يقتلوننا وهم يضجون بالبكاء، ودائماً يسبقوننا بالشكوى منذ 2001م إلى 2014م وهم يودعون شبابنا في سجونهم

 

د. حمود الأهنومي

لاحقونا في وظائفنا، وأوقفوا مرتباتِنا، وسجنوا معلِّمينا، وأخافوا طلابنا..

كم سجنوا من أبرياء بتهمة الحوثية، ولم تكن لهم أية علاقة بأنصار الله.. وكان انتماؤك إلى مديريات معينة في بعض المحافظات يكفي في رميك في السجن لأشهر وسنين.

ثم شنوا الحرب الأولى في كربلاء مران، وتلوها بخمس حروب طاحنة، قتلوا فيها المئات والآلاف، وورَّطوا الجيشَ والأمنَ في معاركَ لا ناقةَ لليمن فيها ولا جمل.

ثم اعتذروا بأنها كانت خطأ وعلى باطل.. قصفوا البيوت، ودمّـروا المساجد، وأغلقوا مدارسَ العِلم، والتحفيظ، وحبسوا العلماءَ المجاهدين والمكبّرين؛ لمُجَـرّد أنهم صرخوا ضد ظلم أمريكا و”إسرائيل”.

ثم أدخلوا اليمن في حرب أهلية، ونزاعات حزبية، وبين مراكز قوى النظام المختلف على نفسه، فقتلوا من بعضهم ما قتلوا..

فمكّن الله للمستضعفين الذين عذّبوهم وقتلوهم؛ فلما مكّنهم الله لم يقولوا لهم:

اذهبوا لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم بما فعلتموه فينا، بل قالوا: تعالوا إلى حكومة سواء، ونظام يتسعُ لنا جميعاً، وهاكم السلمَ والشراكةَ لنا جميعاً..

لكن الطغاة وعبيدهم لم يستسيغوا أن يرَوا مستضعَفًا بات يديرُ شأنَ البلد مثلَهم؛ فأغاظهم ذلك، وبدأوا يحيكون المؤامرات التي سرعان ما انطلقت عدوانًا أجنبيًّا بتحالف عالمي تقوده أمريكا يتكون من أكثر من 17 دولة.

فشنوا عدوانهم السافر برًّا وبحرًا وجوًّا في ليلة غادرة، وظلوا تسع سنوات، يقتلون ما شاءوا من النساء والأطفال والرجال، ويدمّـرون بلادنا، ويحاصروننا في لقمة عيشنا، وتآمروا على مرتباتنا لما نقلوا بنكنا.. لقد قتلوا الأطفال والنساء، وقصفوا المستشفيات وقاعات الأعراس والعزاء، وباصات الأطفال، ودمّـروا المقابر والمساجد والآثار، ومقامات الصالحين، وروضات الشهداء، ولم يتركوا شيئاً إلا وقصفوه مرات وكرات.. قتلوا منا مئات الآلاف وجرحوا أضعافهم بذرائع كاذبة، وادِّعاءات سخيفة، هم أنفسهم عادوا ليعتذروا منها، ويلعنوا أنفسهم؛ بسَببِها.

كان بيدهم الطائرات المتطورة، والمدافع العملاقة، والدبابات التي تتحَرّك بأريحية في ميدان المعركة، والتغطية الجوية الذكية والقوية، وكانوا يقاتلوننا في معركة غير متكافئة، فيقتلون منا، ونقتل منهم، فثبّت الله أقدامنا، وربط على قلوبنا حتى أتانا بنصره..

ومع هذا يأتي ملعون من عبيد الملاعين، ليذرف دموع التماسيح ويقول: قتلنا الحوثيون، فعلوا بنا، سووا بنا، و…!

هذه حرب يا منتوف الكرامة وأنت وأسيادك البادئون الأظلمون فيها، تقتلون منا ونقتل منكم، فمن المعيب أن تذهب شاكيا باكيا أنك أنت المقتول دائماً.

عليك أن تعلم أن العالم بات اليوم أذكى من ذي قبل، ويدري أنك أنت القاتل، والمعتدي، والظالم، والذي بيدك إمْكَانات القتل الذريع والفظيع، وأننا كنا في موقف المدافع، والمنافح، والمعتدى علينا، وأننا لم نستسلمْ لظلمك بل كنا ندافع وننافح حتى أعطانا الله القوة الرادعة لأسيادك، وعندَئذ أوقفوا عدوانَهم علينا..

واضحٌ أم لا؟

إذن خلاص، يكفي بكَاءً وشُكاءً.

عليك أن تعلم أن هناك فرقًا بين القاتل والمقاتل.. نحن نقاتل من قاتلنا، ولا نقتل إلا من يقتلنا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com