتها في ذلك الموقف الديني الذي سطرته القوات المسلحة اليمنية وبدأت بتحريك مفاصلها واستدعاء حلفاءها لتشكيل تحالف ما أسموه “حارس الازدهار”، والذي بطبيعته يهدف لحماية السفن الإسرائيلية وفتح المسار أمامهما لبسط النفوذ على الممرات البحرية الهامة في المنطقة العربية، ولأن اليمن وقف حصناً منيعاً للتصدي لهذا المخطّط وكسر هيبة أمريكا فقد أقدمت ومعها بريطانيا على المجازفة في شن غارات برية على عدة مناطق في المحافظات اليمنية.

والمضحك في الأمر أنها أعلنت بعد توجيه تلك الضربات أن عمليتها في اليمن انتهت بتحقيق أهداف عسكرية هامة، وهذا ليس إلا لإعادة هيبتها المفقودة، وكلنا يعرف أن أمريكا لا تجيد سوى معركة الأرض المحروقة وترهيب الآمنين وقد جاءها الرد خلال دقائق من العدوان ولله الحمد كان الرد مناسباً.

وإلى من يظنون أن هذا العدوان قد أرعبنا نقول لهم فو الله ما زادنا إلا عزة وكرامة فمعنوياتنا ازدادت في رفعتها ومستعدون لمواجهة كُـلّ الطغاة والمتجبرين حتى ننتصر أَو نفنى دون ذلك، والله على ما نقول شهيد، ودام عزك يا يمن.

النصر والخلود للشهداء.. واللعنة على اليهود والعملاء.. والعزة والكرامة لشعب الإباء.. ولا نامت أعين الجبناء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com