أعلنها الشعبُ اليمني قائلاً: “ما نبالي ما نبالي واجعلوها حرب كبرى عالمية”
الاعتزاز خالد الحاشدي
مسيرات متواصلة، حشود مليونية، في جُمع عظيمة، وفي ميدان عظيم، هو ميدان الصمود والتحدي، ميدان السبعين..
في كُـلّ جمعة من كُـلّ أسبوع يخرج الشعب اليمني للاحتشاد في جميع المحافظات دون كلل أَو ملل، مناصرة لإخوانه في غزة العزة، تحت مسميات عدة ومتنوعة، كان آخرها يوم جمعة رجب العظيمة، في مسيرة الفتح الموعود والجهاد المقدس، التي دعا لها السيد القائد -يحفظه الله- في كلمته الأخيرة بمناسبة جمعة رجب.
فما كان من شعب الإيمان والحكمة إلا أن يلبي دعوته ويحتشد ذلك الاحتشاد المليوني الكبير في ميدان السبعين، وبقية المحافظات.
حيثُ وقد أعلنت أمريكا حربها على اليمن وشنت غاراتها في ليلة جمعة رجب على صنعاء والحديدة وعدة محافظات بـ73 غارة جوية من طائرات انطلقت من قواعد أمريكية في دول الخليج، وهذا ما دفع الشعب اليمني للاحتشاد بقوة رافعاً شعار الصرخة ومردّداً في وجه أمريكا متحدياً “ما نبالي ما نبالي ما نبالي واجعلوها حرب كبرى عالمية”.
نعم هذا هو الشعب اليمني يا من ليس يعرفه، هذا هو الشعب اليمني الصابر الصامد الواثق بالله، المتكل عليه، الذي وقف في وجهه العالم، ووقف في وجه العالم بكل شموخ وثبات، لم يرهبه عدوان 17 دولة، ولم تثنِه تلك الجرائم الوحشية من إخوانه العرب، جاهد واستشهد وانتصر، ولم يعرف الهزيمة قط، فعن أي شعب تتحدثون؟!
شعب تخلى عنه العالم العربي بل ووقف ضده، ولكنه في قضية الأُمَّــة الإسلامية كان أول المناصرين لها، نسى كُـلّ ما حَـلّ به من جرائم مأساوية، ولم تندمل جروحه بعد من طعنات العرب، إلا أنه لم يتوانَ للحظة في مناصرة أهل غزة، رأى مصيبتهم الكبرى وما حَـلّ بهم من جرائم فضيعة خلال أَيَّـام معدودة من قبل الاحتلال الإسرائيلي فهانت عليه مصيبته، فربط على جراحه وأقبل مسرعاً، لإنقاذ إخوانه في فلسطين، فأنذهل العالم من قوة إرادته وصبره وعزيمته.
إنه شعب معتاد على الصراع والحروب في كُـلّ عصر، وها قد بناء ترسانة عسكرية وقت الحرب، فكيف به إذَا امتلك تلك الترسانة وهو في وقت السلم!
وهَـا هو اليوم في مواجهة أمريكا وبريطانيا وجهًا لوجه، مواجهة بحرية في البحر الأحمر، وهو منصور بإذن الله.
ألا فليعلم العالم كله بأن سر قوتنا وتماسكنا وثباتنا، هو التولي الصادق والإخلاص لقائدنا الذي لا يخاف في الله لومة لائم، الذي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.