ودَّفت أمريكا

 

نادر عبدالله الجرموزي

(الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكم فاخْشَوْهم فَزادَهم إيمانًا وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ).

انطلاقاً من هذا التوجيه العظيم والرسالة التوصيفية من الله تعالى لأوليائه المؤمنين الصادقين المجاهدين في سبيله، في سبيل رفع راية هذا الدين القويم..

(فزادهم إيماناً) هنا يأتي المعيار الحقيقي للإيمان الصادق الكامل، يأتي هنا معرفة المؤمن المُسّلم التسليم المطلق والبائع نفسه لله عز وجل، المتكل عليه (وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ)، لقد عرفوا الله ووثقوا به، وهذه مكرمة وفضل إلهي أختصه الله لأوليائه وهداهم لذَلك..

لقد جاءت الأفعى الكبرى (أمريكا الذليلة المهزومة) تجر بمعيتها تحالفاً واهناً هشاً يرقب بأم عينه نهايته المخزية الصاغرة التي يدركونها ومرسومة في أذهانهم تلك السيناريوهات التي لاقتهم وتجرعها مرارةً، مرات عدة وهم يديرون المواجهة ويغذون الصراعات بواسطة وكلائهم في المنطقة ولم يلقوا إلا غياً وهزيمة..

حاولت -بسذاجة وغباء وبدون حساب ما سيتحتم عليها من وجع وألم سيكسر طيشها- أن تكون في واجهة المشهد، حاميةً للصهاينة ودرعاً واقياً لضمان مرور السفن الداعمة للكيان المأزوم عن طريق البحر العربي وخليج عدن والأحمر -وليتهم يعقلوا هذا اللون ومضمونه- مؤكّـدين لهم بأنهم في ظاهرة عمى الألوان ويجب إعادة فتح أنظارهم بالطريقة المناسبة على أيدي رجال الرجال…

جاءت (أمريكا الشيطان الأكبر) في بحرنا ظناً بأنها تجيد العوم جيِّدًا، ولَكنها أُغرِقت بقواها..

جاءت.. أبت إلّا أن تكن هذه المرة الصفعة في خدها وما زالت آثار الصفعة وخدوشها على محياها يراها العالم بأسره، يرون التأديب اليمني ويقرأون العنفوان العظيم لهذه البلد وهذا الشعب الحر الأبي خلف قيادته المباركة الطاهرة…

وضعت أصبعها على زر الانفجار بجهل ولها أن تبتلع مأساتها وتتذوق مغامرتها المليئة بالفواجع والكوابيس المقلقة، التي لن ترى فيها النور مطلقاً حتى يتم الإذعان لما أملته القيادة على لسان قائدها سيد القول والفعل، كاسر أنوف الصهاينة سيدي العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي (أيده الله وأعانه وأمكنه).

لقد تلقت (أمريكا المكسورة) دروساً في الأدب والاحترام لسيادة البلد، ووقفت صغيراتها خلفها باكيةً قلقةً لما قد يمر عليها كما مر على كبيرتهم وموجهتهم.. فلا مناص لهم سوى أن يحيدوا..

أخيراً.. لا تختبروا كَثيراً صبر القيادة، ولا يأخذكم السفه والجرأة العمياء أن تَطال أذرعكم فيقابلها بتر، ولكم في الرد الأولي للقيادة -على سذاجة ما حصل لرجال البحرية من اعتداء، وَأَيْـضاً على الرد اللحظي لغاراتكم المهوسة- دروس.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com