جمعةُ الفتح.. ومعركةُ الفتح الموعود
فاطمة محمد المهدي
وتعود علينا جمعة الفتح، جمعة رجب مرة أُخرى، الجمعة التي دخل فيها اليمنيون جميعاً صرح الإسلام والهدى، وبهم أعز الله الإسلام، تعود علينا ويحتفل بها شعبنا، في ظل ظروف من أحلك الظروف، ظروف المواجهة مع أفظع قوى الشر العالمية والتاريخية، أعداء الله وأعداء الدين وأعداء الإنسانية، بتحالفاتهم العظمى في وجه الإسلام والمسلمين.
في الخطاب الذي ألقاه السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- بهذه المناسبة، عرض كعادته رؤيته الشمولية لقضايا الشعب والأمّة، وربط خيوط المعركة ببعضها البعض بحكمته المشهورة وبصيرته النافذة، ربط بين المعركة التاريخية بين اليهود أعداء الله والدين والإنسانية بكل أشكالها وأساليبها، وبين ما تواجهه الأُمَّــة اليوم وقبل اليوم من مظاهر هذه المعركة والحرب، وعلى رأسها الحرب الناعمة التي تستهدف تمييع وتضييع وتخضيع الأُمَّــة، كما فعلت بشعوب دول العالم الغربي، ومن بينها الشعوب الأمريكية وشعوب عربية وإسلامية، كما بيّن واقع المعركة العسكرية التي تستهدف الشعب الفلسطيني وشعب غزة، وحقه في المقاومة والتحرير من الاحتلال الصهيوني، وأن الشعب اليمني كما يظهر للعالم بوضوح، يقف جنباً إلى جنب في هذه الحرب مع شعب فلسطين؛ مِن أجل نيل حقوقه ورفع الحصار عن شعب غزة المحاصر، وأنه وإن واجهتنا إسرائيل وأمريكا ودول العالم لمنعنا من موقفنا هذا فلن تفلح ولن تثنينا أية قوة في الأرض عن موقفنا الإيماني والإنساني، ولا خوف من تلك القوى التي مهما بلغ عتوها وبلغت قوتها وأسلحتها وتحالفاتها، فَــإنَّها لا شيء أمام قوة الله.
تزامنت هذه الجمعة المباركة مع شن العدوان الأمريكي والبريطاني غارات على مناطق مختلفة من الأراضي اليمنية، في محاولة عاجزة لإثناء جيشنا وقواتنا من المشاركة في هذه الحرب ومن منع السفن الإسرائيلية والأمريكية من المرور من باب المندب باتّجاه الموانئ الإسرائيلية، لكنهم يجهلون بغطرستهم أن ساعة زوالهم قد حانت، وأنها ستكون على يد الشعب اليمني بإذن الله وكان وعد الله، وأن واقع اليوم هو نفسه واقع الأمس، ومعركة اليوم هي ذاتها معركة الأمس بين قوى طالوت وجالوت.
وهَـا هي شعوب الذل والضعف والاستكانة تقول ما قاله ضعيفو الإيمان آنذاك: (لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) وها هو الشعب اليمني مع محور المقاومة يقف موقف طالوت ومَن الذين معه؛ إذ قالوا: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وكما هزم طالوت جالوت بإذن الله بصورةٍ إعجازية، سنهزم جالوت العصر أَيْـضاً بقوة وبإذن الله: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) فجمعة فتح مباركة ورجب مبارك عليك يا شعب الإيمان، وبإذن الله جمعة النصر والفتح الأكبر قادمة وقريبة.