اليمنُ يرسُمُ الجغرافيا بحبرٍ ناري ولوحٍ بحري!!

 

هنادي محمّد

يبدو أنّ العدوّ الأمريكي البريطاني مُصِرٌّ على توريط نفسه حتى إغراقِ قدميه في وحلٍ صُلبٍ يصعُبُ عليه الخروجُ منه بسهولة.

يستمر بغطرسةٍ واضحةٍ على اختبار نسبة مصداقية البيانات العسكرية التي تدلي بها القوات المسلحة اليمنية، والتي تحذر فيها على الدوام من خطر الملاحة البحرية نحو «إسرائيل»؛ لأَنَّ النيران اليمنية ترقبهم وتنتظرهم لتحرق كُـلّ سفينةٍ لا تلقي السمع وهي تشهد التحذير تلو الآخر وتدعي صممًا يوصلها إلى الغرق المحتوم، فلا فرص بعد الثلاث تتيحها اليمن!!

العملياتُ البحرية النوعية المتتابعةُ للقوات البحرية اليمنية تدل بما لا يترك مجالًا للشك بأن اليمنَ -قيادةً وشعبًا- يتسابقُ فعلُهم مع قولهم؛ ليثبتوا أنهم الأجدرُ في ميدان الصراع مع العدوّ العالمي ممثلًا بأمريكا وبريطانيا ومن يلتف حول ظلهم الأسود، وأنهم لا يجازفون بما هو خارج قدراتهم وإمْكَاناتهم وإرادتهم الصلبة التي أكّـدت أن الإمْكَانات ليست العنصر المهم في المواجهة، بل القوة المعنوية الإيمانية ووجود قضية حقة يتبناها الفرد والمجتمع والأمّة هي الأهم؛ باعتبارها وقود السير والاستمرارية والنضال والجهاد المقدّس الذي يبذل في سبيله كُـلّ ممكن ومتاح لاقتطاف النصر.

كما أن تسارُعَ الإنجازات البحرية ونجاحها بدقةٍ مباشرة يدل على الفشل الذريع لتدابير العدوّ التي يتخذها في البحر، وأن صيت أمريكا وبريطانيا وتضخيمهما لأجهزتهما الاستخباراتية مُجَـرّد فقاعات إعلامية هدفها كسر الروح المعنوية لدى كُـلّ من يفكر في الوقوف بوجههم والدخول معهم في أية مواجهة ممكنة.

وتدُلُّ على ضعف الخبرة العسكرية حين توقعه لضربةٍ من اليمين فبوغت بهجومٍ خاطفٍ من الشمال رسم مسارًا جديدًا على الخارطة العالمية وعدّل منهج الجغرافيا الذي اعتادته الشعوب والأمم الماضية، وألفه العدوّ ووضع خططه على أَسَاس منه!

اليمن اليوم وكلّ لحظة باتت محط أنظار شعوب العالم؛ فأسماعهم ترتقب «بيانٌ صادرٌ عن القوات المسلحة اليمنية»؛ لتشفى صدورهم المكلومة إزاء ما تراه وتشهده من جرائم بحق الإنسانية ولا من مجيب إلا من وفّقهم الله وجعلهم ضمن محور المقاومة؛ بينما اليمن قيادةً وشعبًا تلبيهم بالصوت العالي، والموقف القوي الباقي ما دامت لنا دماءٌ تسري في عروقنا وأجساد ترتديها أرواحنا، والعاقبةُ للمتّقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com