طاولة الكويت تراوح مكانها وسط افتقار وفد الرياض للقرار والرؤية السياسية
صدى المسيرة../
لم تحرز المفاوضات الجارية في الكويت أي تقدم في اليومين الأخيرين بالرغم من اللقاءات الكثيرة التي عقدها وفد القوى الوطنية مع الأطراف الدولية، حيث يسعى العدوان عبر مرتزقته إلى ابطاء وافشال المفاوضات باختلاق العراقيل للحيلولة دون التقدم في المشاورات في وقت ما يزال وفد الرياض عاجزاً عن تقديم رؤية سياسية للحل في اليمن إلى جانب رؤية الوفد الوطني ليتم مناقشة كل الرؤى.
وعادت المفاوضات المباشرة بين الطرفين، أمس الأربعاء، بعد تراجع وفد الرياض مرتين عن قراره بتعليق مشاركته المفاوضات عندما قرر العودة للمفاوضات غير المباشرة ثم عاد إلى المباشرة منها، غير أنها لم تتقدم نظراً لاستمرار وفد الرياض باختلاق القضايا والتهرب من تقديم رؤية سياسية للحل وليس مطالب واشتراطات في ذات الوقت الذي يجري فيه التحشيدُ في جبهات تعز ومأرب.
تراجُعُ وفد الرياض عن قراره وعودته للمفاوضات بعد زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أثبتت مجدداً أن هذا الوفد لا يملك القرار بالمفاوضات من عدمها وليس بيده صلاحيات في إطار عملية السلام.
وانتهت الجلسة المباشرة، أمس الأربعاء، دون تقدُّمٍ كما كان متوقعاً في ظل تصعيد العدوان للتحليق في سماء اليمن والتصعيد الميداني للمرتزقة ألقت بظلالها على المفاوضات وعلى موقف القوى الوطنية التي أوضحت في بيانٍ أن تلك الأعمال ستؤدي لإفشال المفاوضات.
ونص البيان على ان الوفد الوطني حرص “منذ بدء المفاوضات على التعامل بمسؤولية تجاه كل العراقيل والاعاقات من قبل الطرف الآخر، ومنها الاستفزازات المستمرة في الميدان واستمرار الزحوفات وأعمال التحشيد والقصف بالسلاح الثقيل في معظم جبهات القتال، وذلك استشعاراً من الوفد الوطني لحجم المسؤولية وحرصاً على الدفع بالمشاورات نحو الأمام”.
واعتبر البيان ان “مبدأ وقف الأعمال القتالية المتفق عليه والصادر عن الأمم المتحدة والذي دخل حيّز التنفيز فجر الحادي العاشر من شهر ابريل/نيسان الماضي يلزم جميع الأطراف بوقف كامل وشامل للأعمال القتالية ورفع القيود التجارية والاقتصادية عن اليمن، وكذلك إزالة القيود عن حرية التنقل للمواطنين من وإلى اليمن، لكن وللأسف فإن الطرف الآخر ما زال يتخلى عن الكثير من ذلك حتى الآن”.
وفي الختام أوضح البيان أنه “وبعد تماسك وقف الغارات الجوية لعدة أيام عاودت طائرات العدوان صباح اليوم، القصفَ من جديد، حيث شنت غارتين جويتين على منطقة المحاوجة في نهم، في عمل تصعيدي خطير يهدد المفاوضات القائمة في الكويت ويهدف الى تعطيلها وإفشالها”.
وعقب البيان أعلنت الأمم المتحدة إلغاءَ مؤتمر صحفي كان مزمعاً عقدُه للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وشربل راجي المتحدث باسم الأمم المتحدة.
على صعيد اللقاءات مع الأطراف الدولية التقى رئيسا الوفد الوطني المشارك في مشاورات الكويت محمد عبدالسلام وعارف الزوكا مساء الثلاثاء، أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في قصر بيان بدولة الكويت.
وفي اللقاء أشار الزياني إلى حرص دول مجلس التعاون الخليجي على إنجاح مشاورات الكويت بما يفضي إلى تحقيق السلام في اليمن.
وأكد ضرورة استمرار هذه المشاورات وتجاوز أي منغصات بالحوار المباشر، مجدداً شكره لدولة الكويت أميراً وحكومةً وشعباً على استضافتهم للمشاورات، معتبراً أنها فرصةٌ تَأريخية لإنهاء معاناة الشعب اليمني.
ودعا أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى استغلال هذه الفرصة والحفاظ على المسار السياسي لإيجاد الحلول في إطار المرجعيات المتوافق عليها للوصول إلى حل نهائي.. مُؤكداً دعم المجلس الوزاري الخليجي لمشاورات الكويت وحرصه على نجاحها.
من جانبه جدد الوفد الوطني شكره لدولة الكويت الشقيقة على استضافتها للمشاورات.
وقدم الوفد الوطني شرحاً عما شهدته الأيام الماضية منذ بداية هذه المشاورات وما يقوم به الطرف الآخر من عرقلة متواصلة للجلسات.
كما استعرض الوفد الوطني رؤيتَه المتكاملة للحل السياسي والعسكري والأمني المقدمة إلى طاولة المشاورات برعاية الأمم المتحدة والتي حرصت على التوافق والشراكة بين جميع الأطراف في صياغة مستقبل اليمن على عكس رؤية الطرف الآخر، التي تلغي الآخرين وتقصيهم ولا تنظر إلا للمصالح الشخصية.