الفتحُ الموعود والردودُ اليمنية النارية

 

عبدالجبار الغراب

بعشرات الصواريخ مختلفة الأشكال والأنواع، وبعشرات الطائرات المسيّرة بأحجامها وأشكالها المتعددة كان البحر الأحمر مسرحًا لانطلاق أكبر عملية هجومية في التوجيه للرد والعقاب، وواجهة لمرحلة بداية أولية للردود اليمنية النارية التأكيد للفعل والتنفيذ باستهداف السفينة الأمريكية كرد لارتكابهم الجريمة بحق رجال البحرية اليمنية، والتي أَدَّت إلى استشهاد عشرة مجاهدين وهو في إطار التنفيذ لتوجيهات قائد الثورة بأنه لا يمكن أن تمر هذه الجريمة دون رد أَو عقاب، ليتحقّق الرد القوي والذي يحمل في دلالاته مقامه التأكيدي لقادم تكرار الاستهداف للعدو الأمريكي؛ انتقامًا لشهداء البحرية اليمنية التي استهدفتهم أمريكا أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني والأخلاقي لمساندة ودعم الشعب الفلسطيني ضد العدوّ الإسرائيلي ضمن القرار التاريخي الشجاع اليمني، في منعه للسفن الإسرائيلية من المرور أَو العبور من البحرين الأحمر والعربي أَو تلك السفن المتجهة لموانئه ومن أية دولة كانت، تحت معادلة ردع وضغط فقط للكيان مع التأكيد بحرية وسلامة الملاحة التجارية البحرية وحتى يتم إيقاف الحرب على غزة ورفع الحصار يتم إيقاف التنفيذ لهذا القرار.

هذه العملية الكبرى والتي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو اليمني المسيَّر فجر الأربعاء العاشر من يناير 2024 تعتبر في تصور ونظر الكثير في الداخل اليمني وحتى على المستوى العالمي تاريخاً للذكرى سيظل محفوظاً بذاكرة هذه الشعوب لما حملتها هذه العملية من معانٍ وأبعاد عديدة، تمثلت أهمها في إبرازها لتنفيذ المطالبات الجماهيرية من مختلف فئات الشعب اليمني التي طالبت قواتها المسلحة بتنفيذ عملية رد قوية للأمريكان جراء ممارساتهم العدوانية في البحر الأحمر، لتعطي هذه العملية العسكرية البحرية في ردها على العدوان الأمريكي قوتها في التنفيذ ضد الهدف المحدّد والمرسوم لسفينة أمريكية بالتحديد وَأَيْـضاً نوعيتها الهجومية والتي فاقت تصور العدوّ في انطلاقها وتحديد أهدافها، فقد كانت الأكبر في التنفيذ والتخطيط والتحديد للأهداف المختارة لتدميرها، فقد كانت أسراب الصواريخ البالستية اليمنية والمجنحة والبحرية المضادة للسفن تملأ سماء البحر الأحمر، والتي عقدت مهمة الدفاعات الأمريكية الكبيرة ومعها الدفاعات البريطانية التي شاركت في التصدي لها، لكنها سقطت في المكان المخصص لضربها للهدف، وَأَيْـضاً مفاجأتها للعدو الأمريكي بكثافة أسراب الطائرات المسيَّرة اليمنية وتفوقها الساحر في تحديد الهدف وضربها له بدقة متناهية.

وعلى هذا النحو فقد رسمت هذه العملية إطارها المحدّد التفعيل للتقدم الأكيد نحو معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وهو ذلك المشوار الواضح الهدف في تحديده للمعالم نحو المسار القادم لاسترجاع الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ووضع نهاية أكيدة للغطرسة والهيمنة الأمريكية، وبذلك عليهم استيعاب الدروس وأنه لا تعالي ولا استعلاء على اليمنيين وشعبها العظيم، وأن يتعلم الأمريكي ومعه الإسرائيلي ومن سيخوض غمار الإقدام والجرأة لاستهداف اليمن لمساندة الكيان الإسرائيلي أن يدرك خطورة هذه المغامرة؛ لأَنَّه يواجه جيشاً عبقرياً يمنياً متسلحاً بالقرآن الكريم، والذين أوجدوا من لا شيء صناعة للمستحيل لفعله والذي تفاجأ به العالم كله بالتفوق العسكري وبالقدرات والصناعات التسليحية، ومدى امتلاكهم للتكنولوجيا المتطورة في تطوير عتادهم الحربي والعسكري وبتلك الكفاءة والمهارات الفائقة المختلفة التي يمتلكها المقاتل اليمني، وأن الجيش والشعب على أكمل الاستعداد والجهوزية لصد وردع أي عدوان على اليمن العظيم وشعبها المجيد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com